بعد كتابتى لمقالى الأخير طار الحمام – طار----- ونشره فى المصرى اليوم http://www.almasryalyoum.com/node/467603 تذكرت حادثة دنشواى وخاصة أن سببها كان صيد الحمام وعلى مايبدو أن طير الحمام وصيده وشويه لهم محطات موثرة فى تاريخ مصر فحادثة دنشواى لها أثر تاريخى على الشعب المصرى, يستحق منا أن نقرأعنها مرة أخرى --- وخاصة ان أحداثها وملابسات الحكم فيها وشخوصه وطريقة تنفيذه كان لها تداعيات إنعكست على الحياة السياسية فى هذا الوقت وهنا أحب ان أستحضر الذاكرة لنرى ماحدث بدأت الحادثة يوم 13 يونيو عام 1906، في قرية دنشواي بالمنوفية والمشهورة بكثرة حمامها ،. حيث ذهبت فرقة تابعة للإستعمار البريطانى آنذاك مكونة من خمسة جنود لصيد الحمام هناك ولسوء الحظ كان الحمام عند اجران الغلال يلتقط الحب ولم يكن منتشرا على السكة الزراعية بعيدا عن مساكن الأهالى,مما جعل الجنود الانجليز يقتربون من اجران الفلاحين ليستطيعوا صيد الحمام بسهولة وجاء مؤذن القرية يصيح فيهم ليتوقفوا عن الصيد كى لا يحترق التبن في جرنه، ولكن أحد الضباط لم يفهم منه ما يقول وأطلق عياره فأخطاء الهدف وأصاب زوجة شقيق المؤذن " أو زوجته فى رواية اخرى" وأشتعلت النار في التبن، فهجم على الضابط وأخذ يجذب البندقية وهو يستغيث بأهل القرية صارخا : "الخواجه قتل المرأة وحرق الجرن " فأقبل الأطفال والنسوة والرجال صائحين : "قتلوا المرأة وحرقوا الجرن" فهرع بقية الضباط الإنجليز لإنقاذ صاحبهم. وفى هذا الوقت وصل الخفراء للنجدة ، فتوهم الضباط بأنهم سيُفتك بهم فأ طلقوا علي الخفرالأعيرة النارية وأصابوابعضهم فصاح الجمع "قتلوا شيخ الخفر" --- وهجموا على الضباط بالطوب والعصى وقبض عليهم الخفراء وأخذوا منهم الأسلحة إلا إثنان منهم وهم كابتن الفرقة وطبيبها حيث لاذ ا بالفرار وقطعا نحو ثمانية كيلومترات في الحر الشديد حتى وصلوا إلى بلدة سرسنا فوقع الكابتن بعدإصابته بضربة شمس -ومات بعد ذلك- فتركه الطبيب وأخذ يعدو صوب المعسكر وصاح بالعساكر فركضوا حتى وصلوا عند جثة الكابتن فوجدوا حوله بعض الأهالى، فلما رأوهم الأهالى فروا ---فاقتفى العساكر أثرهم وقبضوا عليهم إلا ان أحدهم هرب واختبأ في فجوة طاحونة تحت الأرض فقتله الإنجليز. وصمم اللورد كرومر على الإنتقام من أهل القرية ----------- وصدر قرار بتشكيل محكمة خاصة برئاسة بطرس باشا غالي نيروز ناظر الحقانية بالنيابة فى ذلك الوقت وكوفئ بعد حادثة دنشواى بمنصب رئيس وزراء مصر من 1908 إلى 1910 وأصدرت المحكمة أحكاما غير قابلة للطعن بإعدام أربعة متهمين، و بالأشغال الشاقة المؤبدة على اثنين والسجن 15 سنة على واحد والأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات على 6 آخرين غير أحكام أخرى بالجلد 50 جلدة على 8 من أهل القرية وبعد محاكمةٍ استمرت بضعة أيام فقط -------- جرى تنفيذ الأحكام الجائرة أمام أعين الأهالي بطريقة بشعة ويقول الدكتور/ محمد حسين هيكل : " كان كل محكومٍ عليه