معدات إنشاءات وسقالات حديدية وخرسانية، تقطع شارع ترعة الزمر بالجيزة المار بشارع نصر الدين، تاركة منطقة لا تتجاوز المتر لعبور المارة، ورغم اللافتات التى تشير «ممنوع الوقوف للسلامة المهنية» إلا أنه لا يوجد طريق إلا المرور تحت محور ترعة الزمر الجديد. تحيطها سيارات نقل كبيرة تحمل قطع الحديد والخرسانة، ويمتلئ الشارع بالأعمدة التى تحمل قطعا خرسانية ملاصقة للطابقين الرابع والخامس لحوالى 6 عمارات متجاورة واقعة على واجهة شارع ترعة الزمر، وفى الجانب الآخر تلاصق الخرسانة عمارات بعضها بواجهة والبعض الآخر توقف عن البناء. تداول بعض مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى صورا لقطع خرسانية تخص مشروع الجزء الثالث من محور ترعة الزمر التابع للجهاز المركزى للتعمير التابع لوزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية، وهى متداخلة مع الشرفات وبلكونات عدد من الوحدات السكنية المطلة على المشروع، حيث اخترقت الخرسانة واجهات 6 عمارات مطلة على محور ترعة الزمر، فى الدورين الرابع والخامس. «المصرى اليوم» رصدت استمرار أعمال البناء بالمحور، بشارع ترعة الزمر ومنطقة نصر الدين التابعة لحى العمرانية، ورصدت التصاق القطع الخرسانية وملحق بها أجزاء خشبية بواجهات العمارات، وخاصة الوحدات السكنية الواقعة بالأدوار الرابع والخامس. وقال أحمد جمعة، من سكان المنطقة، إن هذه العمارات تم إنشاؤها على مدار 10 سنوات على الأقل، وتتراوح أعداد الطوابق بها بين 11 و12 و13 طابقا، ولا صحة بأن هذه العمارات تم انشاؤها مؤخرا، فالعمارات موجودة منذ 10 سنوات، بينما بدأ العمل فى المحور منذ أكثر من عام وبدأ الحفر بردم ترعة الزمر، وإزالة الحديقة المطلة على شارع نصر الدين، ومن المتوقع أن يصل المحور من العمرانية حتى كوبرى الملك فيصل. من المعالم الرئيسية لشارع ترعة الزمر، فيلا الجيزاوى، ومسجد نصر الدين، وحديقة 6 أكتوبر التى تطل على عدد من العمارات لا تتجاوز الأربع والخمسة طوابق تلك هى العمارات التى بينها وبين المحور مسافة تزيد عن المتر، بينما العمارات المتواجدة فى أول الشارع التصقت تماما بالقطع الخشبية والخرسانية للمحور الجديد، تلك العمارات التى انهارت القيمة السوقية لها فى أشهر معدودة بسبب المحور، وهذا ما أكده بعض الملاك. وأوضح سامح جوهر، من سكان إحدى العمارات المتضررة، أن أسعار الوحدات فى الشارع كانت تبدأ من 700 ألف جنيه للوحدة ذات 130 مترا، حاليا لا يمكن بيعها ب100 ألف جنيه على اكثر تقدير، وأشار إلى أنه لم يتم التحدث أو التفاوض مع السكان بشأن تعويضات أو نزع الملكية: «احنا سمعنا عن التعويضات فى التلفزيون لكن محدش كلمنا عن التعويضات». وأضاف أن جميع العمارات مرخصة من الحى، ولديها أوراق سليمة مسجلة فى الحى، والمخالفة الموجودة لهذه العمارات هى مخالفة رسوم وهذا لا يمكن محاسبة السكان عليه طالما الحى وافق على البناء بهذا الشكل، مما ساهم فى رفع سعر المتر بالمنطقة وشجع الكثير من السكان والطبقات المختلفة على السكن هناك. وحصلت «المصرى اليوم» على رخصة إحدى العمارات المتضررة والتى تشير إلى صحة رخصة البناء الصادرة لأحد العقارات المطلة على مشروع المحور الجديد وصادرة من حى العمرانية. ولفت إلى أن العمارات الجديدة فى هذا الشارع ظهرت فى عام 2008، ومن وقت لآخر كانت تأتى لجان هندسية للشارع، وعند سؤالها يكون الرد بأن هذه استعدادات مشروع محور ترعة الزمر، حتى