رئيس مصر للمعلوماتية: نثمن دعوة أمين الأعلى للجامعات لتطوير اللوائح الداخلية لكليات الفنون    رئيسة القومي للطفولة والأمومة ومحافظ أسيوط يفتتحان فرع المجلس بالمحافظة    ب 90 مليون جنيه، محافظ بني سويف يتفقد مشروع أول مدرسة دولية حكومية    الأوقاف تشارك في الملتقى الثاني للمشروع القومي لإعداد وتأهيل الشباب للقيادة بالبحيرة    «الرقابة المالية» توافق ل3 شركات لمزاولة أنشطة التأمين متناهي الصغر والتمويل العقاري والاستهلاكي    مصر تضع حجر أساس أحد أكبر مصانع اللقاحات وتشهد تحولا غير مسبوق بملف توطين صناعة الدواء    «برومتيون» الصينية تؤسس مصنع للإطارات باستثمارات 300 مليون دولار    محمد مصطفى كمال يكتب: الترويج السياحي من قلب المتحف الكبير.. حين تتحول الرؤية إلى ممارسة    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والأفريقية    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الصيني العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية    استشهاد فلسطيني وإصابة آخر برصاص مستوطن إسرائيلي في الضفة    حماس: نطالب بالتحرك العاجل لردع الاحتلال عن استمرار خروقاته    هل تلتزم إدارة ترمب بنشر ملفات إبستين كاملة؟ ترقّب واسع لكشف الوثائق قبل الجمعة    مليون دولار قيمة مشاركة مصر في الدورة الودية مع إسبانيا والأرجنتين في شهر مارس    موقف ليفربول، ترتيب الدوري الإنجليزي بعد الجولة ال 16    جوائز ذا بيست - زاخو العراقي يتوج بجائزة أفضل جماهير في العالم    مانشيني: أحترم اللاعبين الأكبر سنا أكثر من رامون    وزارة الخارجية تتابع حادث غرق مركب بالقرب من ميناء جزيرة كريت اليونانية على متنها مواطنين مصريين    حبس 4 سيدات بتهمة ممارسة الأعمال المنافية للآداب مع الرجال في التجمع    تأجيل محاكمة المتهمين بإنهاء حياة تاجر الذهب أحمد المسلماني بالبحيرة ل 12 يناير للمرافعة    قرار جديد من النيابة فى واقعة تعرض 12 طفلا للاعتداء داخل مدرسة بالتجمع    جمال بخيت: أم كلثوم لم تكن بخيلة.. وفنها وكرمها ووطنيتها مثال يحتذى به    المفتى: فلسطين قضية كل حر.. وما يصدر عن إسرائيل ليس بالضرورة يمثل كل اليهود    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 16ديسمبر 2025 فى المنيا    محافظ أسوان: صرف علاج التأمين الصحي لأصحاب الأمراض المزمنة لمدة شهرين بدلا من شهر    وزير الصحة يبحث سبل التعاون المشترك في مشروع مدينة النيل الطبية    دار المعارف تحتفي باليوم العالمي للغة العربية.. خصومات خاصة لعشاق لغة الضاد    وزير التربية والتعليم ومحافظ أسوان يتفقدان 6 مدارس بإدارة إدفو التعليمية.. صور    جولة مفاجئة لمدير "تعليم الجيزة" في مدارس العمرانية    ديفيد فان فيل: هولندا ستكون مقر لجنة المطالبات الدولية المرتبطة بحرب أوكرانيا    آداب السعال خط الدفاع الأول.. 