كان ياما كان يا صحابنا يا حلوين ياللى معانا متابعين حواديت محمود.. وصل محمود المدرسة وقابل أصحابه، وقال لهم إنه حط أول عمل على فانوس الخير، وكان فرحان ومبسوط.. رن الجرس وجريوا قوام على الفصول. بدأت الميس اليوم بحديث عن الرسول قال فيه ما معناه إن قراءة حرف في القرآن بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها.. قال لها محمود إنه عرف كمان إن رمضان شهر القرآن. ردت الميس: شطور يا محمود، في شهر رمضان نزل القرآن على الرسول. رجع محمود البيت وهو مش مبسوط. مامته سألته: مالك؟ باين عليك زعلان مش مبسوط.. قال لها: يا ماما النهارده عرفت حديث عن الرسول قال فيه قراءة حرف في القرآن بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها، وأنا لسه صغنون، مش هعرف أقرا الحروف.. قالت له: ما تزعلش، وتعالى نشوف عمل إيه الولد دودو الصغنون اللى مش بيقرا الحروف. دودو شاف جدو بيقرا قرآن ومبسوط، قال له: يا جدو أنا نفسى أكون كبير وأقرأ الحروف، وآخد حسنات كتيير، بس أنا لسه صغنون وماحفظتش غير سورة «الإخلاص». رد جدو عليه: يا دودو إنت عارف إنك كده حفظت ثلث القرآن؟ ولو قلتها تلات مرات انت كده قريت القرآن. فرح محمود وقال لمامته هقراها كل يوم على طول، فرحت ماما بيه وقالت له: مش عايزة أشوفك مش مبسوط يا محمود. ما تقلقش، إن شاء الله هنملا كل الفانوس. وقعد محمود قبل ما يروح المدرسة يعد أعمال الخير اللى في الفانوس، بعد ما ساعد في إفطار صائم وكمان قرأ القرآن المطلوب. وراح المدرسة على طول. وبعد شوية افتكر موضوع وقال للميس إنه شاف ولد بيحدف على القطة طوب. زعلت الميس أوى وقالت له كده غلط. لازم يكون عندنا رحمة في القلوب، دا رمضان شهر الرحمة والقرآن، وكمان شهر الصوم. الرحمة حاجة جميلة جداً، وبناخد عليها حسنات كتييير، انتم عارفين يا ولاد، كان في راجل من العطش هيموت، ولقى بير غويط فشرب منه وقال الحمد لله لازم أكون شكور. وبعد شوية شاف كلب تعبان، وماشى يدور في الأرض على حاجة تروى عطشه.. الراجل الطيب قال: الكلب ده أكيد عطشان ولازم أساعده يشرب عشان مش هيعرف يشرب لوحده من البير. لازم أكون رحيم. ملأ الراجل الطيب جزمته وساعد الكلب إنه يشرب عشان كان من العطش هيموت.. شفتم إزاى حلوة الرحمة في القلوب؟.. وأنا واثقة إنكم من النهارده هتكونوا من أصحاب الرحمة في القلوب.
