الصراع الدائر حاليا بين الاتحادين الدولى والأوروبى لكرة القدم.. يبدو على السطح صراعا بين الذين يحافظون على روح كرة القدم ومتعتها وجمالها والذين يريدون تحويلها إلى سلعة قابلة للبيع بأى ثمن ومهما كان الثمن.. بينما الحقيقة هى أن الجميع لا يبحثون إلا عن المال والمزيد من المكاسب والأرباح.. وكما يحدث طوال الوقت.. فالمنتصرون وحدهم هم الذين يكتبون التاريخ كما يشاءون، وهم وحدهم أيضا الذين يصوغون الحقوق ويعيدون توزيعها.. ولهذا سينتظر الجميع الفائز فى هذا الصراع الكروى ليصبح هو صاحب الحق وصاحب كرة القدم الجميلة أيضا.. فألكساندر تشيفرين.. رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم.. وقف منذ أيام فى القاعة الكبرى لفندق جراند أوتيل فى أمستردام يفتتح الجمعية العمومية الرابعة والأربعين للاتحاد الاوروبى ويتحدث عن رغبة الاتحاد فى المحافظة على روح كرة القدم لتبقى لعبة يسعد بها العالم ضد الذين يتاجرون بها بحثًا عن مزيد من المال.. وكان تشيفرين يقصد إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، الذى كان جالسا فى نفس القاعة بالمناسبة.. ولم يكن ما قاله تشيفرين جديدا حيث سبق أن ردد تلك الاتهامات أكثر من مرة بعد قرار إنفانتينو تأسيس بطولة عالم جديدة للأندية ستبدأ العام المقبل فى الصين بمشاركة 24 ناديا.. وستقوم مجموعة رين الاقتصادية الأمريكية بدعم البطولة بمليار دولار بعدما رفض «فيفا» الدعم الذى عرضته مؤسسات سعودية وسوفت بانك.. وقال تشيفرين أن إنفانتينو يريد محاربة أوروبا وبطولاتها ويحاول حاليا الاستئثار بكل بطولات الكرة لينال «فيفا» وحده كل الأرباح.. وأكد تشيفرين أن أوروبا لن تسمح بذلك وستبقى تحارب دفاعا عن اللعبة كما أحبها العالم، ولن تسمح لأى أحد بسرقتها أو إفسادها.. ومن ناحية أخرى، تهكم مسؤولون فى «فيفا» على أحاديث وخطابات تشيفرين بعدما اتضح أن الاتحاد الأوروبى بدأ يدرس إطلاق بطولة جديدة تشبه دورى الأبطال الأوروبى لكنها ستفتح أبوابها لأندية من خارج أوروبا وستكون البداية العام المقبل بمشاركة أندية أمريكا اللاتينية .. وهكذا امتلأت المسافة بين زيوريخ السويسرية، حيث مقر «فيفا»، ومدينة نيون السويسرية أيضا، حيث مقر الاتحاد الاوروبى، والتى لا تزيد على 250 كيلومترا، بكثير من الاتهامات والصراخ والغضب.. حرب لم يقم بها أصحابها دفاعا عن كرة القدم إنما عن مزيد من المال الذى ستأتى به اللعبة التى كانت جميلة.
