«الانتقالى» الليبى يتعهد باحترام القانون وعدم تولي أعضائه مناصب سياسية ل4 سنوات

فى ختام مؤتمر خاص بمستقبل ليبيا عقد فى العاصمة الفرنسية، باريس، تعهد قادة «المجلس الانتقالى» لزعماء العالم ببناء مجتمع قوامه التسامح واحترام القانون، وأكدوا سعى «المجلس الانتقالى» لإقامة علاقات حسن الجوار مع الجزائر ودول المغرب العربى.وطالب رئيس «المجلس الانتقالى»، مصطفى عبدالجليل، الخميس، الشعب الليبى «بالدفع باتجاه المصالحة».
قال محمود شمام، المتحدث باسم «المجلس الانتقالى»، إن أعضاء المجلس لن يسعوا إلى تولى منصب سياسى لمدة 4 سنوات.
من جهته، شدد الرئيس الفرنسى، نيكولا ساركوزى، الذى ترأس الاجتماع، على ضرورة «المصالحة والمغفرة». وطالب ساركوزى باعتقال القذافى، وقال إن الليبيين «هم الذين يقررون بحرية ما إذا كان ينبغى محاكمته وأين». ولفت إلى أن الغارات الجوية لحلف شمال الأطلنطى (الناتو) ستستمر طالما استمر التهديد الذى يشكله القذافى. وقال ساركوزى إن جميع الدول ال63 التى شاركت فى المؤتمر تعهدت بإعادة الأصول المجمدة إلى الشعب الليبى ورفع القيود عن الأصول التى جمدت حين كان القذافى فى الحكم، التى تقدر قيمتها بنحو 15 مليار دولار. وأكدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن الأمم المتحدة أعطت برلين الضوء الأخضر للإفراج عن مليار يورو من الأصول المجمدة.
أما ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطانى، فقد حض المجلس على التأكد من أن تساق أمام العدالة «الجرائم التى لا يمكن وصفها» التى ارتكبت فى طرابلس.
فيما أعلن الاتحاد الأوروبى أنه رفع العقوبات عن 28 كياناً، من ضمنها شركات نفط وسلطات موانئ، لمساعدة المجلس الانتقالى على إعادة تحريك الاقتصاد.
من ناحية أخرى، كشفت منظمة العفو الدولية الخميس أن 19 معتقلا توفوا اختناقا داخل مستودعات حديدية احتجزهم داخلها موالون للزعيم الليبى، معمر القذافى، فى يونيو الماضى فى شمال غرب ليبيا. وقال 3 ناجين للمنظمة إنهم احتجزوا مع آخرين داخل هذه المستودعات فى 6 يونيو الماضى فى أجواء من الحر الشديد فى موقع يضم ورشة إنشاءات فى مدينة الخمس، على بعد 120 كيلومتراً، شرق طرابلس.
وروى أحد الناجين، بحسب بيان المنظمة، أن «بعض المعتقلين اضطروا إلى أن يشربوا من بولهم بسبب رفض أنصار القذافى الذين كانوا يحتجزونهم تقديم أى غذاء لهم». وكان أنصار القذافى يردون على الأشخاص المحتجزين لديهم عند طلبهم المساعدة ب«اصمتوا أيها الجرذان»، بحسب الشهادات التى أوردها بيان «العفو الدولية».
وتعليقا على هذه الشهادات اعتبر عضو فى منظمة العفو الدولية يجرى تحقيقات حالياً فى ليبيا، أن «قتل معتقلين وتعذيبهم، جريمة حرب».
فى غضون ذلك، وصف وزير الداخلية لدى الثوار الليبيين، أحمد ضراط، خطاب القذافى الذى أكد فيه أنه مستعد لخوض «معركة طويلة» ضد الثوار حتى لو اشتعلت ليبيا، ب«البائس واليائس». وقال إن «الثورة نجحت»، ودعا «ضراط» الثوار الليبيين الذين أتوا من مدن مختلفة إلى طرابلس، لمغادرة العاصمة بعدما أصبحت «مدينة محررة».
يأتى ذلك فيما أعلن ممثل المجلس الانتقالى الليبى فى بريطانيا، جمعة القماطى، الخميس أنه سيتم انتخاب مجلس تأسيسى خلال نحو 8 أشهر، وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية خلال 20 شهرا.