رئيس كازاخستان: قواتنا تسيطر على الوضع بعد الاضطرابات

مع عودة الهدوء بشكل كبير إلى غالبية المدن الكازاخستانية بما فيها العاصمة الاقتصادية ألماتى، بعد أسبوع من الاضطرابات الدامية التى خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين، اتهم رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، فى اجتماع عبر الفيديو لمنظمة «الأمن الجماعى» التى تقودها روسيا، «مقاتلين مسلحين» بمحاولة تدبير انقلاب، مستغلين الاحتجاجات التى اندلعت بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، وأكد أن سلطاته «نجحت فى استعادة السيطرة على الوضع»، بينما أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، خلال الاجتماع، أن قواته ستنسحب من هذا البلد «بمجرد إنجاز مهامها».
واعتبر توكاييف مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين وقادة دول حليفة أخرى أن أعمال الشغب التى هزت بلاده كانت «محاولة انقلاب»، نفذها «مقاتلون مسلحون»، مشددًا على أن قواته لن تطلق النار «أبدًا» على متظاهرين سلميين.
وأوضح: «تحركت مجموعات مقاتلين كانت تتحين اللحظة المناسبة لها، ظهر هدفها الرئيسى بوضوح، كانت محاولة انقلاب، ولم نستخدم ولن نستخدم أبدًا القوة العسكرية ضد متظاهرين سلميين».
وأشار رئيس كازاخستان إلى أن قوات «إرهابية» منظمة تضم «إسلاميين ومجرمين ومخربين»، استغلت الحركة الاحتجاجية على رفع أسعار المحروقات فى محاولة لقلب السلطة، مؤكدًا «نجاح» سلطاته «فى استعادة السيطرة على الوضع».
وفيما يتعلق بالقوات الروسية التى انتشرت فى البلاد عقب اندلاع الأحداث فى إطار دعوة له لما يعرف ب«مجلس الأمن الجماعى»، قال توكاييف إنها ستنسحب «قريبًا». وقال: «قريبًا جدًا ستنتهى عملية مكافحة الإرهاب واسعة النطاق وتنتهى معها المهمة الفعالة التى تُوجت بالنجاح لقوة» منظمة معاهدة الأمن الجماعى. وأوضح أن 2030 عسكريًا نُشروا فى إطار هذه القوة بعد طلب المساعدة الذى تقدم به إلى هذه المنظمة التى تهيمن عليها روسيا، وتضم دولًا من الاتحاد السوفيتى السابق.
بدوره، أكد بوتين أن القوات الروسية والحليفة لها التى أُرسلت إلى كازاخستان لمساندة السلطة فيها بعدما «استهدفها الإرهاب العالمى»، ستغادر هذا البلد عند انتهاء مهامها. وقال بوتين: «ما إن تنجز القوة مهامها ستنسحب من أراضى كازاخستان». وحذر من أن روسيا لن تسمح «بثورات ملونة» فى جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابقة، وهى عبارة تتكرر لوصف الثورات التى يعتبر الكرملين أن الغرب خطط لها فى جمهوريات سوفيتية سابقة. وفى الوقت نفسه، قالت وزارة الداخلية فى كازاخستان إن قوات الأمن اعتقلت فى المجمل 7939 شخصًا، حتى أمس، خلال الاضطرابات التى وقعت الأسبوع الماضى.
والتى تعد أسوأ موجة عنف فى تاريخ تلك الدولة الواقعة فى آسيا الوسطى، وتم لفترة وجيزة الاستيلاء على مبانى الحكم المحلى أو إحراقها فى العديد من المدن الكبرى الأسبوع الماضى، حيث تحولت الاحتجاجات السلمية فى البداية ضد ارتفاع أسعار الوقود إلى أعمال عنف. وعاد الإنترنت إلى ألماتى كبرى مدن كازاخستان بعد انقطاع دام 5 أيام، تزامن مع مواجهات دامية خلفت عشرات القتلى، وبات تصفح المواقع الإلكترونية المحلية والأجنبية من جديد متاحًا، وعادت الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها، حيث استعادت وسائل النقل العام نشاطها فى شوارع المدينة للمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات.
من جهة أخرى، سحبت وزارة الإعلام تصريحًا نُشر فى وقت سابق عبر «تليجرام» أفاد بأن أكثر من 164 شخصًا قُتلوا فى البلاد خلال الاضطرابات، مشيرة إلى أن هذا التصريح أتى نتيجة «خطأ تقنى». وأكدت وزارة الخارجية، فى بيان وجهته إلى وسائل الإعلام، أن المقالات التى نشرتها وسائل الإعلام الأجنبية أعطت «الانطباع الخاطئ بأن حكومة كازاخستان هاجمت متظاهرين سلميين، فى حين واجهت قوات الأمن حشودًا عنيفة ارتكبت أعمالًا إرهابية فاضحة».