بدأت عمليات البناء الفعلية، وتحدثنا مع الشركة بأن تترك للسكان مساحة وكان الحديث أنه سيتم ترك 3 أمتار بين العمارات والكوبرى ولكن حاليا لا يوجد أى مساحات، وجميع العمارات أصبحت مطلة على الكوبرى ومحجوب عنها الإضاءة ومتضررة بسبب العربات التى يتوقع أن تستخدم المحور، وأكد أنه من الصعب الحصول على تعويضات لا تتناسب مع قيمة الشقق، بجانب صعوبة السكن فى مناطق مثل الأسمرات أو غيرها. وقال أحد السكان، طلب عدم ذكر اسمه، إنه تواصل مع الشركة المنفذة للمشروع، وأكدت أنه سيتم عمل سواتر تفصل بين العمارات والكوبرى لمنع السرقة وحماية واجهات العمارات، وأن السكان ليس لديهم النية للتحرك القضائى، وطالب بأن يتم وضع السكان فى الاعتبار سواء تم الحديث عن تعويضات أو غير ذلك وخاصة أن المبانى فى الشارع غير مخالفة، وتمكن السكان من الحصول على جميع الخدمات من المياه والغاز. وفى الجانب الآخر من المحور الجديد أمام شارع خاتم المرسلين، اشتكى عدد من السكان من أن المحور فى هذه المنطقة يسير بشكل أرضى وليس كوبرى علوى وذلك بالرغم من كونها منطقة حيوية وتكتظ بالسكان خاصة أنها قريبة من محطة مترو أم المصريين وشارع خاتم المرسلين الرئيسى وبعد عدد من المدارس. وأوضح السكان أنهم يواجهون عناء كبيرا فى الانتقال من جانب الى جانب آخر فى ظل عمليات الحفر التى تتم. ويتقاطع المحور الجديد مع شوارع «مستشفى الصدر- الثلاثين- خاتم المرسلين- الهرم- فيصل- محور صفط اللبن- جامعة الدولة العربية- ناهيا- محور 26 يوليو- مطار إمبابة»، ويتم حالياً العمل فى تنفيذ القطاع الأول من المشروع فى المسافة من دائرى المنيب جنوباً حتى محور صفط اللبن بطول 5 كيلومترات، وسيتم تقسيم القطاع الأول إلى 3 أجزاء للعمل بالتوازى بطول هذا القطاع الذى يشكل رابطاً بين دائرى المنيب، وشوارع «مستشفى الصدر- خاتم المرسلين- الثلاثينى- الهرم- فيصل»، ومحور صفط اللبن، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ هذا القطاع خلال عام. كما يربط الطريق الجديد المحاور المرورية بمترو الأنفاق: ومنها «محطة المنيب- محطة أم المصريين- محطة الجيزة- محطة الملك فيصل- محطة جامعة القاهرة- محطة البحوث- محطة السودان- محطة إمبابة- محطة القومية العربية»، فضلًا عن أنه رابط إضافى للطريق الدائرى مما يخفف الضغط على «محور المريوطية- منزل المنيب- البحر الأعظم- ربيع الجيزى». ويتقاطع المحور الجديد مع أكبر المحاور المرورية العرضية وهى: «محور 26 يوليو- محور صفط اللبن- محور روض الفرج- شارع الهرم- شارع الملك فيصل- امتداد شارع جامعة الدول العربية»، ومن المتوقع أن يستفيد من المحور 150 ألف سيارة فى اليوم الواحد من سكان المناطق المحيطة بالمحور، ويربط بين العديد من مراكز النقل والمواصلات داخل القاهرة الكبرى ومنها «محطة قطارات الجيزة- مركز النقل العام بالمنيب- موقف الصعيد- مركز النقل العام بميدان الجيزة- مركز النقل العام بإمبابة- مركز النقل العام بروض الفرج». وقال اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزى للتعمير، ل«المصرى اليوم»، إن العمل جار بالمحور وإن هناك لجانًا لتقييم وحصر الوضع تعمل على الأرض حاليا وتعمل على حصر 120 ألف فدان لنزع الملكية، ووفقًا للجنة سيتم حساب التعويضات اللازمة ولن يضار أى من السكان بالمنطقة، وسيتم فحص جميع أوراق الملكية الخاصة بالسكان وإجراءات التعويضات مستمرة بالتوازى مع العمل بالمحور.