6 خطوات للتعامل المنزلي مع مريض الإنفلونزا    من المنزل إلى المستشفى.. خريطة التعامل الصحي مع أعراض إنفلونزا h1n1    جامعة قناة السويس تُنفذ قافلة شاملة بمركز أبوصوير لخدمة المواطنين ودعم الصحة والتعليم والزراعة    فوز 24 طالبًا في أيام سينما حوض البحر المتوسط بمكتبة الإسكندرية    تباين مؤشرات البورصة المصرية بمنتصف تعاملات الثلاثاء    وزارة الأوقاف: التفكك الأسرى وحرمة المال العام موضوع خطبة الجمعة القادمة    وفاة رضيع فلسطيني جراء البرد الشديد في غزة    توروب يتمسك بمستقبل الأهلي: شوبير عنصر أساسي ولا نية للتفريط فيه    وزير الرياضة يبحث مع السفير الإماراتي تعزيز التعاون المشترك    غدًا.. المصريون بالداخل يدلون بأصواتهم في جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    الإسكان تعلن تخصيص قناة رسمية للتواصل مع المستثمرين والمطورين العقاريين    كييف تعلن إسقاط 57 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    نقل جثمان طالب جامعى قتله شخصان بسبب مشادة كلامية فى المنوفية إلى المشرحة    تفاصيل افتتاح متحف قراء القرآن الكريم لتوثيق التلاوة المصرية    الزمالك يجدد ثقته في نزاهة جهات التحقيق في أرض أكتوبر ويؤكد التزامه الكامل بالقانون في قضية أرض أكتوبر (بيان رسمي)    رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: الاعتماد مسار شامل للتطوير وليس إجراءً إداريًا    مَن تلزمه نفقة تجهيز الميت؟.. دار الإفتاء تجيب    دغموم: الزمالك فاوضني من قبل.. وأقدم أفضل مواسمي مع المصري    عاجل- دار الإفتاء تحدد موعد استطلاع هلال شهر رجب لعام 1447 ه    ارتفاع تأخيرات القطارات على الوجه القبلي بسبب الإصلاحات    عضو بالأزهر: الإنترنت مليء بمعلومات غير موثوقة عن الدين والحلال والحرام    «التضامن الاجتماعي» تعلن فتح باب التقديم لإشراف حج الجمعيات الأهلية لموسم 1447ه    برلماني بالشيوخ: المشاركة في الانتخابات ركيزة لدعم الدولة ومؤسساتها    مديرية الطب البيطري بالقاهرة: لا مكان سيستوعب كل الكلاب الضالة.. وستكون متاحة للتبني بعد تطعيمها    أسعار الخضار والفاكهة اليوم الثلاثاء 16-12-2025 فى المنوفية    نقيب المهن الموسيقية: فصل عاطف إمام جاء بعد تحقيق رسمي    محمد القس يشيد بزملائه ويكشف عن نجومه المفضلين: «السقا أجدع فنان.. وأتمنى التعاون مع منى زكي»    جلال برجس: الرواية أقوى من الخطاب المباشر وتصل حيث تعجز السياسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«قايتباى الإسكندرية».. قلعة تاريخية قهرت العدوان وظلت صامدة لقرون تكلف بناؤها 90 ألف جنيه.. والإعدام شنقًا كان جزاء من يسرق أسلحتها
نشر في المصري اليوم يوم 01 - 09 - 2021

إذا قادك القدر لزيارة المعالم الأثرية والتاريخية والتراثية فى الإسكندرية، والتعرف على عبق التاريخ، فسيستقر بك الحال أولًا فى قلعة قايتباى بمنطقة بحرى وسط الإسكندرية، حيث المعلم الأثرى التاريخى الوحيد المفتوح للزيارة فى المدينة.
وتتميز القلعة ببنائها الشاهق المرتفع فوق صخرة لتظل علما من أعلام الإسكندرية، لطالما استخدمت لصد العدوان القادم على المدينة من ناحية البحر، وظلت صامدة فى وجه الزمن لمئات السنين، حيث أمر ببنائها السلطان الأشرف قايتباى وقت زيارته التاريخية للإسكندرية فى صيف 1477، واستغرقت أعمال البناء والتشييد قرابة عامين وزارها السلطان قايتباى سنة 1479 بعد انتهاء إنشائها، حيث كان السلطان الأشرف قايتباى من أكبر سلاطين الدوله المملوكية البرجية والدولة المملوكية بوجه عام، وحكم مصر لمدة 28 سنة من 1468 ل 1496
.
