أكد المشاركون في جلسة الأمن الغذائي في أفريقيا، التي عقدت ظهر الأحد ضمن فعاليات منتدي شباب العالم بشرم الشيخ، أن الأمن الغذائي هو الطريق لتحقيق الأمن في العالم، مشددين على أن وجود الغذاء سيحل العديد من المشاكل. شارك في الجلسة كل من: شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)،الدكتور خالد أبوزيد المدير الإقليمي للموارد المائية، بمركز سيداري والمجلس العربي للمياه والخبير الدولي للمياه، والسيد ديفيد بيزلى، المدير التنفيذى لبرنامج الأممالمتحدة للغذاء، وروز ماري وزير الشباب بدولة راوندا. وأشاد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بالجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية لإقامة مجتمعات جديدة من أجل توفير مستقبل أفضل للشباب، مؤكدًا أن الشباب هم القوة الدافعة في الوصول إلى التغيير الذي نريده، لذلك نحتاج إلى دعم جيل الشباب للرد على جميع التحديات خصوصا التي تهدد مستقبل الزراعة والأمن الغذائي. وأضاف: «نستطيع أن نتعلم من مصر، هذه البلد التي تمتلك 7 الاف سنة من الحضارة ويجب على المصريين أن يقدروا ذلك حتي تستمر هذه الحضارة للأجيال القادة من خلال تغيير العقليات، لأنه بدون ذلك لن يستطيع الشباب أن يقود، كما يجب التركيز على المستقبل خصوصا المستقبل الرقمي». وأكد على ضرورة تشجيع المواطنين على العيش في المناطق الريفية بدلا من المناطق الحضارية، حتي لا تزيد مشاكل الأمن الغذائي، كما يجب أن يكون هناك تشارك للمعارف والمعلومات للوصول إلى مزيد من من الابتكارات، وكل هذا سيكون في أيدي الشباب حتي بعد تحقيق أهداف التنمية المستدامة بعد 2030، وسيكون هناك تركيز على أمور جديدة من أجل تزويد الاجبال القادمة بالأغذية. وأكد في كلمته أن تسخير الابتكارات التكنولوجية يمكن أن يجعل الزراعة أكثر كفاءة ويوفر فرصًا وخدمات جديدة لأصحاب المشاريع الشباب، هذه الثورة مستمرة بالفعل في آسيا، وأيضا في أفريقيا، الأفكار الجديدة من الشباب وكذلك من المنظمات والجامعات والشركات في جميع أنحاء العالم تساعد على إطلاق إمكانات قطاعي الأغذية والزراعة، هناك إمكانات هائلة للحد من الفقر، وسد الفجوة، سيخلق الاستثمار والابتكار فرصا لتوظيف الشباب وتمكينهم ومنحهم فرصا متساوية للوصول إلى المعلومات والتكنولوجيا والأسواق. من جهته، قال الدكتور خالد أبوزيد، المدير الإقليمي للموارد المائية بمركز سيداري والمجلس العربي للمياه والخبير الدولي للمياه، إن استخدامات المياه في الزراعة لها علاقة بتحقيق الأمن الغذائي الذي يجب أن يحتل المرتبة الاولي في أولويات متخذي القرار، ما يدعو إلى ضرورة وأهمية النظر إلى تأثير ذلك على الأمن الغذائي في المنطقة إذا ما انتهجت الدول هذه السياسة في ظل شح الموارد المائية المتجددة. وشدد على أنه لابد من الحصول على المعلومات اللازمة لإدارة المياه بالكفاءة المطلوبة، مشيرا إلى أن الموارد المائية الزرقاء (السطحية والجوفية) المتجددة العذبة الداخلية تقدر بحوالي 91 مليار متر مكعب في العام (م3/عام)، وأن المياه التي تنبع من خارج المنطقة العربية تصل إلى حوالي 163 مليار م3/عام، وأن المياه الخضراء التي ساهمت مباشرة في الزراعات المطرية والغطاء الخضري بلغت 150 مليار م3. وقال الدكتور خالد أبوزيد، إن الهدف الثاني من أهداف التنمية للأمم المتحدة هو القضاء على الجوع، إلا أنه على الرغم من ذلك هناك تزايد في أعداد الذين يعانون من سوء التغذية حيث بلغ عددهم 780 مليون شخص ثلثهم يعيشون في افريقيا وجنوب شرق آسيا. وأضاف أن الأمن الغذائي أكثر شمولا من الاكتفاء الذاتي فيجب علينا تحقيق الأمن الغذائي، داعيا إلى الانتقال لاستخدام المياه الخضراء في الزراعة وأن نتشارك في المياه الزرقاء بدلا من الصراع خصوصا أن المياه الخضراء متوفرة بكثرة في أفريقيا وستساهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي. وأشار إلى أن الأمن المائي مهم جدا للأمن الغذائي فهناك العديد من المصادر يمكن الاعتماد عليها في الزراعة منها الاستخدام الأمثل لمياه الصرف الصحي، حيث يمكن استخدامها في زراعة الحبوب والمحاصيل الأخرى بالاضافة إلى استغلالها لري الأراضي الزراعي الجديدة دون الحاق الضرر بالأراضي القديمة. وقال خالد أبوزيد إن مركز سيداري يقوم بإصدار تقارير سنويا لحالة المياه في المنطقة العربي ويتم ارسالها لصانعي القرار للتعرف على المشاكل التي تواجه الأمن الغذائي في المنطقة، فيما تطرق ديفيد بيزلى، المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للغذاء، إلى أضرار الصراعات الإنسانية والتغيرات المناخية والإرهاب على شعوب العالم، مشيرا إلى أنه كل 5 ثوان يموت طفل على هذا الكوكب بسبب الجوع، على الرغم من وجود 361 تريليون من الثروة الموجودة على الأرض. وقالت روز ماري، وزير الشباب في دولة روندا، إن موضوع نفص في الطعام يشغلنا جميعا، مشيرة إلى أن الطعام من أبرز حقوق الانسان لذلك يجب أن يكون مصدر اهتمام منا جميعا، وأن نناقشه على مدار الوقت وأن نفكر في التنمية وكيفية الحفاظ على الماء وكيفية استخدامه. واستعرضت ماري رؤية بلادها في هذا المجال، وأشارت إلى أن رواندا دولة نهضت من 25 عامًا، وكان نقص الغذاء في ذلك الوقت مشكلة كبيرة، وتم إنشاء برنامج غداء على مستوي قومي إلى أن وصل الامن الغذائي ل 81 % من خلال عدة برامج تحت اشراف القيادة في الدولة. وأضافت أنه تم التركيز على الشعب من خلال عدة برامج كان أهمها برنامج اشراك المواطنين، حيث أن نسبة 81 % ليست كافية لتحقيق الأمن الغذائي، فأي شخص جائع في الدولة يتم معرفته من خلال هذا البرنامج ويشارك فيه جميع افراد المجتمع هو برنامج لدعم المواطنين في حال وجود نقص في الغذاء.