«زي النهارده».. محاكمة محمد علي كلاي وتجريده من لقب بطل العالم 8 مايو 1967

كان أسلوب محمد على كلاي في الملاكمة أن يحلق كالفراشة ويلسع كالنحلة، كما اشتهر بسرعة لكماته وتحويمه حول خصمه إلى أن يباغته بالضربة القاضية، وفوق هذا فقد كان صانع ضجات كبرى منها إشهاره إسلامه، ومنها رفضه المشاركة في حرب فيتنام، هذا هو محمد على كلاى المولود في 1942 في مدينة لويزفيل بولاية كينتاكى الأمريكية، لأسرة فقيرة من الزنوج الأمريكان.
بدايته في عالم الملاكمة كانت عام 1954، وفى تلك الأثناء لم يكن الصبى كاسيوس مارسيلس كلاى (وهذا اسمه الأصلى) قد تجاوز ال12 من عمره، وكان أحد الأشخاص سرق دراجته الهوائية، وتوعد بأن يسحق السارق عندما يعثر عليه، وكان هذا في حضور رجل شرطة فسخر الشرطى من الصبى الطويل النحيف قائلاً له: «من الأفضل لك أن تتعلم الملاكمة أولاً قبل أن تحاول ضرب أحد».
ولم يخطر ببال هذا الشرطى أن ما قاله ساخرا سيكون سببًا في تغيير مسار حياة هذا الصبي، فقد احترف محمد على كلاى الملاكمة في 1960 وكان عمره 18 عامًا وأحرز للولايات المتحدة الميدالية الذهبية في دورة روما الأوليمبية وفى 1964 استطاع إقصاء الملاكم سونى ليستون عن عرش الملاكمة وبدأ نجمه في الصعود بل أصبح بطلاً للشباب الأمريكى وقتذاك.
وفى بدايات عام 1966 طلب للخدمة العسكرية، وكانت الولايات المتحدة في حالة حرب مع فيتنام. فرفض أن يخدم في جيش الولايات المتحدة حتى لا يشارك في هذه الحرب، وتمت محاكمته «زي النهارده» فى 8 مايو 1967 وهو في قمة انتصاراته، وسحب اللقب منه بسبب رفضه هذا، ثم عاد للملاكمة مرة أخرى عام 1970 في مباراة وصفت بأنها (مباراة القرن) ضد فريزر حيث لم تسجل هزيمة لأى منهما في أي مباراة من قبل، وكانت مباراة من 3 أشواط متفرقة فاز محمد على باثنين منها ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأسرهلقد لعب محمد على 61 مباراة أحرز فيها 56 انتصارا منها 37 مباراة بالضربة القاضية فيما خسر خمس مباريات، تزوج محمد على أربع مرات ولديه سبع بنات وولدان وهم مريم، ورشيدة،وجميلة، وهناء، وليلى، وخليلة، وميا، ومحمد جونيور، وأسعد، والجدير بالذكر ان ابنته ليلى محمد على احترفت الملاكمة النسائية مثل والدها.