فأصبح أقصى أحلام أحفاده السفر لإيطاليا هرباً من الفقر!! متحف دنشواي أهم ملامح القرية جذورها التاريخية تمتد إلي العصر الفرعوني، حيث يعتقد أن اسمها مشتق من «دير جواي» ثم تحول إلي دنجواي قبل أن يتحور الاسم إلي دنشواي، وقد عاصرت القرية المراحل المختلفة التي مرت بها مصر، وصولا إلي المذبحة التاريخية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإنجليزي ضد فلاحي القرية وإعدامها أربعة منهم. إنها قرية دنشواي مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، التي يقطنها نحو 30 ألف نسمة، والتي تعاني إهمالا مستفحلا، فلم يتغير في القرية شيء تقريبا منذ وقوع الحادثة عام 1906 وحتي الآن سوي زيادة الكثافة السكانية وزيادة أعداد المباني وأشكالها رغم وجود المباني الطينية بكثافة حتي الآن مع الاحتفاظ بأبراج الحمام المميزة للقرية، بل إن برج الحمام الذي يتوسط شعار محافظة المنوفية يعود إلي تلك القرية . كعادة المصريين تم إهمال القرية التي كانت أحد أسباب تمتع مصر بالاستقلال في عشرينيات القرن الماضي بالرغم من إنشاء متحف ضخم عام 1963 علي الأرض نفسها التي تم إعدام أهالي القرية الأربعة عليها بهدف تذكير المصريين بالحادث وعدم نسيانه ضمن أشياء كثيرة نسيها المصريون في تاريخهم، وأعيد افتتاح المتحف بعد تطويره عام 1999 ليروي الحادث الشهير بصورة تتابعية رائعة ويضم وثائق وصوراً للمحاكمة ومجموعة من اللوحات التي أبدعها الفنانون، بالإضافة إلي 6 صور فوتوغرافية واضحة وأصلية تمثل بعض أحداث معركة دنشواي، وهي الصور التي التقطها أحد المصورين الأتراك للحادث وقت حدوثه عندما أراد خمسة ضباط إنجليز ظهيرة يوم الأربعاء 13 يونيو 1906 اصطياد الحمام من الأبراج التي تشتهر بها القرية علي جانبي الطريق الزراعي، وعندما صوب أحد الضباط بندقيته إلي جرن الحمام الخاص بالشيخ ( محمد عبدالنبي ) مؤذن القرية أصاب زوجة الشيخ، فتدافع الأهالي تجاه الإنجليز وهرب اثنان من الضباط خوفا من قيام الأهالي بالفتك بهم، وقطعا 8 كيلو مترات هربا إلي أن سقط أحدهما من شدة الحر والعطش ولقي مصرعه بضربة شمس. أقيمت محاكمة لرجال وشباب القرية في 27 يونيو 1906 تقرر فيها إعدام أربعة فلاحين وجلد 12 آخرين فضلا عن السجن المؤبد لبعض الأهالي، وترأس القضاة الهلباوي باشا، بينما كان مدعي النيابة بطرس غالي باشا. وتعد دنشواي القرية الوحيدة بمصر التي تضم متحفا ضخما يمتاز بالتصميم التتابعي للطوابق كي يستطيع الزائر منذ دخوله أن يتعرف علي قصة حادثة دنشواي منذ دخول الضباط الإنجليز القرية، وعندما يصل إلي نهاية وقائع الحادث يكون قد خرج من المتحف. كما تضم القرية قصر ثقافة، رغم أنه من المعروف عدم وجود قصور ثقافة إلا في المدن والمراكز الكبري فإن أسوار قصر الثقافة محاطة بسوق القرية الذي يلقي إقبالاً شديدًا يوم الثلاثاء من كل أسبوع ليمثل أضعافًا ويلقي السوق بمخلفاته جانب القصر الذي تحول إلي مبني مهجور إلا من الموظفين، وذلك لانشغال شباب القرية بالعمل أو الترتيب للهجرة إلي الخارج، إذ سيجيبك أي شاب تسأله عن أحلامه في المستقبل علي الفور بعبارة «السفر إلي إيطاليا»