بزغت قضية بلدة «ترشيش» على الساحة اللبنانية بعد محاولة وإصرار عناصر من «حزب الله» لمد خطوطشبكة الاتصالات الخاصة به في أرضها مع شبكة «الألياف البصرية» التابعة لوزارة الاتصالات، لتزيد التحديات التي تواجه الحكومة اللبنانية مثل أزمات تمويل المحكمة الدولية وزيادة الأجور وترضية التعيينات في المناصب العليا بالدولة والخلافات بين أركان الحكومة. وأكد رئيس بلدية «ترشيش»، جابي سمعان، أن اهالي البلدة «مستنفرون ولن يسمحوا بمد هذهالخطوط»، وطالب الدولة بالتحرك لمنع هذه المخالفة، مشيرا إلى أن اجتماعا ضم بعض أهالي البلدة ومسؤول العلاقات العامة في «حزب الله»، حسين جانبيه، الذيأصر على موقفه رغم غضب الأهالي، مؤكدا أنه «مهما فعل الأهالي سيتم مد الشبكة كماحصل في باقي المناطق اللبنانية». من جانبه، رفض وزير الاتصالات اللبناني، نقولا صحناوي، تجاوز الدولة، مؤكدا أنه«لا ترخيص لأحد باستغلال شبكة الاتصالات الحكومية في بلدة ترشيش ولا يسمح بمد شبكةأخرى قبل حصولها على الإذن القانوني من الوزارة، وانه سيتم إبلاغ الجهات القضائية حال وجود مخالفة». وأبدى العضو في كتلة «القوات اللبنانية»، النائب أنطوان زهرا، دهشته لغيابالدولة عن الموضوع، معتبرا أن مد الشبكة هو «تعد أمني على الدولة»، بالإضافة إلى«استباحة منطقة لا تدين بالولاء لهذا الحزب»، وهذا أمر «غير مقبول». وفي السياق الأمني، أكد العضو في كتلة «المستقبل»، النائب سمير الجسر، أن من يقفوراء التسلح في طرابلس ووجود المربعات الأمنية هو «حزب الله» وبعض الأحزاب الأخرىك«حركة التوحيد» و«الحزب السوري القومي الاجتماعي» فضلا عن مجموعات من بعضالأحياء. وشدّد على أن العلويين في طرابلس هم «من نسيج المدينة وليسوا طرفا ضد آخر،وهم منتشرون في كل أنحائها ويشاركون في مختلف الأحزاب القومية والوطنية». وتوجه النائب محمد كبارة بنداء إلى «كل من يسمع ويريد أن يفهم» بالقول إن«طرابلس لن تسمح بإقامة مربعات أمنية على أرضها لصالح الميليشيات اللاشرعية التيتحاول الإخلال بأمن المدينة في محاولة لتشويه صورتها والضغط على أهلها، وأن كل منيحمل هذا السلاح هو عدو للمدينة وأهلها وتاريخها ومستقبلها». ويتوقع أهالى ترشيش من الأمين العام ل«حزب الله»، السيد حسن نصرالله، التعرض فيكلمته التي سيتوجه بها، مساء الاثنين، إلى هذه القضية الشائكة التي تهددالاستقرار في المنطقة، وقد تدفع تطور الأحداث إلى صراع مذهبي وطائفي بين الشيعةوالمسيحيين في البلدة وتؤدي إلى نتائج سيئة على اللبنانيين، الذين يتذكرونأحداثا مماثلة خلال السنوات الماضية راح ضحيتها المئات من المواطنين.