«الأعراض العصبية» قبل «التنفسية» أحيانًا مع «كورونا»

يزيد الحديث يوميًّا عن أعراض فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، وتعد المضاعفات العصبية الأكثر شيوعًا عند المصابين، إثر إصابة الجهاز العصبى، الصداع والدوخة ضمن مظاهر الجهاز العصبى «المركزى»، بينما تشمل معظم مظاهر الجهاز العصبى «المحيطى» فقدان حاستى الشم والتذوق والذى قد يكون عرضًا، ويتساءل الجميع عن خصائص صداع الفيروس، وكيفية استعادة الشم.
وقال الدكتور إبراهيم مجدى حسين، إخصائى المخ والأعصاب والطب النفسى، ل« صحتك بالدنيا» إن أعراض كورونا المستجد لم تعد مقصورة فقط على الجهاز التنفسى، إنما تشمل أيضا الجهاز العصبى، وتظهر الأعراض العصبية أولًا قبل السعال والحمى، لذلك على الأطباء الانتباه.
وأضاف: «الأعراض الأكثر شيوعًا هى الصداع والدوخة ويليها اعتلال دماغى وهذيان، ومن بين المضاعفات التى لوحظت الحوادث الوعائية الدماغية والتهاب الدماغ الحاد، بينما كانت المظاهر المحيطية الأكثر شيوعًا هى نقص حاسة الشم، وفى بعض الأحيان يمكن أن تسبق المظاهر العصبية، المظاهر النموذجية مثل الحمى والسعال، ثم تتطور المظاهر النمطية لدى المرضى لاحقًا، ولذلك يجب العزل فى الوقت المناسب لمنع انتشارها فى الأمراض العصبية».
وأشار حسين إلى أن هناك عدة دراسات تحدثت عن المظاهر العصبية، والتى اعتبرها أمراً مهما، بجانب الأزمات التنفسية، حيث صنفتها إلى قسمين هما أعراض الجهاز العصبى المركزى والمحيطى.
وتابع:«تم إثبات أن (كوفيد -19) يمكن أن يدخل الجهاز العصبى المركزى من خلال الأعصاب الشمية، وحتى النخاع، ولهذا تلاحظ المظاهر العصبية بشكل أكثر تواترًا لدى مصابى الفيروس، موضحا أنه يتم إعطاء مضادات التجلط والكورتيزون بجرعات علاجية محددة طبقًا للإرشادات العلمية، وبإشراف طبى.
أما بالنسبة لحاسة الشم، فلفت حسين إلى أن الدراسات تؤكد أن 9 من كل 10 مصابين يعانون من فقدان الشم، ولكن يشهدون تحسنًا ملحوظًا خلال 4 أسابيع، كاشفًا أن هناك دراسة إنجليزية أوصت بعدة تدريبات لعصب الشم لاستعادة الحاسة، لمدة أسبوعين، وذلك من خلال شم العطور أو الأعشاب ذات الروائح النفاذة، إذ يساعد ذلك فى زيادة البصيلات الشمية داخل الأنف، ويمكن القيام بشم 4 روائح عطرية لمدة 30 ثانية مرتين يوميًا، فضلا عن إعطاء المكملات الغذائية عن طريق الفم، ونقط الستيرويد، وأوميجا 3، على أن يتم الإقلاع عن التدخين.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نسبة 13.6% من 55 ألف حالة، أكدت إصابتها بالصداع، وأنه عرض أكثر شيوعًا للمصابين تحت سن 65 سنة، وأكد أن السؤال الأكثر إلحاحًا من الناس هو كيفية معرفة إذا كان الصداع ناتجًا عن «كوفيد -19»، ولكن الخصائص الدقيقة غير محددة جيدا، وبالتالى من الصعوبة تمييز «صداع الكوفيد» عن الأنواع الأخرى، ولكن تم رصد خصائص للحالات المعتدلة إلى شديدة، وهى أنه يسبب إحساسًا بالنبض أو الضغط، ويحدث على جانبى الرأس (ثنائى)، وقد تسوء عندما ينحنى المصاب، كما هو الحال مع الأمراض الفيروسية الأخرى، وقد يحدث مع الحمى، ناصحًا من يتشكك فى إصابته بكورونا بسبب شعوره الدائم بالصداع، عليه قياس درجة الحرارة وتقييم أى أعراض إضافية.