«الرخام الإمبراطورى».. شاهد على العصر الرومانى بالصحراء الشرقية

بعد مئات السنين من توقف العمل به كأحد أهم المحاجر الرومانية للرخام الإمبراطورى، طالب الخبير الجيولوجى الدكتور أبوالحجاج نصر الدين، عضو اللجنة الفنية لمشروع المثلث الذهبى للتعدين «سفاجا- القصير- قفط» بإعادة إحياء وإقامة أكبر محجر قديم للرخام الإمبراطورى بالصحراء الشرقية غرب مدينة سفاجا وفتح باب الاستثمار لإنشاء مصنع لإنتاج أجود أنواع الرخام للاستفادة من الاحتياطى الموجود بهذه المنطقة وتصدير هذا الرخام وتوفيره للسوق المحلية.
وأوضح نصر الدين أن هذا المحجر يقع على بعد نحو 45 كيلومترا من مدينة سفاجا غربا داخل حدود مشروع المثلث الذهبى للتعدين، وعلى جانب طريق سوهاج- سفاجا الجديد يقع أكبر محجر ومدينة رومانية لجلب الرخام الإمبراطورى والتى كانت تسمى مدينة «مونس كلوديانوس» والتى كانت أهم محجر رومانى فى الصحراء الشرقية لمدة تراوحت ما بين 100 و150 عاما.
وكشف أن حكام روما القديمة جلبوا أعمدة الرخام الإمبراطورى لمعابدهم وقصورهم من محجر «مونس كلوديانس» غرب سفاجا فى رحلة كانت تستغرق مدتها نحو أكثر من 8 أسابيع لمسافة تزيد على ألفى كيلومتر حيث كانت تدار هذه المدينة من قبل الجيش الرومانى وتم اكتشاف بقاياها فى نحو 1823 وطوال هذه المدة زارها العشرات من علماء الآثار الأجانب.
وأضاف أن المعلومات الخاصة بمحجر رخام «مونس كلوديانوس» أنه أفخم أنواع الرخام فى الصحراء الشرقية واستمر العمل به مئات السنين حيث كان يتم التقطيع والتصدير إلى روما من خلال الصحراء إلى قنا ثم نهر النيل فالبحر المتوسط.
واقترح نصر الدين أن يتم طرح المنطقة المحيطة بالمحجر الرومانى للاستثمار التعدينى لإعادة استخراج وإنتاج وتصنيع هذا الرخام وإقامة مدينة لتصنيع الرخام مع استبعاد منطقة المحجر القديم الأثرية وإعادة تطويرها وتنظيم برامج سياحية إليها.