«المصرى اليوم» أجرت جولة ميدانية داخل القلعة للتعرف على تاريخها ومشتملاتها الموجودة فى طوابقها، حيث يقول الدكتور حسام عبد الباسط مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية فى الإسكندرية والساحل الشمالى، إنه على الرغم من قرون الزمن التى مرت عليها وهى قابعة داخل مياه البحر على صخرة إلا أنها استطاعت أن تحتفظ بتاريخها محفوظًا ومسجلًا فى آثارها ومبانيها، إذ إن المدينة ليست مبانى، وشوارع، ومرافق يعيش وينتفع بها البشر، ولكن المدن دائما تفوح بعبق التاريخ، والحضارة، وتحمل رموزًا تنطق بالمبانى، وتتحدث إلى الأجيال.
وأوضح أن قلعة قايتباى تعد من أهم الآثار الموجودة فى مدينة الإسكندرية، فهى تقع بالقرب من ميدان المساجد فى منطقة الأنفوشى حاليًا، وتقع فى نهاية لسان أرضى يمتد غربى ميناء الإسكندرية الشرقى، حيث بُنيت على أنقاض فنار الإسكندرية القديم، وأنشأها السلطان الملك الأشرف أبو النصر سيف الدين قايتباى الظاهرى عام (882 ه/1477م) على موضع فنار الإسكندرية المتهدم، وقد استغرق فى بنائها عامين من عام 884 أثناء زيارته الأولى للإسكندرية لمشاهدة البناء الجديد، وهو ما عرف ببرج قايتباى «طابية قلعة قايتباى» والتى لا تزال قائمة حتى الآن، والهدف من إنشائها هو حماية وتحصين المدينة من أى هجمات.
وأشار إلى أن تكلفة إنشائها بلغت فى ذلك الوقت 90 ألف جنيه، وكانت من أهم الحصون الدفاعية خلال العصر المملوكى حتى عهد السلطان قنصوه الغورى، الذى اهتم بها اهتماما كبيرًا نظرًا لقرب الخطر العثمانى، واهتم بتحصين هذه القلعة؛ لدرجة أنه أصدر مرسومًا سلطانيا فى عام 907 ه/1501 م ينص على عدم إخراج سلاح أو بارود أو مكاحل خارج البرج، ومن يخالف ذلك يتعرض للشنق على باب القلعة، وأثبت ذلك على لوحة رخامية تم تثبيتها فوق المدخل الثانى للقلعة «الحالى حاليا»، وهى موجودة حتى الآن ونصها كالتالى: رسم بأمر مولانا المقام الشريف الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغورى خلد الله ملكه، أن لا أحد يأخذ من البرج الشريف بالإسكندرية سلاحا مكاحل ولا بارود ولا آلة ولا غير ذلك من جماعة البرج من المماليك وعبيد وزردكاشية وخرج منه بشىء شنق على باب البرج، وعليه لعنة الله بتاريخ ربيع الأول سنة سبع وتسعمائة من الهجرة.
ولفت إلى أنه خلال الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م اهتم الفرنسيون بمدينة الإسكندرية فرمموا أسوارها، وحصونها، وأبراجها، وعملوا على تسليحها، أما فى عهد محمد على باشا فقد اهتم بالقلعة اهتماما بالغًا فعمل على ترميمها، وتأمينها، وزيادة عدد الجند بها، وقام بتسليحها بالمدافع، وإنشاء بعض الغرف التى تطل على الصحن حاليًا.
