شاهد ب«الآثار الكبرى»: حسن راتب الممول الرئيسى فى عمليات التنقيب

أجلت محكمة جنايات القاهرة، أمس، محاكمة رجل الأعمال حسن راتب، والنائب البرلمانى السابق علاء حسانين، و23 آخرين، فى اتهامهم بالقضية المعروفة إعلاميًا ب«الآثار الكبرى»، إلى جلسة اليوم لاستكمال سماع الشهود.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار خليل عمر، وعضوية المستشارين مصطفى رشاد، ومحمد شريف، وعونى محمد، ومحمد مطر، وأمانة سر محمد عبدالعزيز، وحمدى درويش، بإثبات حضور المتهم ودفاعهم، كما أثبتت المحكمة حضور شهود الإثبات.
وقال العميد شريف فيصل، رئيس مباحث الأموال العامة بالقاهرة وشاهد الإثبات الأول، إن تحرياته السرية كشفت عن أن المتهم الأول علاء أحمد حسانين لديه 4 عناوين فى الشيخ زايد والبساتين، وأنه تزعم تشكيلًا عصابيًا فى الاتجار بالآثار، وكانت عمليات الحفر تتم خلسة بمناطق متعددة بأنحاء الجمهورية، ويقوم باستخراج القطع الأثرية من رفات السلالات البشرية وفصل جزء منها عمدًا بقصد إعدادها للاتجار بها.
وأضاف أن تحرياته السرية كشفت عن ممارسة «حسانين» نشاطًا غير مشروع بمنطقة جنوب القاهرة، خاصة بمنطقة عزبة خيرالله بمصر القديمة، والقيام بأعمال الحفر بالمنطقة واستخراج قطع أثرية منها، وأنه أعد مقبرة لإخفاء القطع الأثرية الناتجة عن عمليات الحفر لحين التصرف فيها بالبيع.
وتابع أن تحرياته أوضحت أن هناك سيارات مملوكة ل«حسانين» وآخرين لتسهيل التجارة غير المشروعة ونقل القطع الأثرية بواستطها، وأنه حرر محضر تحريات باسم المتهم وما توصل إليه من أسماء التشكيل العصابى وعرضه على النيابة العامة، وتم استصدار إذن من النيابة العامة والقبض على المتهمين، كما وردت إليه معلومة من أحد المصادر السرية فى 24 يونيو 2021 بزعم المتهم الأول بالعودة من بلدته بمحافظة المنيا لإخفاء قطع أثرية فى المقبرة التى أعدها بعزبة خير الله.
وأكد الشاهد أنه تم التنسيق مع ضباط مصر القديمة بإعداد الأكمنة وضبط شخص كان يستقل سيارة سوداء اللون موديل 2017، يقودها شخص يُدعى «أكمل.ر»، وبتفتيش السيارة عُثر بداخلها على كيس بلاستيك به 10 عملات برونزية ونحاسية تعود للعصر الرومانى واليونانى، وكذلك ضبط 3 كراتين، وبمواجهته بالمضبوطات اعترف بحيازته للعملات وعرضها على زبائنه بقصد بيعها، وأنه كان فى طريقه لإخفائها فى المقبرة، كما عُثر على عقدين فى تابلوه السيارة خاصين لسيارتين، إحداهما باسمه والثانى باسم زوجته، و2 غويشة ذهبية.
وأضاف أنه وردت له معلومة بوجود سيارة تقوم بأعمال الملاحظة فى شارع 50 بدائرة مصر القديمة، وأنه انتدب المقدم شادى الشاهد، رئيس مباحث مصر القديمة، الذى ضبط قائد السيارة الذى أرشده عن مكان المقبرة التى يتم إخفاء القطع الأثرية فيها، وتبين أنها داخل «عشة» أعلى جبل بعزبة خير الله، وكان داخل «العشة» شخصان يقومان بحراستها، والحفرة قطرها متر ونصف المتر وعميقة وعثر بها على 2 لوح مدون عليهما باللغة الهيروغليفية و4 قطع حجرية عليها نقوش فرعونية ومعدات كهربائية و4 هيلتى، وبمواجهة المتهمين بالمضبوطات اعترفا بأنها لحساب علاء حسانين ويتم استخدام المعدات فى الحفر والتنقيب عن الآثار وأن وجودهما فى ذات المكان لحراسة المقبرة التى يتم إخفاء القطع الأثرية بها.
وقال رئيس مباحث الأموال العامة بالقاهرة، إنه بضبط المتهم عز الدين محمد حسانين وبمواجهته، قرر بمشاركة شقيقه فى تزعم التشكيل العصابى وتمويل عمليات الحفر على مستوى الجمهورية، وعثر معه على تليفون محمول يحوى فيديو للاتجار بالقطع الأثرية ومحادثات حول الاتجار بالآثار.
كما أقر المتهم بأن الذى يقوم بتمويل عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار هو رجل الأعمال حسن راتب.
وأكد، خلال استجواب المتهم عز الدين حسانين، حدوث خلاف بين رجل الأعمال حسن راتب وشقيقه علاء حسانين، إذ اتفق الأخير مع «راتب» على تقاضى مبلغ مالى مقابل التنقيب عن الآثار فى إحدى المقابر بمحافظة سوهاج، وهذا المبلغ قدره 3 ملايين دولار، أو ما يعادل 50 مليون جنيه مصرى، دفع حسن راتب 14 مليونًا و500 ألف جنيه مصرى للمتهم علاء حسانين، ووعده بدفع المبلغ المتبقى بعد ذلك، مما أدى إلى نشوب الخلاف بينهما، وقام على إثرها حسن راتب بتحرير المحضر رقم 8809 جنح أبوالنمرس لسنة 2017 بدعوى خلافات مالية وتجارة بينهما، لكن بعض الوسطاء من أفراد التشكيل العصابى تدخلوا للصلح بينهما.
وأشار إلى أن المتهم عز الدين حسانين أقر بأن المتهم ناجح حسانين، من أفراد التشكيل العصابى، حضر جلسة الصلح، لكنه محبوس حاليًا بسجن القطا على ذمة قضايا مبان، وأن التصالح بينهما تم بعد تنازل حسن راتب عن المحضر فى مقابل أن يقوم علاء حسانين برد جزء من المبلغ واستئناف عمليات الحفر.