ذكريات وحكايات

واحد من زمن الفن الأصيل

أهدي إلي الصديق الشاعر اللواء صلاح فايز مجموع دواونية التي سكب فيها عصارة ذهنه ونتاج قريحته وأخرجها في طباعة أنيقة تتسق مع أناقة كلماته واشعاره الغنائية وبمجرد أن يتصفح القارئ مقدمات دواوينه
يتبين له أن صلاح فايز يعاصر الأحداث ويتفاعل معها وبالتالي تعتبر أشعاره وأغنياته مرآة عاكسة لهذه الاحداث فهو في سنوات الدراسة الثانوية كانت الإرهاصات الشبابية تتجاوب بألفاظها السهلة العفوية مع المظاهرات التي كان يقوم بها طلبة المدارس شجبا للاستعمار وهو في المدرسة الثانوية العسكرية ينظم أزجالا تصور الحياة اليومية داخل معسكر المدرسة وكان لما يكتبه صداه في الترويح ورسم البسمة علي وجوه زملائه الطلبة بعد التدريب الشاق, وفي الكلية الحربية بدأت مرحلة الأزجال والاشعار الوطنية اتساقا مع روح الفداء التي يتحلي بها ضباط وطلبة الكلية وفي مسيرته ضابطا بالقوات المسلحة ومشاركاته في حروب56,67,73 حادت القريحة بالعديد من الأغنيات الوطنية لذلك تفاعل صلاح فايز مع الحدث واللحظة بدءا من اشتعال الثورة في تونس ومرورا بأحداث الخامس والعشرين من يناير وليس انتهاء بيوم المجد الوطني الثلاثين من يونيو وكم هو رائع عندما يناجي محبوبيه فيقول متدلها في عشقها.
باحبها من شعرها لخصرها لكعبها: بدر البدور عطر الأبهه. باحبها وأبوس إيديها وأدوس علي اللي يسبها: وفي جدها باحبها وفي لعبها باحبها وما أعرفش ليه باحبها باحبها ولا ذنبي كان ولا ذنبها بتحبني وباحبها نور عيني مصر:
هذه مقدمة أرجو ان تعطي فكرة عن صلاح فايز وتوجهاته ورؤيته وحكاياته إنه صاحب الدواويين العشرة والسبعمائة أغنية اضافة إلي قصص وحكايات مع نجوم الزمن الجميل ممن غنوا كلماته أو ممن ربطته بهم أواصر الصداقة ولكن صلاح فايز له قصص من صنع القدر رسمت طريق وصوله إلي أن يكون واحدا ممن تصرخ الحناجر بأغانيه إلي أن صاغ الحانها عدد كبير من أساطين التلحين أما أصحاب الحناجر فهم كثر من مطربين ومطربات مثلا لم يكن صلاح فايز علي موعد محدد مع محمد فوزي أحد أسطع كواكب التلحين والغناء بل كانت الصدفة هي التي حققت له اللقاء مع فوزي
فقد كان يرأس عمليات كتيبة دبابات كانت تعسكر في جاردن سيتي سنة1960 توطئة للمشاركة في العرض العسكري الذي كان يجري في23 يوليو كل عام واذا به يجد نفسه وجها لوجه امام محمد فوزي خارجا من مسكنه علي النيل فيكون التعارف والصداقة وتدوي في الأفق الغنائي أولي كلمات لصلاح فايز تلحين وأداء محمد فوزي وهي؟ اغنيه بعد بيتنا ببيت كمان هو ساكن من زمان ثم تتعدد أغنيات صلاح فوزي إلي سبع أغنيات لحنها محمد فوزي والقدر هو الذي جمعه صدفة في إدارة الموسيقي والغناء بالإذاعة مع الفنانة معبودة الجماهير شادية وفيما يشبه المفاجأة الصدمه لم يقدر للأغنية التي رشحها مدير الموسيقي والغناء بالاذاعة لتغنيها شادية
ولكن تدور الأيام واذا بشاديه تغني له أغاني عديدة مثل بس بس نو والايام عماله تحلو ثم درة الاغنيات الحب الحقيقي ثم اغنيات عديدة أخري يضيق المجال عن سردها ومع محرم فؤاد ومن خلال جلسة قدرية وبالصدفة في معهد الموسيقي العربية كان التآلف وكانت الصداقة والأغنيات العديدة التي غناها محرم مثل غدارين وخداع يا هوا وتتلألأ كلمات صلاح فايز عندما يغني هاني شاكر طول عمري استلطفك وكده برضه يا قمر ويقف الانسان طويلا أمام اغنية جميلة غنتها سعاد محمد ولا يمل الانسان من سماعها وهي اغنيه وحشتني فقد كان للأغنية صدي واسع ولايزال في محيطنا العربي وقد يتساءل البعض لماذا لم يغن العندليب اغنية من تأليف صلاح فايز؟
يقول صلاح ان الكيميا لم تمتزج مع العندليب وسبحان الله فإن صلاح فايز كتب اغنية حققت صيتا لإسماعيل شبانه شقيق العندليب وهي أغنية أكتر ثلاثه باحبهم: ابني وبنتي وأمهم التي لحنها منير مراد وتتردد دوما في برنامج ربات البيوت ونتوقف كثيرا امام تجليات صلاح فايز في اغنياته الدينية التي خصص لها ديوانا كاملا راجيا ان تصل ابتهالاته وأدعيته التي حواها الديوان إلي قلب كل مسلم فهي اغنيات وأدعية تذوب تبتلا للمولي عز وجل وعشقا وحبا لرسوله الكريم صلي الله عليه وسلم صلاح فايز يجلس دوما في شرفة النادي يتحلق حوله محبوه وهو في جلساته يرحب بهذا وذاك ويحكي في اسلوب جميل رحلة حافلة بذكريات نجوم الزمن الجميل الذي خلا زماننا منهم أخي صلاح انت واحد من نجوم ذاك الزمن.