عكفَت على تربية أبناءها ب45 جنيه فوصلوا ل«الماجستير».. إقبال لبيب الأم المثالية في قنا

حصلت السيدة إقبال لبيب درياس من قنا على لقب «الأم المثالية»، وهي أرملة منذ 30 عامًا، تبلغ من العمر 54 سنة، وربة منزل.
تزوجت «إقبال» في سن صغيرة، حيث كانت تبلغ من العمر 13 عامًا، ورزقها الله بعد سنة من الزواج بطفلتها الأولى ثم في السنة الثانية طفلتها الثانية، وبعدها أصيب الزوج في حادث، ألزمه الفراش طيلة ال 6 سنوات، تولت الأم أمر المصاريف، حيث كانت تقيم مع والدة زوجها، وعند وفاة الزوج طردت الأم وبناتها من المنزل.
انتقلت الأم إلى منزل والدتها وهي في عمر ال 19 وتولت مهمة تربية بناتها، ومعاش لا يتجاوز ال 45 جنيه، أصرت والدتها على زواجها حتى تجد من يتولى سؤون المصاريف المالية، ولكن رفضت الأم بشدة حتى طردتها والدتها هي الأخرى، وانتقلت للعيش في منزل أخيها، كان عمر بناتها الأولى 7 سنوات، والثانية سنة ونصف، حين توفى الوالد، عكفت على تربية بناتها، حتى تخرجت الكبيرة من الجامعة وحصلت على الماجيسيتر، والأخرى حصلت على بكالورويوس تجارة، وانتقلت الأم مع بناتها للعيش في مكان آخر لظروف عمل بناتها، ولازالت تمدهم بالعطاء والحنان.
قال حسين باز، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بقنا، إن السيدة اقبال فايز ظلت 29 سنة ارمله بعد أن توفى زوجها على إثر إصابته بمرض لمدة 3 سنوات بعد أن أنفق كل ما يملك من مال ثم قررت العيش مع والدتها وبدأت رحلة كفاحها وبرفقتها طفلتيها احداهن سنه ونصف والأخرى 7 أشهر بمعاش تأمينى بلغ في وقتها 44،40 قرش فقط.
واضاف أنها لجأت للعمل في مدرسة الراهبات لمساعدتهم في أعمال المطبخ ومعاونتهم في المعسكرات وكانت محبوبة لديهم لإخلاصها وتفانيها في العمل مشيرا أن كثيرا ما حاولت ام هذه الزوجة أن تزوجها ولكنها ترفض ومع ثقل حمل مصاريف الحياة وإصرارها على استكمال المشوار والهروب من الضغوط عليها للزواج اضطرت إلى العيش في شقة شقيقها في نفس المنزل فكانت بناتها أحدهم في المرحلة الثانوية والأخرى في الصف الثانى الثانوى مما عانت في توفير نفقات البنات في هذه المرحلة من دروس خصوصية وملابس واحتياجات أخرى وخاصا بعد التحاقهن بالكليات وتغربهن عن بلدتهن.
واضاف أن الله كلل جهدها وحصلت الابنة الكبرى كرستين على بكالوريوس تجارة وتعمل الان بشركة مقاولات بالقاهرة.
والابنة الثانية كاترين حصلت على بكالوريوس الصيدلة وبعدها حصلت على الماجستير في الصيدلة الاكلينيكية ثم عملت في مستشفى فرشوط وبسبب ظروف كورونا لجأت إلى التقدم لمنحة تابعة للجامعة الامريكية وحصلت على الماجستير في 2020 وتمت خطبتها لزميل صيدلي وتم خطبتها من لتكمل فرحة الام بكفاحها وتجنى ثمرته.