اختتم المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط، «دافوس»، فعالياته، مساء الأحد، بعد يومين من المناقشات حول مستقبل النمو الاقتصادي وفرص العمل في الشرق الأوسط في أعقاب الربيع العربي، شارك فيها ألف شخص من 50 دولة، بينهم 700 رجل أعمال و20 وزيرا، و40 قيادة شابة، معلنا عن عقد اجتماعه السابع في يوينو المقبل في العاصمة التركية إسطنبول. ودعا المنتدى في ختام جلساته إلى «تحرك عاجل لإحداث تغييرات جذرية في المنطقة»، مؤكدا على أهمية الاهتمام بالتعليم «لتقليل مخاطر الفشل»، موضحا أن «النظام التعليمي المريض يشكل حاجزا ضد طاقات شباب المنطقة»، مطالبا بثورة في التعليم أطلق عليها اسم «ربيع التعليم». وشدد المنتدى على أن المنطقة العربية تحتاج إلى «توفير 75 مليون فرصة عمل بحلول عام 2020، وهناك 2.8 مليون شخص يدخلون سوق العمل سنويا». كما أشار إلى تحدي الندرة المائية، الذي يواجه دول المنطقة، لافتا إلى أن 12دولة من بين ال15 دولة الأفقر مائيا موجودة بالشرق الأوسط، الذي لا يوجد به سوى 1.4% من المياه العذبة في العالم. وفي محاولة لوضع أسس للعلاقات العربية الأمريكية بعد «الربيع العربي» عقد المنتدى جلسة مباحثات حول الموضوع بدأها السيناتور الجمهوري، جون ماكين، بإلقاء كلمة أكد فيها أن على الولاياتالمتحدة «مساعدة الربيع العربي على النجاح»، وقال: «لم نتسبب في الربيع العربي لكننا يجب أن نسهم في نجاحه حتى وإن استغرق ذلك شهرا أو سنة أو عقدا». وأكد ماكين أن «الربيع العربي لا يعني أن الولاياتالمتحدة غير مرحّب بها في المنطقة، بل على العكس من خلال جولاتي أستطيع أن أقول إن الجميع يريدون الكثير من الدور القيادي الأمريكي». وتطرق ماكين في كلمته إلى سوريا وقال: «بعد أن تم الانتهاء من العمليات العسكرية في ليبيا، سيكون هناك تركيز من جديد على ما يمكن أن يؤخذ بعين الاعتبار من خيارات عسكرية عملية لحماية أرواح المدنيين في سوريا»، مشيرا إلى «وجود دعوات من قبل المعارضة السورية لنوع من التدخل العسكري الأجنبي»، وأضاف: «نستمع إليهم ونعمل مع المجلس الوطني السوري». وأكد جميع المشاركين في المنتدى من عرب أو أمريكيين وجود أزمة مالية في واشنطن تجعل من الصعب عليها تقديم مساعدات مالية، وهو ما اعترف به وزير الاقتصاد والتجارة والشؤون الزراعية الأمريكي، روبرت هورماتز، وقال: «هناك أزمة في الميزانية داخل الولاياتالمتحدة، وهذا سيجعل المساعدات المالية المقدمة للربيع العربي محدودة». وطرح المشاركون في المنتدى فكرة الاعتماد على الأموال العربية كبديل للمساعدات الأمريكية والأوروبية المحدودة، تحت ما يسمى «مشروع مارشال عرب»، وتساءلوا لماذا لا توجه أموال الدول النفطية للاستثمارات في دول الربيع العربي والدول الأقل دخلا؟، وكانت الإجابة من وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور جرجاش: «لا أدافع عن سجل الخليج في الاستثمار، نريد الاستثمار في المنطقة العربية لكن عدم الاستقرار في دول الربيع العربي يعيق ذلك». في الوقت نفسه، أعلنت مبادرة «دوفيل»، التي أطلقتها مجموعة الثمانية لدعم الربيع العربي عن تخصيص ما بين 70 إلى 80 مليار دولار على مدار سنوات لدعم 5 دول هي مصر وتونس وليبيا والأردن والمغرب، بينما أعلن رئيس مجلس أمناء شركة «كوكا كولا» الولاياتالمتحدة عن تخصيص مبلغ 5 مليارات دولار للاستثمار في المنطقة على مدار العشر سنوات المقبلة. ولطبيعة الثورات العربية التي قادها الشباب، ركز المنتدى هذه المرة على الشباب، وضمت قائمة منظمي الاجتماع لأول مرة شابة مصرية لا يتجاوز عمرا 24 عاما وهي ياسمين جلال، التي شاركت في أكثر من جلسة من جلسات المنتدى كمتحدثة عن طموحات الشباب المصري، وقالت: «الشباب لا يصبر ولذلك لا بد من العمل بسرعة، وهذا ممكن فقد استطعنا إسقاط نظام في 18 يوما».