برلمانيون يطالبون الحكومة ببحث حالات الانتحار الأخيرة

قالت منى منير، عضو مجلس النواب، أن منظمة الصحة العالمية أكدت فى تقرير لها عن ظاهرة الانتحار حول العالم، أن شخصًا واحدًا ينتحر كل 40 ثانية، أى أكثر من الذين قتلوا فى الحروب وعمليات القتل أو سرطان الثدى أو الفشل الكلوى والكبد الوبائى وفيروس سى، أو غيرها من الأمراض المنتشرة لدينا ، وأشارت إلى أن مصر تصدرت قائمة البلدان العربية فى عدد حالات الانتحار، بحسب ما قالت فى بيان لها بالمجلس.
وطالب النائب أحمد طنطاوى، عضو مجلس النواب، بضرورة أن تنتبه الحكومة لتكرار حالات الانتحار، التى شهدها الشارع المصرى خلال الفترة الأخيرة، وأن تبحثها بشكل دقيق، مؤكدا أنه فى دائرته الانتخابية توجد حالات انتحرت من خلال «حبة الغلة».
وأضاف: «هذا الأمر أصبح شائعا بالعديد من المحافظات وتمت مناشدة الحكومة بالعمل على منع تداول هذه الحبوب بمختلف المحافظات ولا نعرف السبب الخاص بعدم منع تداولها رغم المناشدات المتكررة بذلك».
ولفت «طنطاوى» إلى أن استخدام هذه الحبوب فى الانتحار أصبح ظاهرة سلبية على المجتمع، منتقدا التناول الإعلامى فى حالات الانتحار قائلا «الإشارة إليها فى حالات الانتحار يشجع من لديهم أمراض نفسية وميول على الانتحار أن يسارع فى استخدامها ومن ثم لابد من التروى الإعلامى فى هذا الصدد».
وتابع: «حبوب الغلال من أكثر وسائل الانتحار ولا بد من منع تداولها خاصة أن لها نتائج سرطانية بسبب استخدامها العادى بخلاف أنها تحولت لوسيلة للانتحار».
وأشار عدد من نواب البرلمان إلى أن الظروف الاقتصادية وراء زيادة حالات الانتحار فى مصر بسبب فقدان الشباب للأمل، الأمر الذى رفضه الدكتور أكرم زيدان، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة المنصورة، مؤكدا أن الانتحار لا يرتبط بمستوى فكر ولا ثقافة ولا بمستوى تعليم ولا بظروف اقتصادية وقال «الانتحار يحدث لأسباب نفسية فهو مجرد فكرة سيطرت على فرد فقد طاقته النفسية وليس جيبه»، مشيرا إلى أن أكثر نسبة انتحار على مستوى العالم فى السويد وهى من أعلى الدول رفاهية وقال «كلما زاد المجتمع تحضرا زادت نسبة الانتحار بين أفراده بسبب فشل بعض الأشخاص الضعاف فى جمع الحضارة فيصابون بالإحباط والاكتئاب ثم الانتحار والبعض ينتحر من كثرة الملل بسبب توفر كل شىء لديه فلذة الحياة فى متاعبها».
وأضاف أن الشخص المنتحر هو مريض اكتئاب فالانتحار عرض لمرض الاكتئاب الحاد وهو شخص خابت ظنونه فى الحاضر وليس لديه طاقة لمواجهة ذلك والشخص الذى ينجو من محاولة الانتحار لابد أن يخضع لعلاج اكتئاب فورى ويتبعها فترة تأهيل لا تقل عن 6 شهور، لأنه إذا لم يتم تأهيله بعد العلاج فسوف يعود مرة ثانية لمحاولة الانتحار».
وأكد أن نسب الانتحار لم تزد فى مصر كما يدعى البعض ولكنه تم تسليط الضوء عليها قائلا: «20% من مرضى الاكتئاب ينتحرون ونسبة الاكتئاب لا تتعدى 20% من الأمراض النفسية والعقلية وإذا قارنا ذلك بعدد السكان فسنكتشف أن نسبة الانتحار لا تذكر ولو أخذنا محافظة الدقهلية كمثال هناك 500 حالة انتحار خلال عامين وهى نسبة لا تُذكر مقارنة بعدد السكان الذى يصل إلى 7 ملايين نسمة».
وحذر «زيدان» من حالات الانتحار بين الشباب والتى تحدث بالصدفة نتيجة مشاكل عرضية قائلا «سوء تربية الآباء لأبنائهم سبب رئيسى فى وجود هذه الحالات بسبب الدلع المفرط والاهتمام الزائد بداية من الطفولة عندما يغضب الطفل على الطعام ويرفضه فتهتم الأم وتلح عليه فى تناول الطعام هنا يبدأ الخطأ ويصبح هذا الطفل شخصاً لايقدر على مواجهة صعوبات الحياة ولا يتحمل المسؤولية وكذلك تهديد الأبناء للآباء بقتل أنفسهم لأتفه الأسباب أو كوسيلة للضغط الاهتمام الزائد ومحاولة منعه بلهفة شديدة قد تدفعه لتنفيذ ما هدد به على سبيل زيادة الضغط لذلك يجب التعامل مع تلك الأمور بالتجاهل الحكيم ومتابعة الإبن أو البنت وهل هو مريض اكتئاب ويمكن أن ينتحر فعلا أم لا.