تعتقد أن الفن تجسيد لكل معانى الإنسانية، وأداة لتحويل قبح الواقع إلى «جمال مضاد»، غير أن كل عمل فنى بالنسبة لها هو بمثابة رسالة تحمل طاقات إيجابية تدفع نحو استمرار الحياة على نحو أفضل؛ لذا تصنع الفنانة التشكيلية الشابة، ياسمين الحاذق، عالمها الموازى عبر الاستغراق فى فنون التصوير والنحت. رؤية النحاتة الشابة متسقة مع النسق البصرى لمنحوتاتها؛ فكل منحوتة لها تفاصيل تعكس حالة إنسانية؛ وعبر خبراتها التكنيكية، تحول «ياسمين» الكتلة «الخامية» المصمتة إلى أشكال عفوية ترسم شخوصًا أو مشاهد بصرية ترمز إلى معانى العائلة والأمومة والصداقة، لتبدو أعمالها كحالات متوهجة تنطق بالموجود. تمزج أعمال «ياسمين» الواقعى بالفكاهى؛ إذ يمكن لأحد أعمالها أن يعكس السخرية والتعاطف فى آن واحد، غير أنها ضالعة فى توظيف موتيفات ذات هوية مصرية لنقل التراث السياسى والاقتصادى والتاريخى لمصر. تعتقد «ياسمين» أن دور الفن ليس مقصورًا على النهوض بالمجتمعات فحسب؛ إنما هو أداة لاستمرار الحياة، وأن فنون التصوير والنحت التى تُعيرها اهتمامها هى بالنسبة لها بمثابة «عالم موازٍ». فنون التصوير والنحت بالنسبة ل«ياسمين» ليست منفصلة عن القضايا الاجتماعية؛ إنما هى شريك ومرآة تعكس واقع المجتمعات؛ إذ يمكن للفن أن يكون سلاحًا ذا حدين؛ حد يطرح القضايا الشائكة والمؤلمة، وحد يحاول تجميل الواقع والارتقاء به، غير أنه أداة أصيلة للتعبير عن مشاعر البشر وأفكارهم وآلامهم وأحلامهم. «ياسمين» فنانة تشكيلية مصرية تمارس فنون التصوير والنحت، وهى حاصلة على درجة الماجستير فى الفنون البصرية من أكاديمية فلورنسا للفنون فى إيطاليا، وبدأت حياتها الفنية فى سن مبكرة انطلاقًا من اهتمامها الشديد بالبشر والمشاعر الإنسانية، لذا تكرس تجاربها الفنية لتصويرهم. طرحت «ياسمين» أعمالها فى 13 معرضًا فرديًا، فضلًا عن مشاركتها فى عدد من المعارض الجماعية على صعيد دولى، فى كل من إيطاليا وإسبانيا واليونان والأردن.