«المصري اليوم» ترصد موسم حصاد البصل بالمنيا.. زراعة 15 ألف فدان والإنتاجية 105 آلاف طن

تعد المنيا من المحافظات المتميزة فى زراعة مساحات شاسعة، وإنتاج المحاصيل الزراعية، مما جعلها تتصدر محافظات الجمهورية من حيث إنتاج القمح، بعد محافظة الشرقية، بالإضافة إلى إنتاج البطاطس والثوم، وقصب السكر، مما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإدراج المحافظة، ضمن مشروع استصلاح وزراعة 1.5 مليون فدان.
«المصرى اليوم» رصدت بدء موسم حصاد «تقليع» محصول البصل، وطرحه فى الأسواق بالمحافظات للبيع للمواطنين لسد احتياجاتهم. وكشفت التقارير الصادرة عن مديرية الزراعة، تقليع 15 ألف فدان، بإنتاجية تتجاوز 105 آلاف طن بمتوسط إنتاجية 7 أطنان للفدان، بانخفاض إنتاجية 8 أطنان للفدان عن الموسم الماضى.
وأعلن المزارعون تضررهم من قلة الإنتاجية هذا الموسم عن الموسم الماضى، بنسبة 50%، وانخفاض الأسعار بنسبة 33% عن العام الماضى. مطالبين الحكومة بفتح باب التصدير للخارج للحفاظ على قيمة الحاصلات الزراعية، وإحداث توازن بين المصروفات والمبيعات، وتحقيق عائد للمزارعين، وعدم تعرضهم للخسائر سنويا.
وقال مصطفى محمد على، 65 سنة، مزارع، ومقيم بقرية الشيخ زياد بمركز مغاغة، إن هذا الموسم يعد من مواسم الخسائر التى لحقت بالفلاح، حيث انخفضت إنتاجية محصول البصل من 15 طنا إلى 7 أطنان، والأسعار من 3 آلاف جنيه إلى 1800 جنيه للطن، مما تسبب فى تحقيق خسائر تتجاوز 10 آلاف جنيه للفدان الواحد. مطالبا بإعادة فتح باب التصدير للخارج، لإحداث توازن بين المصروفات والمبيعات وتحقيق عائد للفلاح.
وأوضح ظريف حسب الله، 55 سنة، مزارع، أن تكلفة زراعة الفدان من البصل، تتجاوز 20 ألف جنيه، حيث القيمة الإيجارية 5 آلاف جنيه، والأسمدة، والشتلات، والرى، والمبيدات، وتجهيز الأرض، والتقليع. فى حين يحدث تغييرات سنوية فى حجم الإنتاج، وأسعار المبيعات، وهذا الموسم تعرض المحصول لانخفاض فى الإنتاجية، وأسعار السوق، وهو ما ألحق بالمزارع خسائر تتجاوز 10 آلاف جنيه للفدان الواحد، مطالبا بفتح باب التصدير ودور جاد للإرشاد الزراعى فى توعية المزارعين.
إمام شحاتة غطاس، 67 سنة، وشقيقه مكرم 53 سنة، مقيمان بقرية الشيخ زياد بمركز مغاغة، يعملان عمال زراعة بأجر يومى، يتجاوز ال 100 جنيه لكل منهما، رافضين البقاء فى المنازل خلال فصل الشتاء. مؤكدين تحديهما البرد القارس، والأمطار الغزيرة. مرددين «لقمة العيش مرة».
وفضلت كل من تيسير على صديق، 35 سنة، الحاصلة على دبلوم فنى، العمل فى مجال الزراعة، بعد أن فشلت فى الحصول على فرصة عمل فى الحكومة أو القطاع الخاص، مؤكدة أنها رغم رعاية أسرتها، إلا أنها تعمل بأجر يومى يتجاوز ال 70 جنيهًا، فى تقليع البصل، والبطاطس، وجنى الطماطم.
وطالب الحاج حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، بدور جاد من قبل الحكومة لتعويض المزارعين المتضررين من انخفاض أسعار الحاصلات الزراعية، بسبب وقف التصدير للخارج، وزيادة أسعار الأسمدة، والمستلزمات الزراعية، مؤكدا أن العديد من الزراعات تعرضت للانهيار هذا الموسم، ومنها البصل.
وكشف المهندس محمد خلف، مدير الشؤون الزراعية بمديرية الزراعة فى المنيا، عن زراعة 15 ألف فدان من البصل، ما بين فتيل، ومكور، ولكل منهما موعد فى تقليع المحصول، حسب مواعيد الزراعة، حيث يتم الآن تقليع البصل المكور.
وأكد «خلف» وجود دور جاد للإرشاد الزراعى فى توعية المزارعين فى زراعة المحاصيل حسب العرض والطلب. باستثناء الزراعات التعاقدية، مثل القمح وقصب السكر، التى تعلن الحكومة أسعارها قبل عملية الزراعة.