«مطبخ الخير» يوزع الوجبات والأدوية بالمجان في السويس

يأتي شهر رمضان ويحمل في طياته الكثير من الخير ويتسابق سكان بلد «الغريب» فيما بينهم خلال تلك الأيام المعدودات على فعل الخيرات والتقرب إلى الله بشتئ الأعمال الصالحة والإكثار من مظاهر المشاركة المجتمعية ومساعدة الفقراء من خلال التوسع في إنشاء عدد كبير من موائد الرحمن في معظم أحياء المحافظة ومشاركة متطوعي مبادرة «مطبخ شباب الخير» في توزيع الوجبات على المحتاجين وتوفير بعض الأدوية للمرضي غير القادرين وتوزيع شنط رمضان وهدايا العيد على الأطفال.
وتعد مبادرة «مطبخ شباب الخير بالجناين» إحدى المبادرات الخدمية التي تم إطلاقها في مطلع عام 2020 بالتزامن مع إنتشار جائحة كورونا في محافظة السويس؛ لتوفير الأدوية المطلوبة وأنابيب الأكسجين لمرضي فيروس كورونا داخل المستشفيات خلال أزمة نقص مخزون الأكسجين بعدد من مستشفيات البلاد ورعاية مرضى العزل المنزلي وتوفير الطعام والأدوية للمحتاجين بالجهود الذاتية لأعضاء هذه المبادرة، إلا أنها مازالت مستمرة في تقديم خدماتها حتى الآن.
محمد أبوسليمان مؤسس المبادرة بالسويس قال ل المصري اليوم إن فكرة مبادرة «مطبخ شباب الخير» جاءت من خلال اقتراح تقدمت به والدته عقب تعافي أبنه الصغير من فيروس كورونا أواخر عام 2019 كأحد مظاهر التقرب إلى الله، مشيرا إلى أنه قام عقب ذلك بتحويل طابق منزله الأول بالكامل إلى مطبخ خيري مجهز بجميع الأدوات الخاصة بطهي وتجهيز الأطعمة كل يوم خميس وتوزيعها على المحتاجين.
وأوضح أن مطبخ «شباب الخير» يواصل جهوده للعام الثاني على التوالي في رمضان والمتمثلة في توزيع عدد كبير من الوجبات من خلال مجموعة كبيرة من المتطوعين داخل محافظة السويس يقومون بتجهيز وطهي الطعام وشراء الأرز واللحوم والخضروات وتغليف الوجبات داخل أطباق وتجميع الأموال من المتبرعين والتواصل مع عدد من الأطباء؛ للمساهمة في توقيع الكشف الطبي على المرضى وتوفير بعض الأدوية بالمجان لغير القادرين.
ولم يكن بعض سائقي سيارات الأجرة بموقف السلام والمثلث بعيدين عن فعل الخير، حيث حرص عدد كبير منهم على تجميع مبالغ مالية وإنشاء موائد الرحمن التي تزينت لاستقبال روادها في رمضان والتي تتسع لمئات الصائمين يوميا داخل الموقف بعد توقفها لمدة عامين نتيجة فيروس كورونا، بالإضافة إلى قيام بعضهم بتوزيع الطعام والوجبات والعصائر والتمور على المسافرين والسائقين والطلاب طوال شهر رمضان بمنطقة المثلث ومحيط موقف السلام 1.
وينتشر بعض المتطوعين من الشباب داخل أحياء المحافظة وعلى طريق الكورنيش الجديد وممشى بورتوفيق في شكل تجمعات حاملين عشرات الأطباق وأكياس العصائر والوجبات المغلفة يقومون بإيقاف السيارات قبل أذان المغرب وتوزيعها على المواطنين، في عادة تظل من الطقوس المقدسة لشباب «المدينة الباسلة» منذ عودتهم إليها عقب قضاء فترة من التهجير بالمحافظات الأخرى خلال فترة حرب السادس من أكتوبر ما زالت مستمرة حتى الآن.
وكان طلاب كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة السويس وأعضاء مبادرة «نقرة بسرقة» هذا العام على موعد مع توزيع شنط رمضان خلال الأيام الماضية على الأسر الأولى بالرعاية في نطاق حى الأربعين بمحافظة السويس خلال الأيام الأولي من الشهرالكريم، حيث تضمن الشنط مجموعة من المواد الغذائية (سكر- زيت- أرز- دقيق- عدس- فول- مكرونة- تمر)، بالإضافة إلى تقديم بعض هدايا العيد والألعاب وتنظيم بعض الفقرات الترفيه للأطفال.
دكتور إيمان عادل، مدرس بقسم الإتصالات التسويقية المتكاملة بكلية الإعلام جامعة السويس والمشرف العام على مشروع تخرج «نقرة بسرقة» أوضحت أن هذه المبادرة تأتى في إطار الدور المجتمعي للطلاب وحرصهم على إدخال السرور والبهجة على الأسر الأكثر احتياجا والأطفال الصغار بمناسبة قدوم شهر رمضان وقرب حلول عيد الفطر، لافتة إلى أن مجموعة من الطلاب اقترحوا عليها هذه الفكرة قبل رمضان بفترة كبيرة بالتنسيق مع إدارة الكلية.