أعانق فجرًا شفيفًا، كُلما امتد بصري نَحو الجدار.. أرى بيوتًا.. نجومًا.. سماء.. وكلمات.. يفاجئني صوت أمي من خلف الجدار: - تتعلق في السماء الكلمات وتصبح نجومًا.. رُبما! أو لعلها ترتحل إلى بلوتو.. هه.. قلت: - يقال إن على ظهر ذاك الكوكب الحرارة منخفضة.. والأشياء الباردة ظاهريًّا دائمًا تحمل الكثير من الحنان.. هكذا هو الجدار يا أماه.. - شيء محتمل.. لكن ما نُهش في دَواخِله لَا أظنه سيبرأ! عاودت النظر للجدار.. وفي تلك المرة.. كلام أمي يتردد على مسامعي بقوة.. أريد عبور الطريق.. لكن.. يرعبني ذلك دون وجود جدار.. اتخذت قراري وبدأت رحلتي الممتدة معه.. جعلته محورًا للارتكاز.. فإذا أردت أن أعبر الطريق إلى آخر.. يسلمني الجدار لأحد أطرافه الممتدة.. أنظر.. فيبدو العابرون على الجدار كشخصيات كارتونية مشوهة في عيني.. أسند خدي على كف الجدار.. لأكتفي.. يأتيني صوت أمي مرة أخرى من خلف الجدار... - الحياة هي.. أن تحزن/ تبكي.. ولا تَجد إلا الجدار.. وقد يكون الجدَار سبب ألمك! حاذري.. تنتابني الحيرة.. ويغرقني الخوف في بحوره العقيمة.. أنظر إليه بطرف عيني.. أراقب ظلي عليه.. في خشية.. أتمايل بعيدًا عنه.. يجذبني نحوه بخيوط لا أستطيع أن أراها.. أجد كل الحكايات كتبت عليه.. أطمئن.. تهب الرياحٌ مِن الليل المُظلم.. هرولت إلى الجدار.. ازدادت الرياح ضراوة.. باغتتني في العتمة.. حاولت التشبث به.. انهارت كتل الجدار الصلبة حولي.. عانقني الألم.. وعلت علامات الاستفهام.. كيف؟ لمَ؟ حاولت تثبيت صورتي.. امتد ظله يحتضنني.. ودمعة.. ثم صرخت .