تقيم كنيسة «سان مارك» بولاية فيرجينيا بالولايات المتحدةالأمريكية صلاة ال 40 على أرواح ضحايا ماسبيرو، وينظم عدد من النشطاء وفقة صامتة أمام البيت الأبيض والكونجرس صباح السبت بالملابس السوداء، حاملين صور الضحايا، للمطالبة بتحقيق عادل في أحداث 9 أكتوبر الماضي وتقديم الجناة إلى العدالة. وتتزامن وقفة النشطاء الأقباط والمدافعين عن حقوق الانسان بواشنطن مع وفقة أقامتها حركة «جذور» القبطية بكاليفورنيا، ووقفات صامتة أخري بمدينتي تورنتو وميسيسوجا بكندا. وعبر 41 عضو بالكونجرس خلال الأسابيع الماضية عن استيائهم لبطئ التحقيق في هذا الحادث وطالبوا الرئيس الأمريكي باراك اوباما بادانة الاحداث والاستخدام غير المبرر للعنف من جانب الجيش ضد مدنيين غير مسلحين في احداث ماسبيرو، مما ادي الى مقتل 26 شخصا واصابة 500 اخرين. وتأتي إدانة الكونجرس في وقت تستمر فيه المشاورات بين الجانبين المصري والامريكي حول رفع المشروطية على المساعدات التي تحصل عليها مصر اقتصاديا وعسكريا، ومعارضة اعضاء الكونجرس بشكل قاطع للمطالب المصرية لاسقاط الدين المصري للولايات المتحدة البالغ 3.6 مليار دولار، اضافة إلى فوائد خدمة الدين التي تبلغ 400 مليون دولار سنويا. وتدخلت قضايا العنف الطائفي والتشكك في شكل مستقبل الحكم في مصر، ليتخذه بعض اعضاء الكونجرس ذريعة لطرح مقترحات لادراج مواد جديدة لحماية الاقليات والاقباط في مصر في اطار المعونة الامريكية، وتخصيص جزء من المعونة لعلاج مشاكل الاقباط وقضايا العنف الطائفي، ودعم برامج المجتمع المدني الداعية إلى احترام حقوق الانسان خاصة حق المعتقد. وأجرت لجنة الامن والتعاون في أوروبا (لجنة هلسنكي) المعنية بحقوق الإنسان والديمقراطية والتعاون العسكري برئاسة عضو الكونجرس، كريستوفر سميث، جلسة استماع يوم الثلاثاء الماضي حول احداث ماسبيرو. وأمطر رئيس اللجنة أسئلته على مايكل بوزنر، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للديمقراطية، حول مدى التقدم في تحقيقات ماسبيرو، وأحداث الهجوم على الكنائس، ومدى التزام المجلس العسكري بحماية الاقباط. واتهم عضو الكونجرس المسؤولين بالادراة الاميركية بالتقاعس عن الحديث بقوة في إدانة تلك الاحداث. وقال بوزنر «إن مصر تشهد مرحلة انتقال الي الديمقراطية وهي ليست عملية سهلة ولن تحدث بين عشية وضحاها، وقد عبر الرئيس اوباما ووزيرة الخارجية هيلاي كلنتون عن قلقهم العميق ازاء العنف ضد الاقباط، وشجعنا الحكومة المصرية على التحقيق في أحداث ماسبيرو ومحاسبة المسؤولين عن هذه المجزرة». وأكد استمرار المحادثات مع الحكومة المصرية مشيرا الي محادثات كلنتون المستمرة مع نظيرها المصري عقب كل حادث عنف يقع للاقباط والكنائس، مشيرا إلى الهجوم على كنيسة نجع حمادي ليلة عيد الميلاد في 2010 وعلى كنيسة القديسين بالاسكندرية في بداية عام 2011 واستخدام الذخيرة الحية ضد رهبان دير وادي النطرون خلال نزاع على أرض داخل الدير واحداث العنف الطائفي بقرية سول في مارس الماضي، وفي منطقة المقطم، والهجوم على الكنيسة في منطقة امبابة في مايو، وفي قرية الماريناب بالصعيد في سبتمبر، وحادث ماسبيرو وتورط التليفزيون المصري في التحريض المباشر والصريح ضد المتظاهرين. وقال «على حد علمنا لم تجر محاسبة أحد على هذه الهجمات». ودافع بوزنر عن المجلس العسكري مشيدا بدوره في إعادة بناء كنيسة صول وسن تشريع موحد لدور العبادة والحد من التمييز في قانون العقوبات بعقوبات تصل الي السجن والغرامة. وأشار بوزنر أن الأقليات الدينية الأخرى في مصر تتعرض ايضا للتميز مثل اليهود والبهائيين والمورمون، كما يتعرض المسلمون مثل الشيعة والأحمدية والقرانيين والمتحولون من الإسلام إلى المسيحية الي المضايقات المستمرة من الحكومة.