دعانى وصديقة لى الشاعر الكريم أكرم عبد السميع لحضور احدى أمسيات مهرجان حلمية الزيتون للشعراء وكتاب القصة والذى يقام سنويا بمركز شباب حلمية الزيتون ..سمحت لى ظروفى بحضور الليلة الثالثة والختامية يوم الأحد الماضى .. فى الثامنة مساء كنا داخل مركز شباب الحلمية صعدنا لقاعة المهرجان بالطابق الثانى ..كان الحضور متوسطا ..الشعراء من مختلف الاعمار ومن مختلف أقاليم مصر يتوالون على الميكروفون لالقاء قصائدهم ..على منصة ادارة الندوة يجلس رئيس المهرجان الشاعر الدكتور يسرى العزب الاستاذ المتفرغ بكلية آداب جامعة بنها وبجانبه مقرر المهرجان الشاعر يسرى الخطيب وبجواره عضو أمانة المهرجان الاستاذ حسن خضر .. تقدم شاعر يدعى ياسر سليم لالقاء قصيدته كان عنوانها " النبى المغرور " ..بدأ ياسر يلقى قصيدته وسط انصات الحضور الذواق للشعر ..أنهى ياسر قصيدته وفوجئنا بشاب يندفع للميكروفون صارخا : أنا لا أسمح أن أكون بمكان ويسب فيه دين الله ..لكن الغلطة مش غلطتك ..الغلطة غلطة من قدمك وسمح لك بالقاء قصيدتك " النبى المغرور ..!!!..ارتسمت علامات الدهشة على وجوه الحضور وسرت همهمات فى القاعة ..انفعل الشاعر ياسر وصاح قائلا : من لا يعجبه شعرى لا يستمع اليه !! سبب الأزمة أن هناك جملة فى قصيدة ياسر يقول فيها " سأسب دين المنحنين " ..غادر ياسر القاعة ولاحقه المدافع عن دين الله ويدعى فضل محمد ابراهيم وعرفت أنه شاعر من المنيا ..لم أحتمل هذا المشهد العبثى وأستفزنى أكثر تغاضى الجالسون على المنصة عما حدث واستمروا فى تقديم الشعراء لالقاء قصائدهم ..استأذنت الشاعر أكرم وصديقتى فى الخروج من القاعة لتبين ما يحدث بين الشاعرين حاولا منعى لكنى صممت على الخروج .. على باب القاعة وجدت فضل وقد اسود وجهه وارتفع صياحه بينما ياسر يتجه للسلم مغادرا المكان ومهمهما بعبارات وكلمات لم أتبينها لكثرة من كانوا حولهما يحاولون فض الاشتباك ..فى هدوء اتجهت لفضل قائلة : الشعر حمال تأويلات وصور وتشبيهات وأخيلة واستعارات فرد على بحدة : الا الدين ..يكتب ما يريده بعيدا عن الدين ..قلت له : ياسر لم يمس الدين ..نظر الى والشرر يتطاير من عينيه ..أدخلنا المنظمون للمهرجان الى القاعة مجددا واستبقوا فضل يهدؤون من روعه ..كنت قد فقدت الكثير من هدوئى وتعكر مزاجى ولم أستطع متابعة المزيد من الشعر .. قررت وصديقتى الانصراف ..اصطحبنا الشاعر أكرم خارج القاعة ..على بابها كان يجلس الشاعر فضل مع بعض صحبه ..عندما شاهد أكرم يغادر معنا بادره قائلا : انت ماشى ليه دلوقتى ..انت متمشيش خليك لسه الأمسية مخلصتش وتكريم الشعراء فى نهايتها ..رد عليه اكرم : لا أنا ماشى ..نظرت لفضل وخاطبته قائلة : احنا زعلانين منك ..نظر الى بتحدى وقال : زعلانين ليه ..أجبته : اللى عملته غلط ..الأدب لا يصادر عليه هكذا وياسر لم يخطئ ..رد على بعصبية : ده مش أدب ده قلة أدب.. وفاجئنى بسؤاله وهو ينظر الى شعرى : انت مسلمة ؟!! لبرهة انعقد لسانى من الصدمة ثم قررت مواصلة الحوار لأعرف ما الذى بداخل عقل السيد الشاعر " فضل " فأجبته : نعم أنا مسلمة .. انفرجت أساريره وقال منتصرا : طيب روحى اتحجبى أحسن ..وأشار لى بيده ناحية السلم قائلا : يلا اتفضلى قلت : أنا مش عندكم فى البيت علشان تقولى يلا اتفضلى .. وليكن فى علمك أنك بهذا السلوك وهذا التفكير لن تكون شاعرا ولا أديبا ولا أى شيئ أخر.... نزلت السلم مع صديقتى وأكرم فلحق بنا أحد الشباب محاولا الاعتذار عما بدر من " فضل " ..ودار بيننا حوار وجدل وكان الشاب وأظنه شاعرا أيضا فى صف فضل ويؤكد أن ياسر دائما يحاول أن يكسر الثوابت ويتجاوز كل الحدود كى يحدث ضجه حول شعره فيشتهر سريعا !!!..لم يعجبنى هذا الاتهام وقلت أن ياسر لم يخطئ ..فاندفع الشاب يقول : بل أخطأ يكفى أنه عنون قصيدته ب " النبى المغرور " وضرب لى مثلا ليقرب لى وجهة نظره قال : تخيلى مثلا أن شاعرا قالى فى احدى قصائده : وصلبت كما صلب المسيح ..قلتله : آه وبعدين قال : هو لسه فى بعدين كده يكون قد كفر فالمسيح لم يصلب أصلا ..!!! قلت : هكذا ببساطة تكفرون الناس ؟!! طوال الطريق الى البيت كان عقلى يتساءل ان كان هذا حال من يدعون أنهم شعراء وأدباء فماذا سيرتكب العامة ومحدودى الثقافة والأميون من أفعال وتصرفات باسم الدين ؟؟؟؟؟