«أنا بالحب أكون أو لا أكون»، «يا رب قلبى لم يعد كافيا لحبكِ»، «خلينى سوار أو خاتم بإصبعك وين ماتحبى يكون»، «توك ساكن جوه ضلوعى يمكن تتم بموضوعى» كلمات أغرقت الجمهور العربى خاصة من النساء في الرومانسية مع ارتباطها بصوت مميز خرج من أرض الفرات، المطرب العراقى كاظم الساهر الذي احتفل أمس بعيد ميلاده ال63، ومثلما أغرق «كاظم» آذان الجمهور بطربه وأغانيه الرومانسية انهمرت عليه باقات الحب وكلمات التهنئة بعيد ميلاده، تمامًا كباقات الورود التي كانت تغرق المطرب العراقى خلال إحيائه حفلاته في الدول العربية وخاصة في مصر حين انطلق صوته من حفلات ليالى التليفزيون وأضواء المدينة منذ ما يزيد على 25 عاما، بل كان الجمهور يهدى «كاظم» دُمى على هيئة «دباديب» حمراء في مشاهد لا تنسى لنجم عربى أسعد الجمهور برومانسيته وأسلوبه المهذب معه، بدا «كاظم» يدلل جمهوره- نسبة كبيرة منه من النساء- ومستمعيه يبادلهم الأغانى ويردون عليه بالآهات يحفظونها عن ظهر قلب، كانت مشاهد ترديد المعجبات كلمات أغانى المطرب العراقى مشهدا متكررا في حفلاته بالقاهرةوبيروت ودبى، وربما كان مشهد لإغماء فتاة من فرط تأثرها بكلماته وإعجابا به مشهدا مألوفا أيضا في أواخر التسعينيات وبداية الألفية الثالثة. وتبادل جمهور «كاظم الساهر» نشر فيديو له من حفل سابق في القاهرة وقد فوجئ بالفرقة الموسيقية تعزف له موسيقى «سنة حلوة يا جميل»، وطالبوه بمزيد من الأغانى بهاشتاج #«زيدنا أغاني» #«زيدنا غناء». ارتبط «كاظم» بأداء مفعم بالقوة يغرق من يسمتع إليه في النعومة والذوبان في الحب، هكذا اعتاد جمهور «كاظم» على أغنياته «سلامتك من الآه»،«فاكهة الحب»،«مدرسة الحب»، «أشهد»،«زيدينى عشقًا»، «حبيبتى والمطر» و«أحبينى بلا عقد» و«ها حبيبى» و«كل عام وانتِ حبيبتى» و«قولى أحبك» وغيرها، مما كتب كلماته الشاعر السورى الراحل نزار قبانى، ليرتبط اسم «كاظم» بقصائد «نزار» وبعالم آخر من الرومانسية وتقدير المرأة وتدليلها حين يغنى «دلوعتى» و«مدللتى» و«غاليتى» و«طفلتى»، وليمنح عدة ألقاب منها «قيصر الأغنية العربية» الذي منحه إياه الشاعر نزار قبانى، و«سفير الأغنية العراقية» وغيرها، لدرجة جعلت اسمه مرتبطا بالنعومة والرومانسية في إفيهات الأفلام أيضا، فقدمت الفنانة انتصار إفيه «كاظم ده روحى روحى» في فيلم «أبوعلى» بطولة كريم عبدالعزيز ومنى زكى. تميز بتقديم المواويل بجانب غنائه القصائد باللغة العربية الفصحى «أرضى أعيش بالسجن لو انت سجانى»، ورغم غناء «كاظم» بالفصحى، مرت أغانيه وأداؤه سهل مرورا خفيفا على آذان الجمهور. لحن «كاظم» جميع أغانيه بنفسه حتى الآن باستثناء بعض الأغانى القليلة التي استعان فيها بملحنين آخرين، ومؤخرا أطلق أغنيته «آه وآهين»، لكن خطواته تباطأت خلال الأعوام القليلة الماضية دون مبرر واضح، إلا أن ذلك تزامن مع عمله عضوا بتحكيم برنامج «ذا فويس كيدز» إلى جوار نانسى عجرم وتامر حسنى. بدايات «كاظم» ربما لم تكن تنبئ بذلك النجم والشهرة التي اكتسبها، حيث نشأ في أسرة فقيرة إلا أن