ها قد مر أربعون يوماً على رحيل أسامة أنور عكاشة ووجدت قلمى يندفع ليكتب عنه!! فمن الحلمية ولياليها فى القاهرة إلى زيزينيا وتاريخها وحواديتها وحكاويها بالإسكندرية، مروراً بمحطات كثيرة، تنقل بنا الراحل بين كل ركن فى مصر ليسطر لنا تاريخ مصر برؤية أدبية فنية راقية مبدعة أثرتنا وأثرت فينا، علمتنا وعلمت فينا.. أحببنا شخصياته وعشقنا لمحاته، اختلفنا معه فى الرأى حين بغض السادات وعصره، ولكن احترمنا وجهة نظره، اختلفنا معه حول تقييمه لناصر ولكننا ظللنا نقدر كلماته ولمحاته ولمساته الساحرة!! يا أسامة الفنانين، وأنور من أناروا فى حياتنا وسماء الفن، رحلت لكن فنك باق، غربت شمس حياتك لكن شمس فنك باقية مشرقة تطهر كل عقول مملوءة بالجهل، عصفت عواصفك فى قلوبنا بمشاعر اختلطت بين حب الحبيبة وحب البلد فصارت مصر معشوقتنا وحبيبتنا ووطننا. كلنا نرى جرح مصر الغائر بموت الفنان أسامة أنور عكاشة الذى وإن كنا نفتقد وجوده بيننا إلا أننا لن نفتقد فكره الذى سيستمر شاهداً على عطائه وبذله فى سبيل الوطن، فقد ترك اسمه مخلداً بأعماله وإبداعاته، وخالداً بحبه لهذا البلد الذى عاش بين جنبات ضلوعه، وكان حبه وقود قلبه النابض حتى بث فينا بعبقريته حب الأصالة ورحابة الفكر وسعة الصدر، فتقبل منتقديه بإياء وشمم، تلقف الحجارة الملقاة عليه كالطود، وكأنه هرم من أهرامات مصر الفرعونية فى زمن مصر الحديثة!! ماجستير تاريخ [email protected]