مصر تدين قرار إسرائيل السماح لليهود بالصلاة فى «الأقصى»

أعربت وزارة الخارجية المصرية عن إدانتها لقرار القضاء الإسرائيلى الذى يقضى ب«منح اليهود الحق فى الصلاة فى باحات المسجد الأقصى المبارك»، بما يُعد انتهاكًا للمقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى الذى هو بمثابة مكان عبادة خالص للمسلمين.
وجددت «الخارجية المصرية»، فى بيان، التأكيد على «ضرورة احترام الوضع التاريخى والقانونى القائم للقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، اتساقًا مع قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو».
وأعربت عن قلقها البالغ من التبعات التى ستنتج عن قرار القضاء الإسرائيلى وتداعياته على الأمن والاستقرار فى المنطقة، مطالبةً الحكومة الإسرائيلية بعدم الإقدام على أى إجراءات من شأنها وضع القرار موضع التنفيذ أو المساس بالوضع القائم للمسجد الأقصى المبارك.
وأدى نحو 50 ألف مصلٍ صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى، أمس. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس المحتلة إن المصلين توافدوا منذ ساعات الصباح إلى الأقصى، وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية مشددة على أبوابه. وأضافت أن سلطات الاحتلال أعاقت وصول العديد من الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى وفتشتهم ودققت فى بطاقاتهم الشخصية.
وحذر مسؤولون فلسطينيون وأردنيون من تداعيات قرار محكمة إسرائيلية، يتعلق بالسماح لليهود بأداء صلوات صامتة بالمسجد الأقصى فى مدينة القدس ثالث أقدس مكان عند المسلمين.
وقال الشيخ محمد حسين، المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية: «إن الاقتراب إلى المسجد الأقصى ممكن أن يكون شرارة تحرق العالم بأسره». وأضاف فى مؤتمر صحفى فى رام الله، أن هذه الشرارة «لن تحرقنا قبل أن تحرق أيدى وأصابع العابثين بهذه النار».
وأصدرت محكمة إسرائيلية قرارًا أيدت فيه قرارًا سابقًا صدر فى عام 1978 لا يعتبر الصلاة الصامتة لليهود فى المسجد الأقصى جريمة.
وقال وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى عومر بارليف، وفقا ل«معاريف» الإسرائيلية، إن «تغيير الوضع الراهن من شأنه أن يعرّض السلم العام للخطر ويؤدى إلى التصعيد»، وتابع: «تدعو دولة إسرائيل لحرية العبادة والصلاة للجميع، ولكن فى الوقت نفسه بالنظر إلى التداعيات الأمنية، يجب مراعاة الوضع الراهن بأن صلاة اليهود فى الحرم القدسى ستقام بجوار حائط المبكى وصلاة المسلمين فى الحرم الشريف».
وقال محمود الهباش، قاضى القضاة: «هذا السلوك الإسرائيلى يفتح الباب واسعا أمام تحويل الصراع إلى صراع دينى، وإلى تفجير حرب دينية حقيقية خطيرة ومدمرة لن تقف عند حدود فلسطين ولا عند حدود المنطقة، وإنما ستتجاوز إلى العالم بأسره والجميع سيدفع ثمنها. لن نترك الأقصى لسلطة الاحتلال تفعل به ما تشاء».
وأدان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بأشد العبارات، قرار القضاء الإسرائيلى، معتبره انتهاكًا صارخًا واستخفافًا بالمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية، واستفزازًا واضحًا لمشاعر المسلمين حول العالم.
ودعا الأزهر، أمس، المجتمع الدولى للاضطلاع بمهامه، واتخاذ كافة الإجراءات ضد انتهاكات الكيان الصهيونى فى حق دور العبادة الفلسطينية والمسجد الأقصى.
كما أدان الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، قرار القضاء الإسرائيلى، مشددًا على أن هذا القرار يخالف كافة المواثيق والقوانين الدولية، داعيا المجتمع الدولى إلى ضرورة تفعيل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، وضرورة احترام الوضع التاريخى والقانونى القائم للقدس الشريف ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.