روسيا تتهم أوكرانيا بالمماطلة وعرقلة المفاوضات

اتهم الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، السلطات الأوكرانية بمماطلة المفاوضات وعرقلتها، موجهًا اتهامًا للقوات الأوكرانية، بارتكاب «جرائم حرب»، وموسكو مستعدة للبحث عن حلول.
ولفت «بوتين» خلال مكالمة هاتفية مع المستشار الألمانى، أولاف شولتس، إلى قصف القوات الأوكرانية أحياء سكنية في مدينتى دونيتسك وماكييفكا، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا، وحمل الغرب المسؤولية عن تجاهل جرائم الحرب.
وشدد على أن قوات بلاده تفعل كل ما بوسعها لإنقاذ حياة المدنيين، خصوصًا من خلال فتح ممرات آمنة لخروج المواطنين من المدن الموجودة ضمن منطقة القتال، وتم إجلاء نحو 43 ألف شخص من مدينة ماريوبول الأوكرانية المطلة على بحر آزوف خلال عملية إنسانية، أمس الأول.
من جانبه قال «شولتس»، إن حلف شمال الأطلسى «ناتو»، لن يتدخل في الصراع الدائر في أوكرانيا، ولن يكون هناك تدخل عسكرى من التحالف، لكن الغرب سيواصل تقديم الدعم المالى والإنسانى لهذا البلد، إضافة للإمدادات العسكرية.
إلى ذلك، أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، أن «بوتين» شخصية حكيمة ومثقفة، وهذا ما يمنعه من أن يرد على التصريحات غير المقبولة للرئيس الأمريكى، جو بايدن، الذي وصف نظيره الروسى ب«مجرم حرب».
ووفقًا للمتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، فإن الرئيس الروسى، أبلغ نظيره التركى، رجب طيب أردوغان، بمطالب بلاده، والتى من ضمنها أن تكون أوكرانيا محايدة وألا تنضم إلى حلف الناتو، وأن تخضع كييف لعملية نزع السلاح للتأكد من أن البلاد لا تشكل تهديدًا لروسيا في المستقبل، وأن اللغة الروسية يجب أن تتمتع بحماية قانونية في البلاد.
وأضاف «قالن» أن «بوتين» طالب بإجراء مفاوضات وجها لوجه مع الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، قبل اتخاذ قرار بشأن اتفاقية حفظ السلام، موضحًا أن هناك ظروفا أخرى يمكن أن تكون مثيرة للجدل، بما في ذلك وضع دونباس شرق أوكرانيا، مع افتراض أن روسيا ستطالب الحكومة الأوكرانية بالتخلى عن تلك المنطقة، ومن المرجح أيضًا أن تطالب روسيا أوكرانيا بالموافقة رسميًا على أن شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في عام 2014، هي ملك لروسيا.
من جانبه حذر الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، المرتزقة، الذين ينوون الانضمام للقوات الروسية خلال غزو أوكرانيا، قائلًا: إن «هذا سيكون أسوأ قرار في حياتكم».
وأشار «زيلينسكى» إلى أن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على جميع المناطق الرئيسية في البلاد، وأن المجندين الروس الجدد المقبوض عليهم يعاملون كسجناء، لكن أوكرانيا لا تخطط لاحتجاز الآلاف أو السجناء.
ووجه رسالة للمواطنين الروس: «لسنا بحاجة إلى جنود قتلى، ولم نكن نريد هذه الحرب، نريد السلام فقط، ونريدكم أن تحبوا أطفالكم أكثر من خشية السلطات».
وأعرب مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخائيل بودولياك، عن اعتقاده في إمكانية عقد اجتماع بين «بوتين» و«زيلينسكى»، بعد الانتهاء من العمل على الاتفاقية بين البلدين، في غضون الأسابيع المقبلة.
وأعلن المتحدث الرسمى لوزارة الدفاع الروسية، اللواء إيجور كوناشينكوف، تحرير قوات جمهورية لوهانسك الشعبية لأكثر من 90% من أراضيها، بدعم من القوات المسلحة الروسية، التي تدمر مجموعات متفرقة من القوميين المتطرفين في الضواحى الجنوبية لقرية روبيجنويه المحررة.