وعن الوصف العام للقلعة قال «عبدالباسط»، إنها عبارة عن سور محصن تحصينًا جيدًا، وضخم يوجد به برج مربع الشكل يوقد فيه الفنار ليلا، وحجرات شديدة الارتفاع، وبنيت القلعة على مساحة قدرها 17550 مترا مربعا تقريبًا بالحجر الجيرى الصلد، مع تدعيم البرج ببعض الأعمدة الرخامية المتبقية من الفنار، وبنيت على هذه المساحة أسوار القلعة الخارجية، والداخلية، والبرج الرئيسى، وقد بنيت هذه الأسوار لزيادة استحكامات القلعة، وكانت مبنية من الأحجار الضخمة، أما عن التخطيط الخارجى للقلعة فهى تضم أولًا الأسوار الخارجية، حيث تدور حول مساحة القلعة أسوار خارجية من الجهات الأربع، الضلع الشرقى يطل السور الخارجى على البحر مباشرة، ويبلغ عرض هذا السور حوالى مترين، وارتفاعه حوالى ثمانية أمتار، ولا يدعم هذا السور أى أبراج، وقد تهدمت معظم أجزائه؛ ولقد أعيد ترميمه مؤخرًا، والضلع الغربى يطل على الميناء الشرقى القديم، ويتخلل هذا السور فى مبانيه كتل من الخشب، وجذوع النخيل، وتم تزويد هذا الضلع بثلاثة أبراج نصف دائرية بارزة مزودة بفتحات سهام، ويعتبر هذا الضلع من أقدم الأجزاء الباقية فى هذا السور ككل، ويوجد به المدخل الرئيسى للقلعة فى نهايتها بالجهة الغربية الجنوبية.
وتحدث عن الضلع الشمالى، قائلا إنه يطل على البحر مباشرة، ويتكون هذا الضلع من جزأين، الجزء السفلى عبارة عن ممر كبير يمتد بطول السور من الشرق إلى الغرب، يسمى الممرات الساحلية، وقد بنى فوق الصخرة الطبيعية مباشرة، وفتحت فيه فتحات مربعة الشكل تحتوى كل منها على فتحة معقودة تطل على الخارج وكانت تستخدم كفتحات للمدافع، ويبلغ عدد تلك الفتحات عشرين فتحة، ويشغل نهاية الطرف الغربى إسطبل الخيول، أما الجزء العلوى من هذا الضلع فهو عبارة عن ممرات بها فتحات ضيقة تطل على البحر تستخدم بمثابة مزاغل للسهام، وأعيد ترميم هذا الضلع، والضلع الجنوبى هو الأهم بالنسبة للأسوار الخارجية؛ لأنه يطل على الميناء الشرقى مباشرة، ويمتد من الضلع الشرقى إلى الضلع الغربى فى خط مستقيم، ويتخلله ثلاثة أبراج مستديرة بارزة، كما يضم عددا من الفتحات الضيقة المعقودة، ويتوسطه المدخل الحالى للقلعة.
وقال إن القلعة تحتوى على البرج المثمن، ويقع هذا البرج بالأسوار الخارجية من الناحية الشمالية الغربية، وهو مثمن الشكل، وكان الغرض منه المراقبة، والتدعيم، ومدخل القلعة الأصلى، ولا يستخدم هذا المدخل حاليًا، وهو يقع فى الركن الجنوبى الغربى من السور الخارجى، ويتكون من فتحة مستطيلة يكتنفها برج مستدير من الجانبين، يبرز إلى الخارج، ويفتح هذا المدخل على ممر أو دهليز للدخول إلى القلعة عن طريق فتحة باب تؤدى إلى صحن القلعة، وفتحات أخرى تؤدى إلى المنطقة بين السورين، ويستغل هذا المدخل حاليًا من قبل وزارة البحث العلمى كمتحف للمحنطات، مشيرا إلى أن المدخل الحالى للقلعة يتوسط الضلع الجنوبى من أسوار القلعة الخارجية، وهو عبارة عن فتحة يعلوها عتب مستقيم من صنجات معشقة ويغلق عليه باب خشبى ضخم ذو ضلعين. أما واجهته الداخلية فهى على شكل عقد كبير نصف دائرى، ويواجه هذا الباب فتحة تؤدى إلى السور الداخلى للقلعة، معقودة بعقد نصف دائرى يؤدى إلى قبو نصف أسطوانى يتوسط صف الغرف المخصصة ثكنات للجنود، وينتهى منه إلى فناء القلعة، كما يعلو هذا المدخل لوحة رخامية نقش عليها المرسوم السلطانى الذى أصدره السلطان قنصوه الغورى عام 907ه/1501م يحذر فيه من إخراج الأسلحة من القلعة مهددًا بشنق كل من تسول له نفسه ذلك.