حبه للموسيقى واتجاهه لدراستها ساهما في تحويل مساره لتربع عرش الغناء العربى باللغة العربية الفصحى واللهجة العراقية. عاش «كاظم» محناً كثيرة بسبب فقره كانت دافعًا له وكانت أساس شخصيته العصامية التي يتميز بها، وكونه تربى في عائله فقيرة كان يعتمد على نفسه،وعمره 10 سنوات انتقلت عائلته من مدينة الموصل إلى منطقة الحرية في بغداد، حيث تربى في بيت بسيط جداً وسط عائلة تتألف من 7 إخوة، ووالده كان يعمل جنديًّا في الحرس الملكى ثم تقاعد، فعمل في العطلات الصيفية يبيع المثلجات والكتب وعمل في أحد مصانع النسيج إلى أن جمع ثمن أول آلة موسيقية «جيتار» وكان ثمنها 12 دينارًا، ومن بعدها تعلم العزف على آلة العود، ولحن أول أغنية له بعنوان «أين أنتى» وكان عمره 12 عاما، وبعدها تخرج في معهد المعلمين ببغداد، ودرّس الموسيقى للتلاميذ مدة سنة ونصف السنة، وعُيّن معلمًا لمادة الفن والموسيقى في مدرسة «كربيش» ومدرسة «بيناتا» إحدى القرى التابعة لقضاء عقرة في شمال العراق أواخر سبعينيات القرن العشرين، دخل بعد ذلك معهد الدراسات الموسيقية ببغداد ودرس بالمعهد لمدة ست سنوات، وفى نفس الفترة كانت الحرب العراقية الإيرانية قائمة وكان «كاظم» جندياً بالجيش العراقى وأحد أفراد المسرح العسكرى، وغادر من العراق وبدأت مرحلة الغربة من عام 1990 حيث عاش في عمّان لمدة سنتين ثم بيروت ثلاث سنوات ثم انتقل في منتصف التسعينيات إلى القاهرة واستقر بها لفترة طويلة لكنه منذ سنوات أصبح يعيش بين 4 مدن ويتنقل بينها وهى الرباط ودبى وباريس وماربيّا، حيث يحمل «كاظم» بالإضافة لجنسيته العراقية كلا من الجنسيتين الكندية والقطرية. وبعد سنوات من انفصاله عن قريبته التي أنجب منها ولدين «وسام وعمر»،- حيث تزوج مرة واحدة في نهاية السبعينيات واستمر زواجه حتى عام 1996- عاد قلب «كاظم» ليغرد بالحب، لحبيبته المغربية «سارة»، ثم في أكتوبر 2019، ضُجت مواقع التواصل الاجتماعى، بشائعة وفاة كاظم الساهر، مسمومًا في العاصمة اللبنانية بيروت، واتهمت «سارة» حبيبته المغربية بأنها وراء الواقعة، إلا أنه كذب ذلك، في تغريدة عبر حسابه الرسمى على «تويتر»، وكتب الحساب الرسمى له، في التغريدة: «نود أن نلفت عنايتكم إلى أن كاظم الساهر بخير وما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعى ما هو إلا شائعات، نشكر اهتمامكم ومحبتكم، دمتم بكل خير»، ولم تعلق «سارة المغربية»، لم تعلق على الأمر وترد على شائعة اتهامها بقتل كاظم الساهر، بل إنها حذفت صورها مع القيصر وحذفته هو أيضًا من قائمة متابعيها عبر حسابها الرسمى على إنستجرام. حافظ «كاظم» خلال الأعوام الأخيرة على الظهور النادر إعلاميا وفي الحفلات التي كانت آخرها حفله بمهرجان شتاء طنطورة في السعودية، كما ظهر في يناير الماضي زائرا لصديقه الشاعر كريم العراقى الذي سطر له نجاحات كبيرة في أغانيه، الزيارة كانت في المستشفى، حيث خضع كريم العراقى لعلاج وقائى ضد السرطان في دبى، وعاود «كاظم» الاختفاء ليطرح أغنيته «آه وآهين» ويختفى مجددا. ....