«صلاح فايز بين السيف والقلم».. مواقف وذكريات

«أحب الناس وتهوانى.. وفى قلوبهم بنيت مسكن.. ومعروف إنى حقانى.. لا أنمَّ وأذمَّ أو اطَعَن.. أنا فارس على حصانى.. لو أخسر فى سبق أحزن.. وأنا اللى زمانى سمانى.. (صلاح فايز) دهه الأمتن».. هذه كلمات تلخص رحلة عُمر الشاعر الغنائى الكبير صلاح فايز، الذى يأخذنا إلى عالمه، يحكى منذ الصبا، مذكرات، ومواقف، مبرزًا شخصيات كان لها عظيم الأثر فى مشواره، مسجلًا انطباعاته عنهم، ودورهم معه، حتى أصبح ضابطًا وقائدًا ومدرسًا وشاعرًا غنائيًا. فى مشواره قدم أغانى متنوعة، بمفردات جديدة، وكلمات تتصف بالبساطة والعمق، وحققت نجاحًا كبيرًا، وفى رصيده أغان خالدة، ومسيرته حافلة بلقاءات مع فنانين، كان له دور أصيل بمشوارهم الفنى، جعلت منه شاعرًا كبيرًا، له تاريخ حافل من الإبداع. وعن مكتبة جزيرة الورد، صدر كتاب «فى رحلة عُمر بين السيف والقلم» للشاعر صلاح فايز، وهو سيرة ذاتية، حيث رحلته التى جاءت فى 3 أقسام، الأول «فى الأصل كان السيف»، والثانى «رحلة القلم»، والثالث «الحياة صور». فى ذكريات خاطفة، خَطَّ الشاعر جوانب شخصية فى «مرحلة السيف»، بدأت فى الصف الرابع الثانوى، عام 1949، وقبوله بالمدرسة الثانوية العسكرية الملكية، التى وجهته إلى الحياة العسكرية، من جهة، وأدخلته من باب الموهبة والشهرة من جهة أخرى، وصف فيها انضمامه لسلاح المشاة ثم سلاح الفرسان، وأخذنا معه فى ذكريات من 1967 حتى 1973، وحتى ترقيته إلى رتبة اللواء فى يوليو 1981، وإحالته إلى التقاعد، بعد 32 عامًا أمضاها فى سلك الجندية. «أحببته ضابطًا تمنيت أن أكونه وعشقته أديبًا أعترف بأننى دونه».. استعرض الشاعر صلاح فايز دور الأديب البكباشى يوسف السباعى، فى تكوين بداياته الشعرية، يقول: «قرأت جميع رواياته، لم أتوان عن استعارتها والنهل منها فكرًا وإعجابًا بأسلوبه السهل فى العرض والسرد، وتمنيت أن أتمكن من نهج نفس منهاجه». ويشير «فايز» إلى فترة ظهور بوادر موهبة الشعر عليه، فى السنة الخامسة الثانوية، إذ كانت البداية لتأليف بعض الأزجال الموزونة حسب أصول الشعر العمودى، ثم بدأ فى نشر أزجاله الوطنية فى مجلة الكلية الحربية، وبدأت ميوله الشعرية تتبلور بإصرار أن يكون صاحب اسم فى المجال الأدبى بجوار مهنته العسكرية. ويستعرض «فايز» بدايات خطواته الشعرية، وعن لقائه بالشاعر الكبير حسين السيد، يقول: «احتوانى فى لحظات ببساطته وشاعريته فى الحوار.. علمنى من الحياة ومن دنيا الشعر ما لا أستطيع وصفه أو نكرانه»، كما لفت إلى ذكرياته فى معهد الموسيقى العربية وتعرّفه على محمد الموجى وبليغ حمدى ومحمود الشريف وغيرهم، ومن الشعراء فتحى قورة ومرسى جميل عزيز، وآخرين، ومن المطربين عبدالحليم حافظ، ومحمد رشدى ومحمد العزبى، ومحرم فؤاد، الذى جمعته به صداقة عمر وشِعر امتدت منذ 1957 حتى وفاته 2002، ومن أبرز أغنياته له «غدارين» عام 1961. يسرد الشاعر فى رحلته ذكرياته مع محبوبته شادية، ولقاءه بالفنان محمد فوزى وكواليس أغنيته «بعد بيتنا ببيت كمان»، وحصوله على 15 جنيهًا، يقول: «ظللت محتفظًا بأول شيك لا أقدم على صرفه اعتزازًا بالشيك وبصاحبه»، مشيرًا إلى أنه قدم له 8 أغان، آخرها «يا حبيبى قلبى ده اللى أنت ناسيه»، والتى سُجلت للتليفزيون ولم تذع أبدًا، كما حكى عن تعاونه مع كبار الملحنين كحلمى بكر ومحمود الشريف ومنير مراد، وغيرهم، وتعاونه مع كبار المطربين، كالفنان عبدالحليم حافظ، وسعاد محمد، وعمر فتحى، ومحرم فؤاد، وهانى شاكر، وأنغام. فى الختام، يأخذنا «فايز» فى رحلة مصورة، عارضًَا مراحل حياته، عبر صور توثق لسيرته وعلاقته مع نجوم الغناء.