الثورة في عالم الملكوت يثور بني البشر بسبب ما يلاقونه من ظلم بين وانتهاك للحقوق والحريات والتعدي على الممتلكات والخصوصيات وهتك العرض والإذلال وهدر كرامة الإنسان وتهدف الثورات إلي الخروج عن الأطر التي صنعها الحكام لكي تدوم لهم العروش وتبقى لهم المناصب ويحتكرون لأنفسهم كل شئ وينكرون كل شئ عن غيرهم وبذلك فإن الثورة تهدف إلى استعادة الحقوق المنهوبة لأصحابها وفق قانون العدل الإلهي الذي يعطي لكل إنسان حقه بدون ظلم أو تعدي وتثور مشاعر الإنسان ليفرح فهناك أسبابه وقد يثور فيتألم ويحزن وقد يغضب وقد يهذي وقد يستلقي فينام وقد يثور ليحيا فيموت وقد يثور ليموت فيحيا ! ومثلما تثور المشاعر تثور الأمعاء فيمرض الإنسان ويتوعك ويثور العقل فيصيبه الصداع وتثور الأقدام فتنبض طوال الليل بالألم كما تثور القلوب وتتقلب كما تشاء والطبيعة أيضا تثور فالرياح العاتية التي تثير الرمال وتقتلع الأشجار وتدمر العمران وتطمر الزر وع وتلوث الهواء وتجعل من أمواج البحر ثائرة هائجة فهي أمواج تحدث بفعل الرياح أما أمواج التسونامي العاتية المدمرة فهي تحدث بسبب الزلازل التي تصيب قيعان المحيطات وتدمر في طريقها كل شئ كما تحدث الزلازل في اليابسة فتغير من معالم قشرة الأرض وتدمر العمران وتهلك الحرث والنسل وكل شئ في باطنه الخير للإنسان وتثور أيضا الأنهار فتحمل معها الطمي خصبا كما تحمل الماء خيرا ونماء وقد يكون لها أضرارا بليغة وتثور السماء فترعد وتبرق فتتساقط الأمطار كما يتساقط شهداء الثورة الأبرار الأبطال لتنبض في الأرض الحياة من جديد وقد تلقي السماء بالنيازك وقد ترينا الشهب وقد يحدث للشمس الكسوف في عين النهار وقد يحدث للقمر الخسوف في جوف الليل وهناك ثورات في عوالم الحيوان والطيور والحشرات وكلها يجب ان تعطي الإنسان العظة والعبرة بان الله سبحانه وتعالي هو الدائم وكل المخلوقات لا محالة إلي زوال وانه سبحانه ما خلق الكون عبثا وإنما هو تنظيم دقيق يدافع عن الحرية ويعطي لكل المخلوقات حقها في العيش الكريم في ظل ميزان العدل والمساواة في الحقوق والواجبات .