البابا تواضروس الثاني: مصر لا تفرق بين مسيحي ومسلم .. ونعتبر النيل أبونا والأرض أمنا

وصل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، مساء أمس السبت، إلى مدينة ليون الفرنسية، في إطار جولته الرعوية الحالية بإبراشيات الكرازة المرقسية بقارة أوروبا. وخلال جولته، تتبع الكنائس القبطية بليون إبراشية جنوب فرنسا، والقطاع الفرنسي من سويسرا، ويرعاها نيافة الأنبا لوقا، كما زار قداسة البابا والوفد المرافق له كنيسة السيدة العذراء مريم، والشهيدين مارقوريوس، ومارمينا، والقديس الأنبا أنطونيوس.
وحضر للترحيب بقداسة البابا تواضروس رئيس أساقفة ليون للكنيسة الكاثوليكية الكاردينال فيليب بارباران، وقدم له قداسته أيقونة العائلة المقدسة هدية وتسلمها الكاردينال بفرح، ورفعها بكلتا يديه إلى أعلى تعبيرًا عن اعتزازه بها، بينما قدم قداسة البابا شرحًا لمدلولات محتويات الأيقونة وهي الأربع سمكات التي تشير للبشائر الأربع، والأهرامات التي ترمز للحضارة المصرية، ونهر النيل الذي يرمز لخصوبة أرض مصر، كما رتل كورال الكنيسة مجموعة من التسابيح.
وزار قداسة البابا تواضروس الثاني مقر القنصلية المصرية بمارسيليا، وكان في استقباله السفير هشام ماهر، القنصل المصري العام بجنوب فرنسا، وطاقم القنصلية، وعقد لقاء حضره أيضًا عمدة مارسيليا ريناود موزيلي. رافق قداسة البابا خلال الزيارة نيافة الأنبا لوقا، أسقف جنوب فرنسا والقطاع الفرنسي من سويسرا، وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لقداسته.
وقال البابا: «مصر بلد كبير به مائة مليون مواطن، وبه حوالي 15 مليون مواطن مسيحي، وحوالي 2 مليون مواطن يعيشون في مختلف دول العالم، في أمريكا وكندا وأستراليا وفرنسا وباقي أوروبا وآسيا وإفريقيا»، مضيفًا: «يعيش المصريون على مساحة 8% فقط من الأرض. ونحن نعيش على ضفاف نهر النيل، ونعتبر أن النيل هو أبونا والأرض هي أمنا».
وتابع البابا: «تأسست الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القرن الأول الميلادي، وصارت مصر مسيحية لمدة 7 قرون ثم دخلها الإسلام في القرن السابع الميلادي، وعاش المصريون سويًا. ونستطيع أن نقول إن نهر النيل خلق وحدة طبيعية بين المصريين. وأعتقد أنه عندما زرت سيادتكم مصر لم تستطع أن تفرق بين المسيحي والمسلم فنحن نشترك في نفس المساكن وندخل نفس المدارس والمستشفيات والجامعات».
وأوضح البابا تواضروس أن مصر تواجه اليوم معركتين، الأولى ضد الإرهاب، لأننا تعرضنا لهجمات إرهابية كثيرة، والمعركة الأخرى معركة التنمية، فنحن لدينا مشاريع تنموية كبيرة نقوم بها ونحاول في ذلك ونستعين بدول صديقة مثل فرنسا، ولدينا تعاون في كل المجالات وهذه الأمور تعطينا أملا في مستقبل مشرق.
وواصل: «أوروبا في تاريخ لها ابتعدت عن جذورها المسيحية ولهذا أسباب عديدة وربما هذا يسبب حالة فراغ لابد أن يملأ القلب محبة الله. عندما تشرق الشمس في كل صباح يوجد أمل جديد».