روى الدكتور منير حنا رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الشرفي، رحلة تأسيس إقليم الإسكندرية للكنيسة الذي يتم تدشينه بكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية اليوم بحضور جاستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري والقائد الروحي للطائفة في العالم. وقال في قال في كلمته خلال حفل التدشين مساء اليوم، إن رحلة الكنيسة الأسقفية في مصر بدأت قبل مائتي عام عندما التقت رغبة عدد من المسيحيين الأسقفيين في بناء مكان يتعبدوا فيه مع كرم وسماحة الوالي المسلم محمد على باشا والي مصر، الذي خصص قطعة أرض لبناء أول كنيسة اسقفية بالإسكندرية، وعندما ازدادت أعداد أعضاء الكنيسة توالى صدور القرارات الملكية والجمهورية بإنشاء الكنائس في العديد من مدن مصر، مؤكدا إن الكنيسة ساهمت في تصحيح الصورة المشوهة لدى الغرب عن الإسلام والمسلمين من خلال الزيارات الدولية المتبادلة . وأضاف حنا في كلمته: مرت السنوات حتى جاء عام 2004 الذي كان بمثابة نقطة تحول وانطلاق في رحلة أبرشية مصر حيث وافق سنودس الابرشية على انطلاق الكنيسة نحو خدمة الله والمجتمع فأسسنا كلية اللاهوت الأسقفية عام 2005 وذلك لإعداد الرعاة والخدام بدلا من إرسالهم للخارج، وفي عام 2007 تم إنشاء منطقة أسقفية جديدة في القرن الأفريقي وفي عام 2008 تم إنشاء منطقة اسقفية أخرى في شمال إفريقيا وفي عام 2009 تم تحويل كنيسة الإسكندرية إلى كاتدرائية وتنصيب الدكتور القس سامي فوزي عميدا للإسكندرية، وعندما ازداد عدد أعضاء الكنيسة في المناطق والمدن الجديدة تم إنشاء كنائس جديدة في تلك المناطق. وتابع:«نتيجة لذلك ازداد عدد اجتماعات الكنائس من 18 اجتماع عام 1976، أي وقت تأسيس إقليم القدس والشرق الأوسط، إلى 172 اجتماع عام 2019 كما ازداد عدد الخدام من ستة إلى 61 وعدد الأساقفة من اسقف إلى ثلاثة أساقفة». وأضاف: انطلقت الكنيسة نحو خدمة المجتمع في مجالات الرعاية الصحية والتعليم وتنمية المجتمع وخدمة اللاجئين والمسجونين، ونلنا تشجيعا كبيرا من الدولة بسبب ذلك، ولهذا زادت أعداد مؤسسات خدمة المجتمع من مدارس ومستشفيات ومراكز لتنمية المجتمع من 5 مؤسسات عام 1976 إلى 30 مؤسسة عام 2019. وعن علاقة الكنيسة بالأزهر الشريف، قال أنه كما لعبت الكنيسة دورا هاما في الحوار بين اتحاد الكنائس الأسقفية الأنجليكانية في العالم والأزهر الشريف، وقامت بمبادرات عديدة لدعم الوحدة الوطنية والتناغم الطائفي بين أبناء المجتمع وشاركت الكنيسة أيضا في تصحيح الصور المشوهة لدى الغرب عن أحبائنا المسلمين من خلال الزيارات الدولية المتبادلة. وقال: شجعنا هذا النمو الروحي والمجتمعي أن نتقدم بطلب لتحويل ابروشية مصر إلى إقليم مستقل بذاته، وقمنا بتقديم كل المستندات اللازمة لمكتب اتحاد الكنائس الأسقفية الذي بدوره قام بترتيب زيارات متعددة لكل دول الابروشية، وبعدها أوصى بأن تصبح أبروشية مصر إقليما مستقلا. وأوضح أنه تم اختيار أن يكون اسم الإقليم الجديد «إقليم الإسكندرية» نظرا لأهمية الاسكندرية في تاريخ الكنيسة ونظرا لأنها كانت نقطة البداية في رحلة كنيستنا وكذلك نظرا للأهمية التاريخية لمدرسة الإسكندرية في تشكيل الفكر اللاهوتي للعالم خلال الألفية الأولى، وأملا أن يكون لإقليم الإسكندرية دورا كبيرا في تشكيل الفكر اللاهوتي في الألفية الثالثة.