يشهد مناسبات قومية بحضور كبار رجال الدولة .. رمضان فى مسجد «الفولى» بالمنيا: حفظ قرآن ودروس ودعوة

يشهد مسجد سيدى العارف بالله أحمد الفولى، بمدينة المنيا، إقبالا من المواطنين لأداء الصلوات في رمضان، حيث يزدحم المسجد بالمصلين خلال صلاة التراويح. حيث إقامة الدروس الدينية خاصة خلال صلاة التراويح يوميا.كما يشهد المسجد جلسات لحفظ القران الكريم، وتلاوة خلال الشهر الكريم، خاصة خلال الفترة ما بين صلاة العصر والمغرب.
كما يشهد محيط المسجد إقبالا من بعض المواطنين لتقديم المشروبات والتمور، والوجبات للمغتربين والمصلين خلال شهر رمضان. وقال الشيخ محمود توفيق، مدير شؤون المساجد بمديرية الأوقاف بالمحافظة: يشهد المسجد قوافل دعوية خلال الشهر الكريم، وأيام السنة، آخرها قافلة وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، الجمعة الماضى.
ويشهد المسجد كل عام احتفالية ليلة القدر بحضور المحافظ ومدير الأمن والقيادات السياسية وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ ومئات المواطنين، ضمن احتفالات وزارة الأوقاف بليلة القدر.
ويعد مسجد العارف بالله سيدى الشيخ أحمد الفولى، والمعروف ب «مسجد الفولى»، أحد المساجد التاريخية في محافظة المنيا، فهو ملتقى الصوفية ومركز للمناسبات الدينية، ويضم ساحتين ودارًا للمناسبات وضريحًا للإمام حيث يحرص الوزراء والمحافظون على إقامة الأمسيات واللقاء الدينية والاحتفالات بالمناسبات القومية داخل ساحته.
والعارف بالله أحمد الفولى هو أحد المعروفين بالزهد والاستقامة، حيث أقام في حياته زاوية للصلاة، وفى عام 1290ه أمر الخديو إسماعيل بتحويل الزاوية إلى مسجد وضريح كبير يليق باسم «سيدى أحمد الفولى» أثناء مروره بالنيل أمام مدينة المنيا، قاصدًا الأقصر، وأوقف عليه مائة فدان من أجود الأراضى الزراعية. ويقول محمد ضاحى حسن، عامل المسجد: المسجد يبهر المارة سواء من الخارج أو من الداخل، حيث يتجمل بالأشجار والدهانات من الخارج، والنقوش والأضواء من الداخل، ويؤكد الشيخ حسانين عبدالحكيم، وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، إعادة تطوير المسجد وافتتاحه في سبتمبر من عام 2020 في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بحضور المحافظ اللواء أسامة القاضى والقيادات الدينية والتنفيذية بالمحافظة، ويتردد عليه علماء ومريدون من كل محافظات مصر.
يذكر أن العارف بالله سيدى أحمد الفولى هو الشيخ «على بن محمد بن على المصرى اليمنى»، رضى الله عنه وأرضاه. قدِمَ أبوه من اليمن وبقى بالقاهرة وتزوج عام 988ه بالسيدة فاطمة بنت العالم المشهور السيد حسين الطحان، ورزق منها بسيدى على الفولى عام 990ه، فنشأ بالقاهرة وتلقى علومه بالأزهر الشريف وتفقه شافعيًا على يد الشيخ أبى بكر الشنوانى والشيخ سالم الشبشيرى والشيخ سالم السنهورى، وتوجه ناحية التصوف فسلك طريق الشاذلية على يد شيخه سيد محمد بن يحيى الجركسى المعروف بالترجمان. انتقل إلى منية بن خصيب «المنيا» عام 1010ه، وتزوج من أهلها واشتهر فيها ب«الفولى» بعد شهرته في القاهرة ب«المصرى» منذ ولادته، واحترف بيع الفول لأنه كان يأنف قبول أي شىء من أحد. واشتهر الفولى بالمنيا وذاع صيته، فقصد بالزيارات وتصدر بالتدريس بها وعُرف بالزهد والاستقامة، وكان بارعًا في العلوم الشرعية، متكلمًا بالطريقة الصوفية الشاذلية، وله مؤلفات عديدة، منها «تحفة الأكياس في حسن الظن بالناس». وتوفى سنة 1067ه عن 77 عاما، أقام منها بالمنيا وحدها 57 عاما.
افتتح المسجد ونُقل جثمانه إلى هذا الضريح في احتفال مهيب عام 1365ه، حيث يقام له مولد في ليلة الثامن والعشرين من شهر رجب من كل عام.