وكشف عن خسائر ألحقتها قوات بلاده بحق أوكرانيا، وشملت منذ بدء العملية العسكرية، 4 منشآت لأنظمة إطلاق صواريخ متعددة، و3 مراكز قيادة، و8 مستودعات ذخيرة، و28 موقعاً لتخزين المعدات العسكرية، وتدمير 183 طائرة من دون طيار.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية، حزمة من الوثائق المسربة تؤكد أن البنتاجون قدم 32 مليون دولار إلى مختبرات تابعة للدفاع الأوكرانية في كييف وأوديسا ولفيف وخاركوف.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، أن مدينة ماريوبول الاستراتيجية الساحلية دمرت بشكل شبه كامل، مشيرة إلى أن هجمات القوات الروسية دمرت 90% من المدينة وتسببت في مقتل آلاف السكان فيها، متهمة القوات الروسية باحتجاز السكان رهائن من خلال إغلاق الممرات الإنسانية، مؤكدة أنه لا كهرباء أو غاز أو تدفئة في المدينة.
وقال وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإعادة العالم إلى نموذج أحادى القطب، مشيرًا إلى أن أوروبا توقفت بالكامل- تقريبًا- عن الدفاع عن استقلالها أمام الولايات المتحدة، وما يجرى في أوكرانيا يعكس بلوغ النهج الغربى الرامى إلى تهميش روسيا، ذروته.
وأوضح أن العقوبات ضد روسيا حاليًا غير مسبوقة لكن بلاده ستصمد وستتكيف مع الواقع الجديد، مشيرًا إلى أن الدول الشرقية مستعدة أكثر للتعاون مع روسيا بناءً على مبدأ الاحترام المتبادل، ولا نستبعد إمكانية أن تكون أوكرانيا قد شكلت أكبر مشروع للبنتاجون في تطوير مختبرات بيولوجية، وهو ما تصر عليه موسكو من ضرورة مناقشة الوضع حول المختبرات البيولوجية في أوكرانيا ضمن مجلس الأمن الدولى.
وأضاف أن أوكرانيا تدرك أن بايدن لن يسمح بحظر الطيران فوق أوكرانيا وتعول على ساسة أمريكيين أقل مسؤولية، لافتا إلى الصين والهند والبرازيل والمكسيك لن ترضخ لأوامر الولايات المتحدة في سياساتها.
وطالبت السفارة الروسية في واشنطن، الإدارة الأمريكية، بالكشف عن البيانات حول نشاطها البيولوجى العسكرى في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن، ولفتت وزارة الدفاع الروسية إلى وجود صلة بين عدة حالات مثيرة للشبهات لتفشى أمراض معدية في أراضى روسيا وأوكرانيا في السنوات الأخيرة وأنشطة البنتاجون.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أن صعوبات لوجستية تواجه تقدم القوات الروسية في كييف وغيرها من المدن الكبرى، مضيفة أن موسكو تعانى مشكلات في إمداد جنودها بالمؤونة والوقود، وأن المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن الهجمات الأوكرانية المضادة أجبرت القوات الروسية على تغيير خططها. وأوضحت أن القوات الأوكرانية حول كييف وميكولايف تواصل إحباط المحاولات الروسية لمحاصرة المدينتين، فيما لا تزال مدن خاركيف وتشيرنهيف وسومى وماريوبول محاصرة وتتعرض لقصف روسى عنيف.
وقالت وزيرة الشؤون الخارجية في أستراليا، ماريس بين، إن بلادها تعمل عن كثب مع الشركاء الدوليين لزيادة ضغط العقوبات على النخبة المقربة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعد غزوه أوكرانيا.
وأعلنت بولندا، أن أكثر من مليونى لاجئ عبروا الحدود من أوكرانيا، منذ بدء العملية العسكرية، وأوضح الرئيس الليتوانى، جيتاناس ناوسيدا، أن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، وعد بإرسال 400 عسكرى أمريكى، إلى ليتوانيا، قد وصلوا بالفعل، مع احتمالية زيادة العدد.
وقال المندوب الصينى، في مجلس الأمن، تشانج جون، إن بلاده ترحب بأى مبادرة أو اقتراح يسهم في تخفيف وحل الأزمة الحالية في أوكرانيا، داعيًا إلى أن يلعب المجلس دورًا إيجابيًا في تخفيف وطأة الوضع الإنسانى في أوكرانيا.