«الشيخ سلامة».. مشاهد من كفاح زعيم المقاومة الشعبية بالسويس (بروفايل)

رفض سيطرة العدوان الثلاثي المُستبد على رمال البلد، وقف متصديًا لثغرات العدو، لُقّب ب«ناصر الشرعية» و«قاهر الاحتلال»، إنهُ البطل حافظ سلامة.
داخل السويس، ولدَ حافظ سلامة، 6 ديسمبر 1925، وكان الابن الرابع للحاج، على سلامة، التحق بمدرسة ابتدائية أزهرية، ليثقف نفسه في العلوم الشرعية، وبمرور الأيام، عمل كواعظ إلى أن وصل لدرجة مستشار لشيخ الأزهر، ثُم أحيل للتقاعد عام 1978.
بعدما تقاعد «سلامة»، انضم للعمل الخيري، وشارك في العديد من الجمعيات الخيرية في السويس وغيرها، كما دعم المقاومة والمشاركة في العمليات الفدائية.
صلابه قلبه وحُبه لمدينته، جعلاه غير قادر على تركها والهجرة مع أُسرته إلى القاهرة، رغم وقوع مصر تحت سطوة الاحتلال الإنجليزي، فكان يوفر مصاريفه من إدارته لمحل الأقمشة الذي يمتلكه والده، كما كان يرسل لعائلته أموالا، رغم صغر سنه.
وعندها دقت طبول الحرب بين مصر والإنجليز وفرنسا وإسرائيل عام 1956، فكانت بورسعيد هي الفريسة الأولى لدول العدوان الثلاثي، الأمر الذي دفع «سلامة» للدفاع عن بلدته الهادئة، وفي تلك الأثناء أُقدمت غارة إسرائيلية لضرب القناة، فيما كان «سلامة» يقف في الصفوف الأولى من مدفع مضاد للطائرات، ومع اقترابها ولهو الشباب الذين تسلموا السلاح في البحث عن مخابئ لهم، أمسك حينها البطل الذخيرة الخاصة بالمدفعية بمساعده الطاقم، وبدأ بإطلاق القذائف تجاه الطائرات المعادية.
وعندما غادرت الطائرات، استدعاه الصاغ صلاح سالم، وأمر بصرف سلاح آلي روسي له، وذلك لمساواته بباقي الفدائيين في السويس.
قادَ الشيخ «سلامة» عمليات المقاومة الشعبية، ومن بعدها، كان لهُ موقف معارض لزيارة أنور السادات للقدس، 1977، ومعاهدة كامب ديفيد، مما جعل الرئيس يضعه على رأس قائمة اعتقالات سبتمبر 1981، وأفرج عنه بعد اغتيال السادات.
وكان له موقف صارم تجاه أزمة مقابر الشهداء التي أُقيمت على رؤوسهم، مواقف للسيارات، فأصدر بيان يُطالب فيه بنقل المواقف ومواسير الصرف الصحي للحفاظ على قدسية أبطال السويس.