اسمه الحقيقى "كاسيوس مارسيلوس كلاى"، ولد فى 17 يناير سنة 1942 لأسرة مسيحية فى مدينة لويفيل بولاية كنتاكى الأمريكية، فاز ببطولة العالم فى الملاكمة للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عامًا فى 1964 و 1974 و 1978، وفى عام 1999 توج محمد على كلاى بلقب "رياضى القرن"، وهو صاحب أسرع لكمة فى العالم، والتى وصلت سرعتها 900كم فى الساعة، وهو أشهر اسم رياضى فى التاريخ، اعتزل الملاكمة عام 1981 وقد كان عمره 39 عامًا. عانى مع أسرته من سياسة التفرقة العنصرية التى كانت سائدة فى هذه الفترة، وكانت بدايته فى عالم الملاكمة عام 1954م، فى تلك الأثناء لم يكن الصبى كاسيوس مارسيلس كلاى قد تجاوز ال12 من عمره عندما سرق أحد الأشخاص دراجته الهوائية، وهو يلعب مع أحد أصدقائه فى إحدى صالات الألعاب بالمدينة، وثار الصبى ثورة عارمة عندما اكتشف سرقة دراجته، وتلفظ بألفاظ التهديد والوعيد قائلًا: إنه سيسحق السارق سحقًا أو يضربه ضربًا مبرحًا عندما يعثر عليه، وتوجه بالكلام إلى رجل شرطة وجده أمامه، فما كان من رجل الشرطة إلا أن سخر من الصبى الطويل النحيف قائلًا له: "من الأفضل لك أن تتعلم الملاكمة أولًا قبل أن تحاول ضرب أحد"، ولم يخطر ببال هذا الشرطى أنه - بهذه الجملة الساخرة - كان سببًا فى تغيير مسار حياة هذا الصبى، وتوجيهه إلى تعلم الملاكمة ثم احترافها. وفى عام 1964 صدم العالم عندما استطاع محمد على إقصاء الملاكم "ليستون" عن عرش الملاكمة وكان عمره لا يتجاوز الثانى والعشرين سنة وقتها، وكان ليستون وقتها بمثابة البطل الذى لا يقهر، فأصبح هو النموذج الذى يحتذى الشباب الأمريكى به. وفى مثل هذا اليوم من عام 1965 فاجأ كلاى العالم وأعلن اعتناقه للإسلام، وأن اسمه الجديد هو "محمد على"، دون يضع اهتمامًا لما سيحدث من انتقاص لشعبيته فى الولاياتالمتحدة والعالم، ولكن شعبيته وحب الناس له زادت واكتسحت الآفاق، ولم يكن الدين عائقًا بل كان من الأسباب الرئيسية لشهرته. وفى عام 1967م وفى قمة انتصاراته فى عالم الملاكمة كانت الولاياتالمتحدة متورطة حتى أذنيها فى حرب فيتنام، فتمَّ سحب اللقب منه بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية فى جيش الولاياتالمتحدة أثناء حرب فيتنام؛ اعتراضًا منه على الحرب شأنه شأن الكثير فى ذلك الوقت. وأحيل محمد على إلى السجن، وتمَّ إلغاء رخصة الملاكمة التى كانت لديه، وتمَّ تجريده من بطولة العالم فى الملاكمة، ولكن بعد أربع سنوات ألغت المحكمة العليا قرار إدانته، وقالت فى حكم جديد: إن رفضه لأداء الخدمة العسكرية لم يكن بدافع جُرمى، وإنما يتماشى مع تعارض الحرب مع قناعة ضميره كونه يدين بالإسلام.