سعدت جدًا بعودة ياسمين عبدالعزيز إلى مصر بين جمهورها بعد تجاوز أزمتها الصحية.. وشاهدت طلتها المحبوبة فى الصورة التى نشرتها مع الطبيبين المشرفين على علاجها فى سويسرا.. والحقيقة أن ياسمين ولدت فنانة وأعتقد أن طارق نور هو الذى اكتشفها وقدمها لعالم الفن، حيث بدأت وهى صغيرة ممثلة إعلانات، كانت تملأ الدنيا بهجة ومازالت.. وهى سبب فى نجاح مخرجين ومنتجين كثيرين، وكانت ياسمين ممتنة لعلاجها وكتبت «الحمد لله الذى شفانا وعافانا»، وأظن أنها تحمد الله أنها سافرت للعلاج فى سويسرا، التى كتبت لها عمرًا جديدًا! أعتقد أن أداء ياسمين بعد العملية سيكون غير أداء ياسمين قبل العملية، وأعتقد أنها ستأخذ فترة لتقييم مشوارها الفنى والعائلى لتأخذ «استراحة محارب» وتبدأ بعدها الانطلاق، فقد أرهقت نفسها فى أشياء كثيرة أخذتها من فنها وأسرتها وجمهورها، وشغلت الناس بموضوع الزواج والطلاق على طريقة «أصالة».. فانشغلنا بدراما عائلية تتفوق على مشوارها الفنى، وهو شىء ألفت نظرها إليه حتى تتوقف عنه راضية مرضية! كانت ياسمين قد تعرضت لإهمال طبى جسيم عرّض حياتها للخطر، وتم إنقاذها وتسفيرها لتلقى العلاج فى الخارج.. بعد أن رأت الموت فى مصر، وهى شهادة على عجز وفشل النظام الطبى فى مصر.. ولو أن سيدة أخرى غير ياسمين لكان زمانها ماتت وشبعت موت، وكان المستشفى سجلها قضاءً وقدرًا! لا أدرى كيف تتحول عملية صغيرة لفنانة كبيرة إلى حالة من العبث فى جسد المريضة بهذا الشكل؟.. وكيف تنتقل من حالة بسيطة إلى حالة الانهيار؟.. زمان كنا نقول «الداخل مفقود والخارج مولود»، فهل مازال هذا النظام موجودًا؟.. ألم تتغير الظروف والإمكانيات فى المستشفيات حتى الآن؟.. هل الحل أن يسافر كل المرضى للخارج ليحافظوا على حياتهم؟.. ولماذا لم يحدث تحقيق فى ملابسات علاج ياسمين عبدالعزيز؟.. أتفهم أن أهل المريضة انشغلوا بها عن أى بلاغات أو تحقيقات.. ولكن لابد من مقاضاة الأطباء والمستشفى! قد يكون ما جرى درسًا للمستشفى والفنانة.. وهى وحدها من تملك أن تصفح وأن تسامح أو أن تتخذ الإجراءات، ولكن نقابة الأطباء لا تحتاج إلى بلاغ ولا إلى دعوة حتى تتحرك.. سمعة الطب فى مصر على المحك! وأخيرًا، لا أريد أن أعكر صفو اللحظة والفرحة بعودة ياسمين عبدالعزيز وشفائها، ولكنى لم أنس ما حدث للفنانة سعاد نصر، رحمها الله، بسبب الأخطاء الطبية.. فقد مكثت فى المستشفيات بسبب حالة عبث مشابهة قرابة عام، ثم فارقت الحياة، دون أن نتعلم!.. وبالتأكيد أن الذى فرق مع ياسمين هو سفرها لسويسرا لتعود كما كانت وسط طبيبيها المشرفين على علاجها يشبهان ملائكة الرحمة، وليس ملائكة العذاب كما هو عندنا للأسف!.