وقال إن التخطيط الداخلى للقلعة يتمثل فى الأسوار الداخلية، التى بنيت من الحجر الجيرى الصلد ذى القطع الكبيرة، وهى تحيط بالبرج من جميع جوانبه عدا الجانب الشمالى، وتُعد تلك الأسوار بمثابة خط دفاع ثان لتدعيم البرج الرئيسى، ويفصلها عن الأسوار الخارجية مسافة تتراوح ما بين خمسة أمتار إلى عشرة أمتار فى بعض المواضع، وقد أضيفت إلى تلك الأسوار فى فترة لاحقة مجموعة من الحواصل (الطرف) المتجاورة، أُنشئت بعد بناء القلعة، ربما ترجع إلى عصر محمد على، ويبلغ عددها 36 حاصلا أُعدت لإقامة ومعيشة الجند، وتأخذ الشكل المستطيل وتفتح على صحن القلعة مباشرة بأبواب ذات فتحات مستطيلة يشغلها أبواب خشبية من ضلفة واحدة، تقابلها فتحات صغيرة على هيئة مزاغل استخدمت لأغراض التهوية والإضاءة، كما يوجد بجانب هذا الباب فتحة شباك مستطيلة تغلق درفتين من الخشب، وتطل على صحن القلعة للتهوية، وسقفت الحواصل بسقف برميلى الشكل، وتم إعداد أحد هذه الحواصل كنموذج لبيع النماذج الأثرية المقلدة المصنعة بمعهد الحرف الأثرية التابع لهيئة الآثار.
والفناء الرئيسى للقلعة، هو صحن كبير مربع يحيط بالبرج الرئيسى من الجهة الشمالية، ويشغل طرفه الشرقى سلم صاعد مكون من اثنتين وعشرين درجة تؤدى إلى الأسوار الخارجية، بينما يشغل أقصى طرفه الجنوبى الغربى زلاقة تؤدى بدورها إلى الأسوار الخارجية، وكان هذا الصحن يستخدم قديما لتدريب الجنود على فنون القتال، كما وضع به مجموعة من المدافع التى تنتمى لعصور وطرز مختلفة، كطراز الهاون الأرمسترونج.، والصهريج هو من العناصر الأساسية التى اشتملت عليها القلعة، ويقع فى الجانب الغربى من خارج البرج الرئيسى، وقد تم اكتشافه فى أعمال الترميم التى تمت 1982- 1984م، وهو مشيد بالطوب الأحمر (الآجر) يغطيه عشر قباب ضحلة ترتكز أرجلها على عقود، ويصل عرض هذا الصهريج إلى 4.5 سم تقريبًا وطول أبعاده 13.10×5.5 سم تقريبا، وقد استخدم الملاط الوردى من الداخل؛ لتقوية جدرانه، والحفاظ على المياه لأطول فترة نقية، فالغرض الأساسى من هذا الصهريج تخزين المياه لأطول فترة؛ لعدم وجود مصدر مائى دائم، وكان يملأ هذا الصهريج من خلال الجمال الحاملة للمياه إلى القلعة ثم تفرغ المياه بداخل هذا الصهريج، وأيضًا بتجميع الأمطار عن طريق فتحات تؤدى إلى الصهريج من الداخل، وكان يُنظف هذا الصهريج كل ثلاثة أشهر تقريبًا عن طريق خرزة خارجية تؤدى إلى الصهريج عن طريق سلم محفور بالجدران، كما يوجد أيضا خرزة أخرى داخل البرج لتسهيل وصول المياه للبرج.
