توقيع اتفاق إنهاء الحرب بدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق اليوم

توقع الحكومة السودانية بالأحرف الأولى، غدا، اتفاق السلام مع «مسار دارفور» وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وذلك فى عاصمة جنوب السودان، جوبا.
وقال رئيس الوزراء السودانى عبدالله حمدوك، الذى توجه، اليوم، إلى جوبا إن هذا الاتفاق «يمنحنا طاقة جديدة لمواصلة المسير فى طريق البناء، بمهام إضافية منها تنزيل السلام كواقع بين مجتمعاتنا المحليّة، واستكمال خطوات ومراحل السلام الشامل تلبية لتطلعات شعبنا العظيم وثورته المجيدة فى العدالة والاستقرار والتنمية، هذا الطريق الطويل سنمشيه معاً.
ووقع وفدا الحكومة السودانية لمفاوضات السلام ووفود حركات الكفاح المسلح - الجبهة الثورية - مساء أمس فى جوبا، بروتوكولات الترتيبات الأمنية «مسار دارفور»، والقضايا السياسية- المنطقتين- والقضايا القومية، بحضور الفريق أول ركن شمس الدين كباشى، ومحمد حسن التعايشى، عضوى مجلس السيادة الانتقالى واللواء يس إبراهيم يس، وزير الدفاع، وأعضاء لجنة الوساطة الجنوبية وممثلى دولة تشاد واليوناميد والاتحاد الإفريقى ومنظمة الإيقاد وأعضاء الوفود المتفاوضة وقيادات الجبهة الثورية وقوى إعلان الحرية والتغيير.
ووقع على هذه البروتوكولات من جانب الحكومة السودانية كل من اللواء ركن محمد على صبير ومولانا سبت حامد هجانا، المستشار بوزارة العدل السودانية والدكتور حسان نصرالله كرار، وكيل وزارة الحكم الاتحادى وممثلى حركات الكفاح المسلح المنضوية تحت مسار دارفور والفريق إسماعيل خميس جلاب، الأمين العام للحركة الشعبية شمال، بقيادة مالك عقار وممثلى تنظيمات وأحزاب الجبهة الثورية ووقع عن لجنة الوساطة الجنوبية ماليك روبى نائب وزير الدفاع بدولة جنوب السودان والمستشار توت قلواك والدكتور ضيو مطوك.
وقال توت قلواك، مستشار الرئيس سلفاكير مياردت للشؤون الأمنية، رئيس لجنة الوساطة لمفاوضات السلام السودانية، إن حكومة جنوب السودان أنجزت التزامها تجاه الشعب السودانى فيما يتصل بتحقيق السلام الشامل.
وأعلن توت فى كلمته عقب مراسم التوقيع بالأحرف الأولى على آخر ملفات التفاوض بين الحكومة السودانية ومكونات الجبهة الثورية السودانية، انتهاء عملية التفاوض بين الطرفين بصورة رسمية.
وفى ذات السياق دعا رئيس بعثة اليوناميد بدارفور، جيرمايا مامابولو فى كلمته عقب مراسم التوقيع، المجتمع الدولى لدعم مسيرة السلام الشامل والاستقرار فى السودان.
وقال ياسر عرمان، نائب رئيس الحركة الشعبية شمال - الجبهة الثورية إن اتفاق السلام الخاص بالمنطقتين حقق نقلة نوعية فى طريق دولة المواطنة بالسودان بإقامة حكم ذاتى فى المنطقتين وحصول سكان الإقليمين على 40% من الثروة المنتجة فيها بما فى ذلك نفط غرب كردفان.
ووصف فى تصريح ل «سودان تربيون» الاتفاق بأنه سيعزز من أداء الحكومة السلطة الانتقالية ومقدرتها فى تحقيق برامج التحول الديمقراطى المنصوص عليها فى الوثيقة الدستورية والإعلان السياسى، كما أنها تعزز بين الشراكة المدنية العسكرية، مشددا فيما يتعلق بالمنطقتين على أنه حقق مكاسب كبيرة لسكانهما وحيث سيتم تشكيل حكومة إقليمية تعمل على إزالة آثار الحرب بإعادة النازحين واللاجئين لمناطقهم وتحقيق النمو الاقتصادى.
وقال: «الاتفاق ينص على منح المنطقتين الحكم الذاتى ويكفل لهما حق التشريع وأسس نظام تشريعى قائم على دستور 1973 القائم على الاعتراف بالدين الإسلامى والمسيحى ويكفل المساواة فى الحقوق والحريات لجميع مواطنيه.
وأشار فيما يتعلق بتوزيع السلطة إلى أن الحركة الشعبية تحصل على منصب حاكم النيل الأزرق ونائب الوالى فى جنوب كردفان وغرب كردفان، و30% من الجهازين التنفيذى والتشريعى.
وفى غضون ذلك، ارتفع منسوب نهر النيل فى العاصمة السودانية، الخرطوم، إلى 17.48 مترا محطما الأرقام القياسية التى سجلها خلال الأعوام ال100 الماضية والتى بلغت 17.26 مترا فى عام 1946، وأسفرت الفيضانات عن خسائر فادحة فى الممتلكات والأرواح بحسب ما أعلن، رئيس الوزراء السودانى، عبدالله حمدوك، أمس، وشهدت العديد من مناطق السودان فيضانات عارمة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما زاد من الخسائر المادية والبشرية لموجة الفيضانات الحالية التى بدأت نهاية يوليو الماضى، ووفقا للمجلس القومى للدفاع المدنى، فقد بلغ عدد الضحايا 88 قتيلا، وتعرض نحو 19 ألف منزل للدمار الكامل، و34 ألفا لانهيار جزئى، بينما غمرت المياه قرى بكاملها فى مناطق فى شرق الخرطوم.
وجددت لجنة الفيضانات بوزارة الرى والموارد المائية تحذيراتها من تواصل ارتفاع مناسيب النيل خلال اليومين القادمين لتسجل أرقاما غير مسبوقة، مشيرة إلى أن محطات الرصد الأرضية وصور الأقمار الاصطناعية بالهضبة الإثيوبية والسودان.