تصعيد جديد على الساحة السورية، مع وجود بوادر لاشتباك مسلح شنت القوات التركية عدوانا، الجمعة، على مواقع تابعة للجيش السوري في إدلب. القصف يأتي ردا على تعرض موقع مراقبة تركية، في محافظة إدلب السورية لهجوم بقذائف مورتر، الأمر الذي أسفر عن مقتل جنديً تركي وإصابة 3 أخرون، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الدفاع التركية، الخميس. وفي بيان مكتوب، قالت الوزارة، إن الهجوم شُن من أراضٍ تسيطر عليها قوات الحكومة السورية، مشيرة إلى أنها تعتبره هجومًا متعمدًا، متوعده برد تركي «بأشد العقوبات». وتعد تلك الواقعة تسجيل لأول حالة وفاة تركية في هجوم الحكومة السورية منذ شن هجوم لاستعادة إدلب في أبريل، مما ينذر بإمكانية تصعيد عسكري بين القوات التركية والقوات السورية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. واستبعد خبراء في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم» أن تؤدي التطورات الحالية في إدلب إلى مواجهة عسكرية شاملة بين تركياوسوريا، خاصة وأن الموجهة لا تصب في مصلحة أحد، مرجحين أن تلعب روسيا دور الوساطة لتهدئة الأمور. وأكد الباحث في العلاقات الدولية، جلال سلمي، أنه لن يتم أي تصعيد عسكري ضد الجيش السوري، مشيرا إلى أن النظام السوري، لا يزال النظام الشرعي لسوريا في المحافل الدولية، مشيرا إلى أن تمادي تركيا في استهدافه لا يصب في صالحها. الرأي نفسه يتبناه «محمد حامد»، الخبير في العلاقات الدولية، قائلا «ما حدث هو أمر عابر لا يعنى أن هناك اشتباك سوري تركي في المستقبل»، ولفت الخبير في العلاقات الدولية إلى أن أمام تركيا طرق أخرى لحل الأزمة، وسوريا أصبحت بقعة جاذبة للنفوذ الدولي، وأن تركيا تتحاور مع روسيا لإبعاد القوات السورية من نقاط تمركزها» وقال محمود كمال نائب مدير المركز العربي الإفريقي مصر للدراسات السياسية، أن التصعيد التركي أتى محولة للتهرب من هزيمة حزب اردوغان الحاكم في انتخابات البلدية، لافتا إلى أن عملية إصابة الجنود الأتراك وقتلهم ورائها أطراف خارجية بخلاف الجيش السوري ولاسيما بعدما بدأ الجيش السوري يحرر إدلب ويسيطر على أغلبها. وتوقع كمال ألا يحدث صدام مسلح ولو حدث ستكون ضربات محدودة ومناوشات من أجل أن يصل كل طرف للهدف الذي يريده، لافت إلى أن سوريا تريد تطهير إدلب بالكامل من الميليشيات المدعومة من تركيا والقوات الدولية من أجل عدم استقرار سوريا وأضاف كمال «أنه من الغريب أن تتهم تركياسوريا بأنها الدولة المعتدية،» مشيرا إلى أن تركيا تتدخل في الشأن السوري وتحاول أن تحتل أحد مدنها»، واستبعد نائب مدير المركز العربي الإفريقي مصر للدراسات السياسية، فكرة أي تصادم عسكري مباشر بشكل فعلي، لافت إلى أن روسيا تلعب دور الوسيط لتهدئة الأوضاع، لاستقرار سوريا لحماية المصالح الروسية المتمثلة في ميناء طرطوس وموارد الطاقة كالغاز والبترول» وتشغل القوات التركية 12 مركز مراقبة في إدلب، كجزء من اتفاقية وقف التصعيد التي أبرمت مع روسيا وإيران في سبتمبر 2017، وانهار وقف إطلاق النار الذي تفاوضت عليه تركيا العام الماضي، التي تدعم جماعات مقاتلة في سوريا، وروسيا، التي تدعم الرئيس بشار الأسد، وسط الهجوم السوري من قوات الحكومية