أسرة «سيدة المنيب»: «زوجها هددها بذبح ابنتهما عشان ياخد فلوس»

«لو ماخدتش فلوس هدبحلك بنتك شهد».. قالها «مصطفى. ب- 34 سنة»، سائق «توك توك»، وهو يضع سلاحًا أبيض على رقبة ابنته، مهددًا زوجته فاطمة صلاح، التي حاولت التصدى له بإخراجه من باب شقة والدتها في منطقة المنيب بالجيزة؛ ليسدد لها طعنتين نافذتين بالبطن، فلقيت مصرعها في الحال.
«فاطمة» كانت تعمل صباحًا بأحد المصانع، وبعد الظهر لدى مكتب محاماة، واشترت من أموالها «توك توك» لزوجها، للعمل عليه وتوفير مستلزمات طفلتيهما «شاهندة، وشهد»، لكنه كان يستولى على أموالها ويعتدى عليها بالضرب، ليشترى مواد مخدرة، ولا ينفق على أسرته.
السيدة الثلاثينية كانت في منزل والدتها المُسنة التي لا تقوى على الحركة، وفوجئت بحضور الزوج يطلب منها نقودًا، فأعطته 100 جنيه، لكنه قال لها: «إنتِ معاكِ فلوس تانية، بتخبيها فين؟».. في الوقت ذاته وضع «مفك» على رقبة ابنتهما «شهد- 4 سنوات»، ولم يستجب لتوسلاتها: «يا بابا خايفة حرام عليك»، وهو يهدد زوجته: «هدبحهالك»، لتدفعه إلى خارج المنزل، وتتلقى طعنتين ببطنها أمام الباب.. هكذا روت والدة المجنى عليها تفاصيل الجريمة التي وقعت مساء الأحد الماضى.
تسرد والدة «فاطمة» بقية التفاصيل: «كانت طفلتاهما في المنزل، ورفضت ابنتى أن تعطيه فلوس أكتر من 100 جنيه، وعضته ليترك ابنته ويشيل المفك من على رقبتها، لكنه كان يخبئ سكينًا فأخرجها وطعنها وهرب، بعد كده عرفنا من الجيران إنه بعد هروبه ساب التوك توك بتاعه خلف الشارع، وافتكر إنه عوّر مراته زى كل مرة، وراح سلم نفسه بقسم الشرطة وعرف بعدين إنها ماتت».
الأم المكلومة تبكى ابنتها، مضيفة: «دمها غرق الدنيا قدام الباب، قتلها زوجها وهى في عز شبابها، وكانت بتخدمنى وأنا عاجزة.. حد يقتل مراته قدام عياله.. بنتى ما شافتش يوم حلو من ساعة زواجها، كانت بتشتغل شغلنتين وتلاتة وما بيصرفش على البيت».
«كانت شقيانة على عيالها».. قالتها «صفاء»، شقيقة المجنى عليها، قبل أن تضيف: «حبيبتى كانت بتيجى آخر اليوم مهدودة من شغلها، وجوزها كان بياخد كل فلوسها ليشترى مخدرات».
تدمع عينا «صفاء» وهى تتذكر مأساة شقيقتها مع زوجها، تحكى: «أختى كانت تدخر أموالًا لشراء ملابس العيد لنجلتيها، وزوجها تشاجر معها ليستولى على الأموال، وضربها وأصابها بجروح في رأسها استلزمت 25 غزرة، و10 بكف اليدين اليمنى واليسرى».
«بدل ما يساعدها في المصاريف أو يتركها وشأنها كان بيضربها».. تشرح شقيقة المجنى عليها أن «الأخيرة» لم تكتفِ بعملها بمصنع «استانلس» صباحًا، كونها تتقاضى أسبوعيًا منه 400 جنيه، فتوجّهت للعمل لدى مكتب محامية لتقبض في اليوم 100 جنيه، وبعد الانتهاء من عملها الثانى «كانت بتلم كنزات» وتبيعها ب100 جنيه، و«آخر اليوم زوجها يلم فلوسها على الجاهز».
بعد اعتداء «مصطفى» على زوجته قبل العيد، حضرت «فاطمة» لمنزل والدتها «غضبانة»، ورفضت العودة إليه، لكنه «ضحك عليها بكلمتين حلوين»، وفق شقيقتها، لتشترى له «توك توك» بدلًا من آخر باعه ليشترى مخدرات بفلوسه.
شقيقة المجنى عليها تضيف حزينة: «أختى اشترت له توك توك وقالت يمكن حاله يتعدل، بعد أن أكد لها إنه هيبطّل مخدرات، وخافت في نفس الوقت على طفلتيها، لأنه هددها بأنه هيخطفهم ومش هتشوفهم تانى».
قال «مصطفى» لزوجته: «الفلوس اللى هتطلع من التوك توك هديهالك للعيال».. لكنه لم يفعل وظل يعتدى عليها، بحسب شقيقة المجنى عليها: «وأختى قعدت تسدد في ديون عليها».
«محمد»، شقيق المجنى عليها، يكشف أن أخته بعد عودتها لمنزل زوجها حضرت عقب أسبوع للاطمئنان على والدتها المريضة، وحضر إليها زوجها يطلب نقودًا فأعطته ما بحوزته وكان مبلغ 98 جنيهًا، فطالبها بجنيهن باقى المائة جنيه!، فأحضرتهما له فسألها: «جبتى الفلوس منين؟!»، فقالت: «فلوس الشغل وهجيب حاجات للعيال»، فطمع أكثر وطالبها بمبلغ 350 جنيهًا!، وتشاجر معها بالأيدى.
النيابة العامة قررت حبس المتهم 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات، واعترف بارتكاب الجريمة مبررًا: «مكانتش عاوزة ترجع البيت!»، وصرحت بدفن جثمان المجنى عليها.
«أبوإسلام»، أحد جيران والدة المجنى عليها، يقول إن «فاطمة» كانت تعتبره بمثابة أب لها بعد وفاة والدها، وأكد أن «مصطفى» حين تعدى عليها قبل العيد حضرت إلى منزل والدتها، وفوجئنا بحضور زوجها مهددًا إياها ب«كتر»، فقاومته فهرب على الفور، لكنه عاد من جديد، وقال لها: «لو مرجعتليش هقتلك إنتِ وأخوك وأمك»، فخافت «وحلينا المشكلة ورجعتله بعد العيد».
ويضيف: «نصحتها تعمل محضر، ومتقولش عليه، والقضية المفروض يتحكم فيها بداية الشهر المقبل»، حزينًا يستطرد: «واتقتلت في الآخر».