منظمات حقوقية: ارتباك فى معظم الدوائر بسبب أحكام وقف الانتخابات

رصدت منظمات حقوقية «إقبالاً ضعيفاً» فى جولة الإعادة التى تشهدها محافظات المرحلة الأولى، مشيرة إلى وجود حالة من «الارتباك» فى معظم دوائر الإعادة لصدور أحكام قضائية بإيقافها ولكنها لم تنفذ، فضلا عن رصد تحالفات انتخابية بين السلفيين ومرشحى الوطنى المنحل، فى جولة الإعادة، نتج عنها دعاية عنصرية رفعت شعار «انتخبوا أحباب الرسول ولا تنتخبوا الكنيسة والفلول».
ورصد البيان الأول لغرفة عمليات جمعية المشاركة المجتمعية عضو الائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات - الذى يضم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ومركز وسائل الاتصال الملائم من أجل التنمية لمراقبة أعمال جولة الإعادة للمرحلة الأولى اليوم الأول للانتخابات التى تجرى بين عدد 104 مرشحين فى عدد 27 دائرة سيادة - حالة من الارتباك ببعض دوائر مرحلة الإعادة نتيجة صدور أحكام قضائية بإيقاف انتخابات إعادة الجولة الأولى وعدم تنفيذ اللجنة العليا للانتخابات هذه الأحكام، فضلاً عن العديد من الشكاوى التى قدمت للعديد من المخالفات فى الفرز.
وأشار البيان إلى أنه أبرز هذه الأحكام فى محافظة أسيوط حيث صدر الحكمان رقما (2033، و2046 لسنة 23 ق) لوقف انتخابات الدائرة الثالثة بسبب الأحكام التى لم تنفذ والخاصة باستبعاد مرشحين أو تغيير الرموز، وصدر حكمان آخران من محكمة القضاء الإدارى بأسيوط (2055، 2135 لسنة 23 ق) بإلغاء قرار إعلان نتيجة المرحلة الأولى بالدائرة الثالثة بأسيوط وإلزام الجهة الإدارية بتحديد موعد لإجراء الانتخابات. صدر حكم محكمة القضاء الإدارى بالقاهرة لإيقاف الانتخابات بالدائرة الأولى، إلا أن الحكم لم ينفذ فى حين صدر حكم القضاء الإدارى بالدائرة الثالثة بمحافظة الإسكندرية بإيقاف جولة الإعادة وإيقاف تنفيذ قرار إعلان نتيجة الدائرة.
وأوضح البيان تأخر إعلان النتائج النهائية للمقاعد الفردية فى المرحلة الأولى وعدم إعلان الأرقام التى حصلت عليها الأحزاب السياسية والائتلافات فى المحافظات التسع التى جرت فيها انتخابات جولة الإعادة للمرحلة الأولى، وتضارباً بين النتائج التى أعلنها رؤساء اللجان العامة وبعض النتائج منها تضارب فى الدائرة التاسعة، التى أعلن فيها إجراء جولة الإعادة بين كل من ناصر أمين ومصطفى بكرى، ثم تم إعلان فوز المرشح مصطفى بكرى فى إعلان النتائج على خلاف لجان الفرز، وهو ما حدث فى الدائرة الثامنة، التى أعلن فيها خوض المرشح حافظ أبوسعدة جولة الإعادة وتم التراجع عنه فى إعلان النتائج من قبل اللجنة العليا للانتخابات، كما أنه لم تعلن رسمياً نتيجة الدائرة الخامسة بالقاهرة، وهو ما أدى إلى تعطيل أعمال الدعاية من قبل المرشحين فى تلك الدائرة.
ورصد المراقبون تطوراً جديداً فى التحالفات الانتخابية، ففى محافظة الإسكندرية قرر حزب «النور» التحالف مع المرشح طارق طلعت مصطفى، عضو الحزب الوطنى المنحل، فى مواجهة حزب «الحرية والعدالة»، وفى القاهرة قررت الدعوة السلفية التحالف مع حيدر بغدادى، عضو الوطنى المنحل، بالجمالية فى مواجهة مرشح حزب «الحرية والعدالة».
واعتبرت الجمعية المصرية للتطور الديمقراطى واقعة سقوط ضحية الانتخابات بتلا بأنها أول حادثة عنف تشهدها الانتخابات البرلمانية بعد الثورة وأول دماء تسيل، والذى راح ضحية عنف متبادل بين أنصار مرشح الكتلة المصرية أحمد شوقى نصار ومرشح حزب الوسط حامد مصطفى العزب على مقعد الفئات بالدائرة وتأمل الجمعية أن تتم أولا محاسبة المتسبب فى الحادث فى محاكمة سريعة تشكل رادعا لوقف العنف والبلطجة فى الانتخابات، لاسيما بعد أن أثبتت المرحلة الأولى أن المصريين يمكنهم إجراء انتخابات دون عنف ودون تزوير ودون تجاوزات عانينا منها كثيرا، كان العنف أحد أبرز سماتها.
ورصد البيان عودة العنف مرة أخرى إلى مقدمة المشهد الانتخابى، حيث رصد مراقبو الجمعية بدائرة السلام محافظة القاهرة مركز اقتراع مدرسة أبو بكر الصديق لجنتى 793 و794 تحطيم سيارة المستشار رئيس اللجنة وسرقة بطاقات التصويت فى حين تجمهر عدد من موظفى اللجان الانتخابية بدائرة السيدة زينب مركز اقتراع مدرسة مصطفى كامل وقاموا بقطع الطريق وذلك بسبب استبدالهم بموظفين آخرين من حى السيدة زينب على خلفية مطالبتهم بمكافأة الجولة الأولى من الانتخابات.
ورصد مراقبو مؤسسة عالم واحد فى أول تقاريرها الميدانية «إقبالاً ضعيفاً» جداً على التصويت فى محافظات كفرالشيخ والأقصر وأسيوط والإسكندرية والقاهرة وبورسعيد، كما رصدوا تأخير العديد من اللجان عن الفتح فى الميعاد 8 الساعة وهو الأمر المستمر من الجولة الأولى لأسباب مختلفة.
ورصدت مؤسسة النقيب للتدريب ودعم الديمقراطية استمرار انتهاك قواعد الدعاية من حزبى «الحرية والعدالة» و«النور» واستغلال الأطفال فى الدعاية وتأخر فتح اللجان وإضراب الموظفين وتظاهرهم اعتراضا على قرارات اللجنة العليا، معتبرة أن اليوم الانتخابى الأول من الإعادة للمرحلة الأولى خيمت عليه سلبيات الجولة الأولى من تأخر بعض اللجان.
أكد مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز - التابع لجماعة الإخوان المسلمين - أن جولة الإعادة بدأت بسيل من الشائعات التى تزعم تأجيل الانتخابات فى بعض الدوائر الانتخابية، خاصة فى القاهرة فى الدائرة الأولى «الساحل»، اعتماداً على الحكم الصادر من محكمة القضاء الإدارى بوقف الانتخابات فى تلك الدائرة، إلا أن وجود استشكال أمام المحكمة الإدارية العليا دائرة فحص الطعون لوقف تنفيذ الحكم الصادر بوقف الانتخابات فى تلك الدائرة، قد أدى لاستمرار إجراء العملية الانتخابية لحين الفصل فى هذا الاستشكال.