خلال تنصيبه لولاية ثانية.. ماكرون يتعهد بتعزيز الجيش الفرنسى

أقيمت مراسم لتنصيب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بعد فوزه بولاية ثانية على التوالى لمدة 5 سنوات، ليبدأ ولايته الجديدة في مواجهة تحديات داخلية وخارجية فرضتها الحرب الروسية- الأوكرانية، وقبل أيام من الانتخابات التشريعية التي يواجه فيها ماكرون وحزبه تحالف اليسار واليمين المتطرف.
وبعد تأكيد رئيس المجلس الدستورى، لوران فابيوس، فوز ماكرون في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة التي أجريت في 24 إبريل الماضى، أمام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن بحصوله على 58.55% من الأصوات، دعا الرئيس الفرنسى في كلمة مقتضبة إلى التحرك دون هوادة لتكون فرنسا أكثر استقلالا، كما دعا الفرنسيين للوحدة خلال تنصيبه، وذكر ماكرون بالأولويات التي سيعمل عليها في ولايته الجديدة ومن بينها إصلاح النظام الصحى، وقال ماكرون: «نسعى لتعزيز قدرات الجيش الفرنسى خلال المرحلة المقبلة».
وجاء خطاب ماكرون بعد تنصيبه أمام نحو 450 شخصية وأفراد عائلته من بينهم زوجته بريجيت، وأصدقاء وأعضاء الحكومة ورئيس الوزراء المنتهية ولايته، جان كاستكس، فضلا عن كبار المسؤولين في مجلسى البرلمان وممثلين عن الجامعات والنقابات والأديان وغيرهم، كما حضر مراسم التنصيب الرئيسان السابقان نيكولا ساركوزى وفرنسوا هولاند فضلا عن رئيس الوزراء في ولايته الأولى إدوار فيليب. وتبدأ الولاية الرئاسية الجديدة رسميا في 14 مايو الجارى.
وتشهد فرنسا انتخابات تشريعية في 12 و19 يونيو المقبل، يبدو المشهد السياسى الفرنسى مختلفا جدا عما كان معهودا قبل 15 عاما، ويواجه ماكرون تحالفا واسعا من الأحزاب اليسارية وتحالف من أحزاب اليمين واليمين المتطرف بزعامة ماريان لوبان التي خسرت أمام ماكرون في الوصول إلى الإليزيه في الانتخابات الرئاسية المرتين السابقتين.
وشكل اليسار ائتلافا بين الحزب الاشتراكى والخضر والحزب الشيوعى وحركة فرنسا الأبية التي يقودها جان لوك ميلنشون صاحب المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والذى فصله فارق ضئيل عن مارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف، ويشكل تحالف أحزاب اليسار مسعى للحصول على ثقل برلمانى في الجمعية الوطنية، يمكنه من عرقلة خطط الإصلاح المثيرة للجدل التي طرحها الرئيس الوسطى، في حين بدأ ماكرون الاستعداد للانتخابات التشريعية التي ستحكم اسم رئيس الحكومة المقبل، وغير اسم حزبه من «الجمهورية إلى الأمام»، إلى «عصر النهضة»، وهو ما وصفه مراقبون بأنه رسالة للفرنسيين حول أولويات المرحلة المقبلة من ولايته الثانية للبلاد.
ويواجه ماكرون تحديًا في الحصول على أغلبية برلمانية مريحة، تمكنه من تجنب الدخول في تحالفات سياسية قد تعرقل العمل التشريعى وتحول دون تنفيذ برنامجه، إذ ستحدد الانتخابات البرلمانية تركيبة الحكومة التي سيعتمد عليها ماكرون في خطط الإصلاح، في حين تخيم حالة من الغموض على المسؤول الذي سيختاره الرئيس الفرنسى لقيادة الحكومة الجديدة.
في المقابل، لاتزال قوى اليمين التقليدى في فرنسا تعمل على استعادة توازنها بعد الهزات الكثيرة التي تعرضت لها منذ عام 2017. أما اليمين المتطرف فيجد نفسه منقسما بين التجمع الوطنى وزعيمته لوبان، والحركة الجديدة التي قادها إريك زمور والتى حصلت على دعم قياديين سابقين في حزب لوبان.