وعن البرج الرئيسى، قال إنه يقع فى الجهة الشمالية الشرقية داخل الأسوار الداخلية للقلعة، وبُنى على أنقاض فنار الإسكندرية، وهو بناء مربع الشكل مكون من ثلاثة طوابق طول ضلعه 30م، وارتفاعه 17 مترا، وروعى عند تصميمه أن تتجه أضلاعه نحو الجهات الأصلية الأربعة، ويشغل كل ركن من أركانه برج أسطوانى الشكل يرتفع عن سطح البرج نفسه، ويرتكز على مساند حجرية يبلغ عددها فى كل برج اثنى عشر مسندًا، يبلغ قطر كل برج من هذه الأبراج حوالى ستة أمتار، ويفتح بجدران كل منها ثلاث نوافذ موزعة على المحيط الخارجى لكل برج فى نفس مستوى نوافذ البرج الرئيسى، وقد تم تدعيم هذا البرج ببعض الأعمدة المتبقية من الفنار لتدعيم جدران البرج، مشيرا إلى أن المدخل الحالى للبرج يتوسط من الواجهة الجنوبية المدخل الرئيسى (الحالى) بعد أن ألغى المدخلان الجانبيان، وهو عبارة عن دخلة يزيد اتساعها على ثلاثة أمتار يعلوها عقد مدبب، ويتوسطها فتحة باب مستطيلة يشغلها باب حجرى ضخم ذو ضلفة واحدة، ويتوج أعلاها عقد مفصص، ويكتنفها من الجانبين ومن أعلاها ثلاث قطع من حجر الجرانيت الوردى (ربما تكون من أساس الفنار)، كما يوجد مكسلتان على جانبى الباب ترتفع كل منهما ثمانين سنتيمترا عن مستوى أرضية المدخل، والواجهات الشمالية والشرقية من الخارج تتشابه من حيث التخطيط المعمارى مع الواجهة الرئيسية، وبُنيت من الحجر الدستورى تتوج من أعلاها مشاكيل حجرية، وصف من الشرفات الحجرية بيضاوية الشكل.
وأضاف «عبدالباسط»، أن التخطيط الداخلى للبرج الرئيسى، يتكون من ثلاثة طوابق مختلفة فى التخطيط والارتفاع، حيث يبلغ أدنى ارتفاع لطوابق هذا البرج سبعة أمتار وعشرين سنتيمترا، والطابق الأول يتكون من عدة عناصر رئيسية هامة، حيث يلى فتحة الدخول الدركاه، وهى كلمة فارسية الأصل تعنى الجزء الذى يلى المدخل، وقد كسيت أرضيتها برخام أبيض اللون زين بزخارف هندسية، ويحيط بتلك الكسوة إطار رخامى أسود، ويحدها من ثلاث جهات مكاسل حجرية «مصاطب» يعلو كل فتحة منهما فتحتان أخريان (دواليب حائطية)، ولعل أهم ما يضمه هذا الطابق المسجد لأداء الشعائر الدينية؛ لمن يسكن القلعة من الجند المرابطين، وتخطيط هذا المسجد على نظام الصحن والأواوين، وأرضية صحنه من فسيفساء رخامية بديعة بشكل طبق نجمى كبير، ويتوسط إيوان القبلة محراب يكتنفه عمودان من الرخام، كما يفتح بالإيوان الشمالى الغربى غرفة مستطيلة كانت تستخدم لتخزين أدوات المسجد من حصر وزيت، ويفتح بالإيوان الشمالى الشرقى غرفة تستخدم لإقامة إمام المسجد، ويحتوى هذا الطابق على ردهة تمثل ممرا طويلا يجرى موازيا للجدارين الشمالى والغربى، ويحتوى الممر الغربى على فتحة بئر (خرزة) أسطوانية الشكل لها إطار من الرخام تؤدى إلى الصهريج الموجود خارج البرج؛ لتسهيل عملية جلب المياه داخل البرج، وغرفة الطاحونة بالضلع الجنوبى من الممر الغربى، وهى حجرة مربعة الشكل، حيث أشار إليها المؤرخ ابن إياس، وكانت هذه الغرفة مخصصة لطحن الغلال اللازمة لأكل الجنود، أما عن الممر الشرقى الذى يقع على يمين الداخل من الباب الرئيسى للبرج فيشغله ثلاث حجرات صغيرة مستطيلة الشكل، كما يشمل هذا الطابق سلما حجريا يؤدى إلى الطابق الثانى.
