«كورونا» أقل خطورة من السارس وأكثر قتلًا من الأنفلونزا الموسمية

احتل الحديث عن فيروس كورونا اهتمام وقلق العالم كله وكيفية الوقاية منه، وفى ظل تلك الأجواء، نظمت كلية الصيدلة بجامعة 6 أكتوبر ندوة عن الفيروس وكيفية الحماية من العدوى.
حاضر فى الندوة الدكتور عبدالجواد محمد هاشم، أستاذ الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، ووكيل كلية الصيدلة بالجامعة البريطانية.
تناولت المحاضرة مفهوم الفيروس والفرق بين العدوى الفيروسية والعدوى الميكروبية وأنواع الفيروسات التى تصيب الجهاز التنفسى العلوى والسفلى وكيفية الإصابة فى الجهاز التنفسى.
وقال «هاشم» إن الفيروسات من عائلة الكورونا اكتشفت منذ سنوات عديدة، وكان مصدرها الحيوان ثم انتقلت إلى الإنسان فيما بعد.
وأضاف أن أهم أعراض الفيروس الجديد 19-n-COV20، ارتفاع درجة الحرارة مع ضيق وسرعة فى التنفس والكحة الجافة وأوجاع وآلام بالجسم.
وعن أهم الاحتياطات الواجب اتخاذها ذكر من بينها: «عدم التواجد فى أماكن مزدحمة، وتجنب الكحة او العطس فى مواجهة اى شخص أو ملامسة الأسطح الملوثة، واستعمال ماسك طبى، ولكن بطريقة صحيحة، والغسل الجيد والمستمر لليدين بالماء والصابون».
واختتم« هاشم» المحاضرة بالإجابة عن سؤال: هل هذا الفيروس له علاج؟ مجيبا، حتى الان لا يوجد علاج او مصل محدد له، والإصابة به تتفاوت من شخص لآخر حسب مناعة الجسم، والتعامل معه يعتمد فقط على تجنب الإصابة به من خلال الطرق الوقائية ومعالجة الأعراض.
ڤيروس كورونا أقل خطورة من السارس والميرس، وأكثر فتكا وقتلا من ڤيروس الإنفلونزا الموسمية بسبب سرعة انتشاره، كما ذكرالدكتور محمد بسيونى، أستاذ الميكروبيولوجيا الطبية والمناعة المتفرغ، عميد طب المنيا السابق.
وأضاف أن خطورته تكمن فى أن حامل الفيروس قادر على نقله بدون ظهور أى أعراض عليه لمدة أسبوعين، ولذا لا بد من الاحتياطات الشديدة، مثل استخدام مناديل ورقية للسعال والعطس والتخلص منها بطريقة صحية، وعدم تناول أية أدوية دون روشتة طبيب، عند الشعور بأعراض البرد، وعدم تناول المضادات الحيوية، لأنها لا تعمل ضد الفيروسات، وتناول اليوسفى والبرتقال والليمون والخضروات الطازجة يوميا، واستخدام المطهرات، والإقلال من لمس الوجه والعينين، ومنع السلام باليد والقبلات، ومنع التدخين، حيث توجد علاقة بينه وبين شدة المرض حالة حدوثه، واستخدام القناع الطبى المناسب، ومن بينها القناع الجراحى ويستخدم لمنع انتشار الرذاذ فى الهواء، ويستعمل فور ظهور الأعراض ويجب رميه عندما يصبح مبلّلًا، وأيضا قناع الحماية التنفسية الفردية ويعتبر هذا النوع آمنا جدا، لأنه يحتوى على فلتر يوفر الحماية من خطر استنشاق العناصر التى تنتشر بالهواء، وكذلك يمنع تناقل قطرات الرذاذ التنفسى، ويستخدم من 3 إلى 8 ساعات، وبعد ذلك يتم التخلص منه، لكن ينصح بعدم لمسه بعد وضعه، ويستخدمه الأطباء، وكل من يتعامل مع المرضى أو المشتبه بإصابتهم، أما باقى أنواع الأقنعة، التى تستعمل للحد من استنشاق الجسيمات، فهى متشابهة، إلا أن كل نوع منها له هدف محدد، فكلها تعتبر أقنعة للحماية من الغبار، لكنها لا تحمى من الكائنات الدقيقة، وغير مصممة بقياسات مناسبة للأفراد، وبشكل عام، ارتداء أى نوع من الأقنعة قد يساعد فى الحد من انتشار بعض أمراض الجهاز التنفسى بشكل عام، لكن استخدامه وحده دون باقى الاحتياطات غير مضمون لوقف العدوى.
وتابع: «الأمر لا يستحق كل هذا الهلع، فالإنفلونزا الموسمية تنتشر سنويا فى جميع أنحاء العالم، وتصيب من 3 إلى 5 ملايين حالة إصابة شديدة، وتقريبا من ربع إلى نصف مليون حالة وفاة، بينما أصاب فيروس كورونا المستجد، أقل من 100 ألف وتسبب فى 3000 حالة وفاة حول العالم حتى الآن، ولا أحد يستطيع الجزم بذلك باختفاء الفيروس من عدمه، فما زالت الأبحاث جارية، لكن على أفضل التوقعات من الممكن أن يختفى فعلا فى الربيع ثم يعاود الظهور مرة أخرى فى الخريف كأى فيروس».