القائم بأعمال السفير الأوكراني: مستعدون للتفاوض مع روسيا فى القاهرة

طالب القائم بأعمال السفير الأوكرانى في مصر، روسلان نيتشاى، بدعم القاهرة في مختلف المجالات، خاصة سياسيا وإنسانيا وطبيا، في الحرب الدائرة بين بلاده وروسيا، مشيرا إلى أنه في أعقاب انتهاء الحرب ووقف إطلاق النار، من الممكن أن تكون مصر بلدا لإجراء التفاوض والحوار بين موسكو وكييف، خاصة أن هناك علاقات قوية بين مصر وروسيا.
وأضاف خلال مؤتمر صحفى بمقر السفارة بالقاهرة، اليوم، أن بيلاروسيا لم تعد دولة محايدة حتى تجرى فيها المفاوضات الثنائية، لكونها أصبحت شريكا عميقا لروسيا، حيث يتم دخول الجيش الروسى عبر الأراضى البيلاروسية، ولاتزال القوات الروسية تغزو أوكرانيا، وبالتالى لا يمكن إجراء التفاوض في العاصمة البيلاروسية مينسك، مشيرا إلى أن هناك مقترحات تجرى أيضا في تركيا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية، لكن في الوقت الحالى هناك غزو يقابله مقاومة أوكرانية، مضيفا أن القوات المسلحة الروسية دمرت منشآت مدنية ومستشفيات ومدارس، وليس منشآت عسكرية كما تروج موسكو.
وحول أعداد الطلاب المصريين في أوكرانيا، قال: هناك ما يقرب من 6.5 ألف طالب، والسفارة المصرية هي المعنية بهذا الأمر، مشيرا إلى أن هناك مصريين على حدود بولندا ورومانيا، وهناك تنسيق مع الدولتين لدخولهما بتأشيرات أو بدون كما هو الحال بالنسبة لباقى الجنسيات دون تمييز، لافتا إلى أن هناك 16 ألف سائح في الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، مضيفا أنه يجرى العمل على عودتهم إلى أوكرانيا عبر الدول المجاورة، فيما وجه الشكر للحكومة ولوزارة السياحة، التي أعلنت موقفها في دقائق من عدم مطالبة السائحين بالمغادرة.
وحول العلاقة مع مصر، قال إن القاهرة أكبر شريك تجارى لأوكرانيا في إفريقيا، حيث بلغ حجم التبادل التجارى 2.3 مليار دولار، وهناك صادرات 3.3 مليون طن قمح، و2.2 مليون طن زيت، كما شهد العام الماضى توافد 1.3 مليون سائح أوكرانى.
وميدانيا قال: هناك معارضة قوية من الجيش والشعب الأوكرانى، في مواجهة الجيش الروسى القوى، وذلك من أجل الدفاع عن الأراضى الأوكرانية، قائلا: لا يمكن العيش تحت الإدارة الروسية، التي في حالة عدم منع تغولها في أوكرانيا ستجتاح دولا أخرى في دول البلطيق وأوروبا، من أجل استعادة الإمبراطورية الروسية القديمة.
وأضاف أن روسيا توهمت أنها ستستولى على العاصمة كييف وجميع مدن أوكرانيا في يوم أو اثنين على الأكثر، لكنهم فوجئوا ببسالة ومقاومة وتضامن وتكامل المدنيين مع الجيش الأوكرانى في الدفاع عن بلدهم. الجيش الأوكرانى انخرط في القتال، مشيرا إلى سقوط نحو 200 أوكرانى بينهم 3 أطفال وأصيب 1115 شخصا منهم 33 طفلا، في أوكرانيا خلال الأيام الأولى من الحرب، فيما تم تدمير العديد من عناصر البنية التحتية.
وأشار إلى أن جيش بلاده تسبب في تدمير 760 عربة مدرعة روسية، و146 دبابة و27 طائرة و26 مروحية و49 مدفعا و1 نظام صاروخ (بوك) وسفينتين، خلال 3 أيام فقط في أوكرانيا.
وحول الموقف في المحطة النووية تشيرنوبل، قال إن الجيش الروسى منع العاملين بها من الخروج وهم سجناء منذ 3 أيام، ولا يوجد تعاون مع روسيا، ونخشى كارثة نووية.
واختتم كلامه بأن بلاده تفضل عدم استمرار الحرب، وذلك من خلال الضغط بكافة أشكاله على روسيا لوقف إطلاق النار.
وفى سياق متصل، قالت السفارة الروسية لدى القاهرة إن موسكو تطالب جميع الأصدقاء والشركاء في أنحاء العالم بدعمها.
واعتبرت السفارة، في بيان أمس، أن الجيش الروسى يشن العمليات العسكرية من أجل ما وصفته ب«تحرير أوكرانيا من النازيين الجدد الذين سيطروا على السلطة في كييف في عام 2014»، وأوضحت أنهم قاموا بعد ذلك بسياسة «إرهاب روسيا» من خلال العنصرية والتمييز ضد الروس في المجتمع الأوكرانى، والقتل الجماعى للمنشقين بالدعم الكامل من قِبَل الولايات المتحدة، بحسب قولها. واتهم البيان السلطات الأوكرانية بقتل الناطقين باللغة الروسية وإحراق مدنيين في مدينة أوديسا وإطلاق النار على مدنيى دونباس، وتابع: «عبر دعم الشعب الأوكرانى، تعرقل روسيا سعى الولايات المتحدة إلى الهيمنة العالمية، التي قد تُنزل أضرارًا جسيمة للبشرية، بما في ذلك الدول العربية».
واعتبر البيان أن أوكرانيا جبهة حرب الدول ذات السيادة من جميع أنحاء العالم ضد الولايات المتحدة وحلفائها من حلف الناتو، والذين وصفهم بأنهم يسعون لإذعان الجميع لإرادتهم، و«من المهم وقف النازيين الجدد، وروسيا تحتاج دعمكم، والروس لا ينسون الأعمال الصالحة أبدًا».