أصداء الحزن والصدمة تركت آثارها على جيران وأصدقاء عائلة «أمير. ا»، المتهم بذبح زوجته، فى منطقة اللبينى بالجيزة، جميعهم أثنوا على الزوجين، قائلين: «كانوا بيحبوا بعض قوى.. و(أمير) كان هيحتفل بعيد ميلادها مع بنتهم الوحيدة بعد أيام»، لم يصدقوا أن مشاجرة نشبت بين الزوجين، وحمل كل منهما سلاحًا أبيض، واعتدى على الآخر، كما جاء فى اعترافات «أمير»، بقال تموين، خلال تحقيقات النيابة العامة، بأن «مارينا»، زوجته، كانت «عمّالة تزن علىَّ فى الطلبات.. ولم تتحمل ظروفى المتدهورة.. وأنا عمرى ما حرمتها هى ولا بنتى من حاجة.. فتخلصت منها للأبد». «ظروفه الاقتصادية تدهورت.. باع سيارته، وعرض شقته للبيع.. كان يشترى كل يوم ب200 جنيه طلبات، وأصبحت قدرته الشرائية 10 جنيهات.. أصبح يُشكِّك ثمن كى الملابس». يصف قاطنو المنطقة أحوال «أمير»، الذى ادّعى فى بداية الحادث أن «ملثمين اقتحموا الشقة وقتلوا زوجته»، فى محاولة منه لإلصاق التهمة ب«مجهولين»، كما قال شهود العيان بالعقار محل الجريمة. أصدقاء المجنى عليها- الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم- أصابتهم الصدمة، قائلين: «معقول (أمير) يعمل كده؟!.. كان يحب زوجته كثيرًا، يوم الجريمة كان واخد إجازة من شغله.. وكان بيتكلم مع زوجته عن استعداده للاحتفال بعيد ميلادها مع بنتهم الوحيدة (جوجو)، 5 سنوات، بعد أيام». المتهم وقف فى ردهة السلم بالطابق ال11، يصرخ: «إلحقونى.. إلحقونى.. ملثمين اقتحموا الشقة»، كانت الدماء تنزف من يديه، ويتذكر «عبدالسلام»، حارس العقار، أنه هرول وعدد من الجيران إلى الشقة، ووجدوا «مارينا فى الصالة وغارقة فى دمائها.. ويؤكد (أمير) روايته السابقة». حارس العقار سرعان ما اتصل بالإسعاف، التى حضرت على الفور، ونقلت المجنى عليها إلى أقرب مستشفى، وكانت المجنى عليها: «الروح لسة فيها»، ولحقها الزوج بالمستشفى: «كان مصابًا فى يديه»، لكن عقب دقائق معدودات: «فاضت روحها». فريق البحث الجنائى، الذى وصل إلى شقة الزوجين، لم يجد آثارًا لأى بعثرة.. جميع النوافذ سليمة.. لا يوجد دليل على الاقتحام، ولا توجد مسروقات ويقول مصطفى عادل، أحد قاطنى العقار: «الشرطة ضبطت الزوج، واعترف بأنه اختلق حكاية الاقتحام لإبعاد الشبهة عنه، وبكى لأنه فقد عقله خلال مشاجرة بسيطة». «جوجو»، طفلة الزوجين، كانت فى الحضانة، ولدى عودتها عن طريق «الدادة»، بكى الجيران، واتصلوا بأقربائها: «تعالوا خدوا بنتكم»، فيما كانت الصغيرة تبكى، وتسأل عن والديها: «عاوزة بابا.. فين ماما؟!». ويعترف المتهم تفصيليًا، خلال تحقيقات النيابة العامة والمباحث الجنائية، قائلًا: «ظروفى كانت صعبة.. ومراتى عمّالة تقولِّى على طلبات كتيرة.. أنا عمرى ما حرمت مراتى ولا بنتى من حاجة.. وأثناء تناولى الطعام كانت (مارينا) عمّالة تزن، فقمت وضربتها بإيدى وبعدين ضربتها بالسكينة جت فى رقبتها.. وأصابتنى بسكين فى يدى خلال مشاجرتنا». «عم عبده»، صاحب محل البقالة الملاصق للعقار مجل الجريمة، وهو ينظر إلى شقة الزوجين، بإشفاق، يقول: «كل يوم كان يشترى ب200 جنيه وأكتر قبل ما يطلع شقته، وكان بيشترى شنطة مليئة بالحلوى لحارس العقار»، ومؤخرًا تدهورت ظروفه: «باع عربيته.. وعرض شقته للبيع.. وكان لما بيمر علىّ بيشترى بمبالغ زهيدة، فكنت أتعجب لحاله!». «عبدالسلام» حارس العقار، عاود حديثه، قائلًا: «(أمير) حين كان يقابلنى يعطينى بقشيشًا يتجاوز 40 جنيهًا.. والفترة الأخيرة كان يرانى، فلا يعطينى شيئًا!»، يكمل: «ظروفه تغيرت.. وطلب منى الاستعانة بسمسارة لبيع شقته، التى شهدت الجريمة». «عيد»، صاحب محل مكوجى، يروى أن المتهم: «كان يعطينى بقشيشًا على الحساب.. أصبح يُشكِّك ثمن المكواة خلال الفترة الأخيرة!». تحقيقات النيابة دلت على أنه خلال الخلافات الزوجية تعدى كل من المتهم والمجنى عليها على بعضهما بسلاح أبيض، وأُصيب الزوج بعدة جروح وطعنات وخزية، بينما أُصيبت زوجته بطعنة فى الرقبة.