والطابق الثانى، تم التوصل له من خلال سلم حجرى مرتفع الدرجات، ويشتمل على ممرات جانبية بامتداد الأضلاع الأربعة، وممرات فرعية تصل بين الممرات والأبراج الركنية، ويفتح بجدران هذا الطابق فتحات الأسهم (المزاغل) التى كانت تستخدم لإلقاء الأسهم على العدو، ويتوسط هذا الطابق حجرات صغيرة تدور حول محور واحد يشمله المنور الأوسط، الذى يعلو قاعة المسجد فى الطابق الأول، ويشمل هذا الطابق من ناحيته الجنوبية سقاطة الزيت وهى عبارة عن فتحة مستطيلة ضيقة تعلو المدخل الرئيسى للبرج، وكانت تستخدم كوسيلة دفاع بإلقاء الزيت المغلى، والمواد الملتهبة على العدو فى حال اقتحامه للبرج الرئيسى، والشخشيخة (ملقف الهواء)، وتقع فى منتصف الضلع الجنوبى وكانت تستخدم كوسيلة اتصال بين الطابق الأول، والطابق الثانى، كذا وسيلة للدفاع إذا دعت الحاجة.
أما الطابق الثالث فيتم الوصول إليه من خلال سلم حجرى مرتفع الدرجات، ويتكون هذا الطابق من مجموعة من الممرات، يكتنفها مجموعة من الحجرات عددها 28 حجرة مربعة الشكل، بعضها يطل على الخارج عن طريق فتحة صغيرة مستطيلة (مزاغل)، وتستخدم كغرف للمراقبة، والبعض الآخر يطل على صحن المسجد عن طريق فتحة مستطيلة يشغلها شباك من الخشب ذو المصبعات الخشبية، وكانت هذه الغرف تستخدم كثكنات للجنود، ومخازن للسلاح، كما يضم هذا الطابق القاعة الكبرى التى تتوسط الواجهة الجنوبية، والتى يسميها ابن إياس باسم المقعد السلطانى. وهذه القاعة الكبيرة عبارة عن حجرة مستطيلة طولها خمسة أمتار، وعرضها أربعة أمتار تقريبًا، لها سقف مبنى من الآجر على شكل قبوة متعارضة، ترتكز على أربعة عقود ملتصقة بالجدران، وقد فتح فى جدار تلك القاعة الجنوبى نافذتان كبيرتان مستطيلتان، لكل منهما عقد حجرى صغير، وتبرز هاتان النافذتان عن مستوى الجدار بنصف متر تقريبًا، ويرتكز ذلك الجزء على أربعة أزواج من المساند الحجرية. يصف ابن إياس هذا المقعد قائلا (مقعد يطل على البحر، ينظر منه مسيرة يوم إلى مراكب الفرنج وهى داخلة إلى المياه)، والفرن، والمئذنة، حيث كانت تعلو البرج الرئيسى مئذنة، وظلت حتى زمن الحملة الفرنسية؛ لكنها اندثرت جراء قصف سواحل الإسكندرية أثناء الاحتلال البريطانى لمصر، تتكون هذه المئذنة من ثلاثة طوابق تعرفنا عليها من خلال رسوم وصور القرنين 18، 19، وهى تتكون من الطابق الأول مربع الشكل، تتوجه شرفة المؤذن الأولى، ويعلوه الطابق الثانى، وهو يقل فى الحجم عن الأول، تتوجه شرفة المؤذن الثانية، ويعلو ذلك الطابق الثالث أسطوانى الشكل، يعلوه قبة مضلعة صغيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.