بالإعدام يعلق في المشنقة ويبقى معلقاً أمام أنظار أهله وأبنائه إلى أن يجلدوا إثنين من المحكوم عليهم بالجلد. وكان هؤلاء يجلدون بكرابيج ذات ثمانية ألسن معقود طرف كل لسان منها بقطعةٍ من الرصاص" ولقد غنى المصريين الموال الشعبى فى رثاء محمد درويش زهران وهو أحد الشهداء قائلين : يوم شنق زهران كان يوم صعب وقفاته أمه بتبكى عليه فوق السطح وأخواته لو كان له أب ساعة الشنق لم فاته صبرك علينا يا ظالم بكرة راح تندم أمانة يا دنشواي إن عاد الزمن تاني شاوري على الظلم وابكي دم من تاني شاهد وخصم وحكم إيه راح يكون تاني ومن تداعيات هذه المأساة إغتيال بطرس غالي رئيس المحكمة بعد الحادثة باربع سنوات علي يد الصيدلانى الشاب إبراهيم الورداني.وكان عضوا بالحزب الوطنى آنذاك --- وكان إغتيال بطرس غالي هو أول حادثة إغتيال في تاريخ مصر الحديثة، وكان متزامنا مع نظر الجمعية العمومية لمشروع مد امتياز قناة السويس، وإعترف الورداني بقيامه بقتل بطرس غالي؛ لأنه في نظره خائن بسبب ما قام به من إتفاق الحكم الثنائى للسودان ومشروع قانون مد إمتياز قناة السويس، ورئاسته لمحكمة دنشواي، وقانون المطبوعات وتلى ذلك بداية ظهور خلاف وبوادر فتنة كما قال سعد زغلول " إن محاكمة إبراهيم الورداني فتحت باباً للخلاف بين شقى الامة" ولكن هذه الفتنة وُأدت فى حينها وتوجت بثورة 1919 ويمر الزمان ويشاء القدر ويُعين الدكتور بطرس غالى"الحفيد" وزيرا للدولة للشئون الخارجية فى السبعينيات ويتازمن وجوده فى السلطة مع مبادرة السلام مع إسرائيل ليكون حمامة السلام ويُجمع العارفين ببواطن الامور وأجنحتها انه كان المهندس الرئيسى فى هذه الإتفاقية وتتطور الأحداث ويفوز بمقعد الأمين العام للامم المتحدة لاحقا ويكون الحمامة الكبرى فى العالم كله يطير من هنا لهناك ليفصل فى النزاعات بين الأمم ---- وظنت الحمامة أنها تستطيع الطيران خارج السرب ولكن أمريكا أحالت الحمامة الى العشة بعد أربعة سنوات ورفضت ترشيح الحمامة مرة أخرى ليعرف كل طائر أنه قد يطير-- نعم لاغبار على ذلك ---- ولكن لابد له أن يطير مع السرب وليس خارجه وتمر السنون ومن مفارقات القدر أن يعتلى سدة وزارة المالية فى القرن الواحد والعشرين النسر الكبير يوسف بطرس غالى "أحد الأحفاد" بعد تدريبه وتجهيزه للقنص فى وزارة التعاون الدولى ووزارة الاقتصاد ومستشارا لرئيس الوزراء ولمحافظ البنك المركزى على مدار عشرين عاما ثم توج بسلطانية اليغمة الكبيرة وهى وزارة المالية !!!!! وهو سليل العائلة والذى إاستطاع بمهارة فائقة وخفة يد غير مسبوقة أن يصطاد كل عصافير المصريين بحجر واحد ويقوم بقلب جيوبهم على برة مثل فردة الشراب وبعد ماقًلًب"بتشديد اللام" جيوب المصريين الغلابة ---- أخذ العصافير والحمام وطيره ---------- وطار وراه صدفة --- إرتباط اسرة بطرس باشا غالى واحفاده بالحمام ----!!!!!!!!!!!!!!! الحل هو ضبط وإحضار ماتبقى من الحمام المصرى --- وياريت يكون مشوى وبالهنا والشفا