«الصحة» تُحذّر: جرعة واحدة من لقاح «كورونا» غير كافية

أكدت وزارة الصحة أهمية تلقى الجرعة الثانية من لقاح كورونا، باعتبارها جرعة أساسية لتكوين أجسام مناعية للحماية من الفيروس، مناشدة المواطنين الذين تلقوا جرعة واحدة وفوّتوا ميعاد «الثانية» ضرورة الحرص على تلقيها، لأن الحصول على جرعة واحدة غير مُجدٍ.
وأشارت الوزارة إلى أن عدد الحاصلين على الجرعتين بلغ 31 مليون مواطن، فيما بلغ عدد الحاصلين على «الأولى» 16 مليونًا فقط، ما يعنى أن العديد من المواطنين يكتفون بالجرعة الأولى دون الثانية.
وقال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، القائم بأعمال وزير الصحة، إن الجرعة الثانية أساسية لتكوين أجسام مناعية والحماية من الفيروس، معلنًا فتح الباب، بعد غدٍ، أمام الحاصلين على جرعة واحدة من اللقاح وفوَّتوا ميعاد الجرعة الثانية، أيًا كان الوقت الذى مرّ على هذا الأمر.
وأضاف «عبدالغفار» أن الفجوة ما بين الحاصلين على جرعة واحدة وجرعتين يجب ألا تزيد على 3 ملايين جرعة فى أى مكان.
وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، أنه تم الانتهاء من وضع الخطوات التنفيذية للبدء فى تطعيم المواطنين بالجرعة الثالثة للعاملين بالقطاع الطبى وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
بدوره، أشار الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة، إلى أن جميع الأدوية الموجودة فى بروتوكول علاج أعراض الإصابة بالفيروس، لا يوجد بها نقص، ويتم توفيرها بالمجان، حيث إن النظام الصحى المصرى أثبت قوته أمام جائحة كورونا، ويعمل بكفاءة عالية، مضيفًا: «لا توجد إجابة علمية حول فاعلية اللقاحات مع المتحور الجديد.. لكن يجب الحذر من (أوميكرون) وعدم الهلع منه فى ذات الوقت، حيث يجب الالتزام بالإجراءات الاحترازية وفرض لقاحات إلزامية حتى لا تحدث تحورات مرّة أخرى».
وأوضح «حسنى» أن أى فيروس يحدث له تحورات، ولكن «كورونا» حدث له أكثر من تحور، و«أوميكرون» يعد المتحور الخامس وله أهمية كبيرة بسبب طفراته الكثيرة، لافتًا إلى أن المتحور الجديد لا يُفقد حاستى الشم والتذوق، غير أن أعراضه تنحصر بين البسيطة والمتوسطة.
وعالمياً، أكدت خبير قسم الأمراض الطارئة بمنظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيركوف، أن المعطيات الأولية تدل على أن سريان كورونا يكون أكثر اعتدالًا لدى المصابين بمتحور «أوميكرون»، حيث تشير البيانات إلى أن المصابين بهذه السلالة بشكل عام يتحملون المرض بسهولة أكبر.
وقالت «كيركوف»: «تأكيد ذلك لا يزال سابقًا لأوانه فى الوقت الحالى؛ فقد يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن نفهم حقًا كم من المصابين بالسلالة الجديدة سيعانون سريانًا خطيرًا للمرض»، محذّرة من أنه حتى مع وجود مسار معتدل للمرض، قد تحدث زيادة كبيرة فى عدد حالات العلاج بالمستشفى.
وأشار رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامابوزا، إلى أن «أوميكرون» باتت السلالة السائدة فى معظم المقاطعات، وهى المسبب المهيمن لظهور «كورونا» فى البلاد، وأكد أنه خلال الأسبوع الماضى، زاد العدد المتوسط اليومى للمصابين بالفيروس 5 أضعاف، مشددًا على أن التطعيم هو الأداة الرئيسية فى مكافحة المتحور الجديد.
وكشفت أحد الخبراء الذين ابتكروا لقاح «أسترازينيكا» المضاد للفيروس عن اعتقادها بأن الجوائح المقبلة قد تزهق أعدادًا أكبر من الأرواح من «جائحة كورونا» الحالية، حيث نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، عن سارة جيلبرت، أن المرة المقبلة قد تكون أسوأ، فقد تكون أكثر نشرًا للعدوى أو أكثر إزهاقا للأرواح أو كليهما.
وأضافت «جيلبرت»: «لا يسعنا أن نسمح بوضع نمر فيه بكل ما مررنا به، ثم نكتشف أن الخسائر الاقتصادية الهائلة التى ألَمّت بنا تعنى أننا لا نجد مع ذلك التمويل اللازم للاستعداد للجائحة»، وفقًا ل«رويترز».
من جانبه، لم يستبعد عالم الفيروسات الروسى، كبير الباحثين بمركز «جاماليا» للبيولوجيا المجهرية والأوبئة، أناتولى ألتشتاين، أن ينتهى وباء «كوفيد- 19» خلال العام المقبل، وأوضح أن جنوب إفريقيا شهدت فى نوفمبر الماضى وفاة 600 شخص، ومن غير المعلوم ما إذا كانت متحورات «كورونا» هى التى تسببت فى وفاتهم؛ غير أنه حتى هذ العدد أقل 3 أضعاف مما كان عليه خلال الأشهر الماضية.
وتابع «ألتشتاين»: «إذا تبيّن أن متحور أوميكرون أقل شراسة من (دلتا)، فقد ينتهى وباء الفيروس التاجى فى وقت مبكر من العام المقبل.. أتوقع انتهاء الجائحة فى 2022، وسيتحقق هذا السيناريو المتفائل لانتصارنا على الوباء، مع شرط ارتدائنا الأقنعة الواقية بشكل طبيعى والتزامنا بالتباعُد الاجتماعى وتلقِّى اللقاحات، وإذا استطعنا اتخاذ كل تلك الخطوات، يمكننا تطويق الوباء فى العام المقبل».
من جهته، قال رئيس المركز العلمى الروسى للتشخيص والبحوث، أندريه إيسايف، إنه لا توجد أدلة على أن «أوميكرون» تطوّر لدى شخص مصاب بمرض الإيدز لم يمتلك مناعة قوية، وافترض أن منشأ المتحور الجديد يعود إلى صيادى الحيوانات البرية أو العاملين فى المحميات بجنوب إفريقيا، والذين يتواصلون باستمرار مع الحيوانات البرية.
وأضاف «إيسايف»: «نعلم أن الثدييات- بما فى ذلك القطط الكبيرة- وأنواعًا مختلفة من الغزلان والمنك تُصاب دومًا بفيروس كورونا، والناس فى جنوب إفريقيا على اتصال وثيق بالبرية، إذ إن انتقالات الفيروس من نوع إلى آخر من الثدييات، التى ينتمى البشر إليها كذلك، هى التى تسبب تغيرات أكثر وضوحًا فى تركيبات البروتين، وتشكل تنوعًا وراثيًا».
وافترض «إيسايف» أن المصاب رقم صفر بمتحور «أوميكرون»، ربما تم تحديده بشكل خاطئ، وهو ليس ضمن أشخاص مصابين بمرض الإيدز، كما قيل، بل ضمن الذين يتواصلون دائمًا مع الحيوانات البرية، بمَن فيهم الصيادون والعاملون فى المحميات العديدة فى جنوب إفريقيا أو شخص آخر يذهب إلى «السافانا».