اتفق عدد من الأطباء حول أهمية المبادرة الرئاسية الأخيرة لرعاية صحة السيدات الحوامل والتى تم إطلاقها مؤخرا داخل كافة مراكز طب الأسرة على مستوى الجمهورية، فى إطار اهتمام الدولة برعاية صحة المرأة، وقالوا إن هذه المبادرة ستساهم فى تقليل معدلات الأمراض الوراثية والتى تصاب بها الأم أثناء فترة الحمل، واحتمالات انتقالها إلى الجنين. قال الدكتور مكرم رضوان عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن المبادرات الرئاسية التى شهدها قطاع الصحة مؤخرا لرعاية صحة المرأة تأتى فى إطار الصحوة التى نشهدها حاليا فى الرعاية الصحية فى مصر، وأصبح هناك العديد من الفئات التى كانت تعانى من نقص الرعاية الصحية قديما، تتمتع بنفس القدر من الاهتمام والرعاية، ومن بينهم فئة السيدات الحوامل. وأضاف رضوان، أن إطلاق مبادرة لرعاية السيدات الحوامل سيشهد تحقيق العديد من المميزات بالنسبة لصحة الأم والجنين إذا ما تم استمرارها بنفس الشكل، لأن صحة الأم الحامل من الموضوعات الحيوية التى تحتاج إلى متابعة صحية منتظمة، مضيفا أن المبادرة مهمة لزيادة التوعية بالأمور الواجب اتباعها فى شهور الحمل، والأخطاء الواجب تفاديها، ونوعية الأدوية المسموح بتناولها فى شهور الحمل، فهناك مثلا أدوية ممنوع استخدامها فى أول 3 شهور من الحمل، وهناك أدوية يتم تناولها بحرص بعد 3 شهور، وبالتالى الأمر يتطلب متابعة مستمرة من جانب الأم حرصًا على صحة الجنين. وأشار رضوان إلى أن هناك أمرا غاية فى الخطورة ينبغى الانتباه له ضمن الحملة، وهو تزايد نسب الولادة القيصرية، الأمر الذى يؤثر بالسلب على صحة الأم والجنين، فمصر أصبحت فى قائمة الدول الأكثر إجراء لعمليات الولادة القيصرية بما يعادل أكثر من 50% من عمليات الولادة فى مصر أصبحت قيصرية، مضيفا أن مواجهة ذلك مسؤولية الأطباء والأمهات أيضا. وقال رضوان إن الولادة القيصرية تؤدى إلى ولادة أطفال ناقصى النمو وبالتالى تتزايد مع ذلك فرص دخول الجنين الحضانات، والتى تعتبر بداية غير موفقة للطفل صحيا، مطالبا بأن تتبنى الحملة خطابا لتوعية الأمهات بأهمية الولادة الطبيعية لصحتها وطفلها. وقال الدكتور جمال أبو السرور، أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة الأزهر، إن هناك جوانب طبية عديدة تستدعى وجود مبادرات لرعاية وحماية صحة المرأة، وأن هناك العديد من الامراض التى توثر على الحمل، من بينها الأورام الليفية داخل الرحم، أو حدوث التهابات فى المهبل، أو التعرض لإشعاعات، أو حدوث انسدادات فى قناة فالوب، أو تناول مضادات حيوية، أو التدخين والتلوث، أو تناول الأغذية غير المناسبة أثناء فترة الحمل، أو حدوث التهابات فى المسالك البولية. وأوضح أبو السرور، أن جميع هذه الأمراض إذا أصيبت بها الأم، أثناء فترة الحمل، فإن ذلك يشكل ضررا على صحة الجنين، وأن السيدات من مرضى ارتفاع ضغط الدم، يواجهن مشكلات صحية عديدة أثناء الحمل، وبالتالى من المفيد الكشف المبكر عنه، وضبط مستوياته، لتفادى حدوث ما يسمى بتسمم الحمل، مضيفا أن التشخيص الصحيح أثناء فترة الحمل، أصبح من الأمور المهمة جدا بالنسبة لما يسمى ب «وضع المشيمة»، ومدى تطابقها مع الوضع الصحيح، لأن لو هناك مخالفة فى ذلك للوضع الطبيعى، فإن ذلك قد يؤدى إلى حدوث أضرار للجنين. وأضاف أبو السرور، أن الرعاية الصحية المقدمة للأم الحامل تقلل من نسب حدوث الوفيات بين الأمهات أثناء الولادة بنسبة 60 % يمكن تجنبها بتوفير الرعاية الصحية اللازمة. ولفت إلى أن تزايد أعداد الحالات من المواليد التى تعانى من التشوهات الخلقية أو الأمراض النادرة، يشير إلى تأخر مستويات الرعاية الصحية للمرأة الحامل.