«منتدى تعزيز السلام»: التسامح لا يعنى التساهل مع الإرهاب

أكد المشاركون فى فعاليات الملتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة، والذى يعقد فى العاصمة الإمارتية أبوظبى تحت عنوان «دور الأديان فى تعزيز التسامح.. من الإمكان إلى الإلزام» على ضرورة نشر التسامح والتعايش السلمى بين جميع البشر بغض النظر عن أديانهم، مشيرين إلى أن «التسامح لا يعنى التساهل مع الإرهاب».
وأكد عدد من القيادات الدينية خلال مشاركتهم فى فعاليات المنتدى أن ميثاق حلف الفضول الجديد الذى أصدره المنتدى يشكل انتقالا بالبشرية نحو إنهاء الخطاب القائم على الصراع الدينى أو العرقى، ويمهد لتشكيل حلف قوى للدفاع عن السلم والسلام فى العالم.
وأضافوا أن السياق الدولى المعاصر يفرض تأسيس هذا الحلف، ووضع ميثاق له، يعمل على نقل الحرية الدينية وعلاقات التّعاون وقيم التسامح من مجرّد الإمكان إلى درجة الالتزام الأخلاقى والإلزام القانونى، خاصّة فيما يتعلق بحماية دور العبادة التى أصبح الاعتداء عليها يهدد حرية الدين فى أنحاء كثيرة من العالم. وقال المدير التنفيذى لمعهد الحرية الدينية فى الولايات الأمريكية، الدكتور كينت هيل، إن الميثاق يجب أن يكون جزءا من الحياة اليومية مضيفا: «علينا أن نسأل أنفسنا وبعضنا البعض عما هو فى هذا الميثاق، ما لم نقم بتجسيد مبادئ الميثاق فى المناهج الدراسية ووسائل الإعلام فلن تكون له فائدة». وقال الدكتور شوقى علام، المفتى، إن التوقيع على الميثاق حدث تاريخى، مضيفا: «أى شىء يحقق السلام والازدهار فى العالم هو دائما يأتى من دوافع دينيه، واليوم تحتاج البشرية إلى الكفاح الجماعى من أجل العدالة، وهذه لحظة مهمة فى تاريخ البشرية».
وعبر الدكتور محمد السنوسى، مدير الأمانة العامة لشبكة صناع المشروعات الدينية بالولايات المتحدة الأمريكية، عن تفاؤله بشأن الميثاق باعتباره شاملا، متابعا: «لم يكن الطريق أمام إعلان مراكش فى عام 2016 سهلا، ولكنه بنى الأساس لتحالف الفضول الجديد حيث إن العالم يواجه العديد من القضايا، مثل العنف والفقر والافتقار والأمية، حيث نعتبر حلف الفضول الجديد وثيقة تساعد على المساهمة فى حل هذه المشاكل». من جانبه أكد رئيس أساقفة أبوجا بنيجيريا، الكاردينال جون أونايكان، أن الميثاق فرصة لتحقيق السلام والقضاء على الانقسامات نهائيا.
وقال المدير الدولى للشؤون الدينية باللجنة اليهودية الأمريكية فى المملكة المتحدة، الحاخام دافيد روزن، إنه سعيد للعثور على تجمع للقادة المسلمين والمسيحيين يبدون رغبتهم الحقيقية فى معرفه بعضهم البعض.
وأكد الدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة، فى تصريحات خاصة خلال مشاركته فى فعاليات المنتدى ضرورة أن تعمل الحكومات على تأكيد قيم التنوع والتعددية فى قوانينها، وترسيخ التعايش بين الأديان والأعراق والملل، لافتا إلى أن التسامح لا يعنى التساهل مع الخارجين على القوانين ولا على الأنظمة التى يقوم عليها استقرار المجتمع واستتباب السلم والأمن فيه، داعياً إلى ضرورة استئصال الإرهاب والفكر المتطرف اللذين يهددان سلم المجتمعات واستقرارها.