قال اللواء أحمد إبراهيم، رئيس أكاديمية الشرطة، إن العقود الأخيرة شهدت تطورًا فى مفهوم الحرب، وأصبحت حروب الجيل الرابع تمثل هدمًا للدولة من الداخل، ولهذا كان من الضرورى التوعية والتصدى لمحاولات زعزعة الثقة فى مؤسسات الدولة. جاء ذلك خلال ندوة علمية بمركز بحوث الشرطة بأكاديمية الشرطة، أمس، تحت عنوان: «مخططات إسقاط الدول من الداخل وكيفية مواجهتها»، بمشاركة عدد كبير من قيادات وزارة الداخلية السابقين، وأعضاء هيئة التدريس بكلية الشرطة، وأجمع المشاركون على ضرورة الانتباه جيداً لما يحاك لهم من قوى الشر، فلابد أن يكونوا على وعى كامل وأن يستعدوا لمواجهة تلك الحرب الشرسة الموجهة إليهم عن طريق الاتحاد ونبذ العنف والوقوف خلف الدولة. وأوضح «إبراهيم» أن الأكاديمية تعد رسالة للمواطنين للتوعية بالدور الفعال لوزارة الداخلية، ضد محاولات استغلال وسائل التواصل الاجتماعى فى بث الشائعات والأخبار المغلوطة، أو الترويج لمخططات عن طريق منابر إعلامية خاصة ببعض الدول، هدفها إسقاط الدولة. وقال اللواء علاء الأحمدى، مساعد وزير الداخلية للإعلام، إن الروابطَ الوثيقةْ مع كافةِ طوائفِ المجتمعْ والمشاركةِ الفعالةِِ مع رموزِ وقاماتِ الرأىِ والعلمِ والفكرْ هى السبيلُ الوحيد لتحقيق مستهدفاتِ العمل المشترك، وأن هذه الندوةِ ترجمةٍ حقيقيةٍ لتفاعلِ خُطط وزارة الداخلية مع مُعطياتِ المرحلةِ الحاليةْ، وما نُواجههُ اليومَ من تحدياتْ. وشدد على أهميةِ تَوحيدِ جُهودنا وصفوفِنا لمواجهةِ أجيال الحروبِ الجديدةْ وصناعةِ الدولةِ الفاشلْة، من خلال توضيح آلياتِ وأدواتِ هدمِ الدولِ من الداخلْ وإبرازِ دورِ الشائعاْت كإحدى وسائلِ التهديدِ المباشرِ للأمنِ القومىِ، باعتبارِ كل ذلك جرائَم تمثُل ضغوطاً على ثوابت الحياةِ الآمنةِ المستقرةْ بما تُخلًّفهُ من صِداماتٍ وصِراعات تُلقى بظلاَلها على مقوماتِ الاستقرارِ والبناءِ فى المجتمع، وليس أدْل على ذلك مما تُطالعنا به المشاهد التى تِرد من دول كانت واحةً غنًّاء تَموجُ بالحياةِ النابضةْ وتحولتْ جَذرياً بفعلِ التطَرفِ والغُلًّو والانسياق وراء الأكاذيبِ والشعاراتْ لساحة خَرابِ فى كل مكانْ. وتابع: «إن المتتبعَ لحركة الحياةِ من حولِنا ليشهدَ عن يقين حجمُ تحدياتِ محاولاتِ إسقاطِ الدولْ ليسَ على الصعيدِ الإقليمى فحسبْ، بَل امَتدت وبقوة على الصعِيدِ الدولى، وهو ما شَكلَ خطراً داهماً وتحدياً لا نُبالغ إذا قُلنا إنه ضِدَ البشرية جمعَاء، وهو ما يَفرض علينا ضرورةَ التوصلَ لتوافق دولى حولَ اتخاذ التدابيرِ اللازمْةِ والجادةْ لمواجهة تلك المحاولات وإفرازاتها المدمرة». وأضاف: «هنا نذكُر وبكلٍ فخرٍ واعتزاز جهودَ الدولةِ فى تحصينِ أركانِها وتدعيمِ ثوابتهِاَ لمواجهةِ كل المحاولاتِ اليائسةِ للنيلِ من استقرارِهَا، فبفضل المولى جلت قدرته وبحكمةِ قائدٍ شجاعْ التفَ الشعبُ من حولِه ودعًّم َخطواتِه الواثقةْ وبإخلاصِ وتكاتفِ مؤسساتٍ وطنيةْ، ودماء ٍزكيةٍ روتْ تُرابَ هذا الوطنِ المفدىّ لشهدائنا الأبرار من رجال الشرطة والقوات المسلحة وأبناءِ الشعبِ المصرىَ العظيْم صاغت مصُر الكنانِةٌ استراتيجيتِها فى الدفاع عن حقها فى البقاء والاستقرار، ففى مواجهةِ كلَ آلةِ للهدمِ وُلدتْ يدٌ مصريةٌ فاعلةُ للبناءْ وأمامَ كل أداةِ تخريبٍ كانتْ جهُوداً مصريةً متواصلةْ أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً تُعلِن وبكل وضوح استحالَة إسقاطَ أو ضياعَ هوية الدولةِ الأبيةْ لكل دُعاة الشر فى شتى الأرجاء». وتم عرض فيلم تسجيلى عن تصدى الدولة لمخططات الدول من الداخل وأشكال الحرب الجديدة، ومنها حروب الجيل الرابع التى تستخدم أدوات من الشباب والأجيال الناشئة، والتى تستخدم الجيوش الإلكترونية بهدف السيطرة على المواطن ويزرع رسائله بين المواطنين. وتضمنت الندوة 3 جلسات، الأولى بعنوان: «الشائعات كإحدى أدوات إسقاط الدول» وأدارها الإعلامى نشأت الديهى، واستعرض فيها العميد الدكتور أيمن سعد الدين عبد الرحيم، ورقة عمل عن الشائعات وتداعياتها على الأمن القومى، وهى ظاهرة اجتماعية قديمة وليست حديثة واستعرض ماهية الشائعات والعمل على تفتيت فئات المجتمع، والبعد الاقتصادى كأمن قومى، والتأثير على المنتج المحلى مقابل المستورد. وقال اللواء حسام أنور، المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الشائعة أخطر من السلاح، فهى تستهدف المواطن، لإضعاف الروح المعنوية من خلال جهة خارجية تستهدف الوطن، ولهذا يتم استهداف كل النجاحات التى تحدث داخل الدولة، ويتم تزييف الحقائق والأخبار المغلوطة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعى، ويتم بسهولة تفتيت الدولة، وهو ما يتم بتوجيه من دول خارجية، وهو مخطط واضح للجميع. وأوضح الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ونقيب الصحفيين، أن الشائعات ميراث تاريخى، وأن المرحلة الانتقالية تحتاج للتضافر والتكاتف من الجميع للحفاظ على البلد فى كل شائعة أو أخبار مغلوطة. وتابع: «نرصد فى هيئة الاستعلامات وجود شائعات تطلقها جماعة الإخوان بهدف إسقاط نظام الحكم، ولا يوجد طرف دولى يرغب فى إسقاط مصر، لكن يرغب فى إضعافها فقط». وتضمنت الجلسة الثانية الحديث عن: «آليات وأدوات هدم الدول من الداخل»، كما تضمنت الجلسة الثالثة «مخططات إسقاط الدول وجهود مواجهتها»، واستعرض المشاركون دور القانون فى مواجهة مخططات إسقاط الدول وتطور مفهوم الحروب، مع التركيز على حروب الجيل الرابع ومخططات إسقاط الدول.