دراسة ل«ITF»: نهضة كبرى تنتظر الشرق الأوسط بسبب التطور المصري في مجال النقل الجوي والبحري والبري

أشادت دراسة حديثة أعدها الاتحاد الدولي للنقل «ITF» وعرضها خلال اجتماع اللجنة التوجيهية لدول المنطقة العربية وقارة إفريقيا الدول الأعضاء في الاتحاد، والتي انعقدت في العاصمة اللبنانية بيروت الأسبوع الماضي، بالتطور الكبير الذي يشهده قطاع النقل المصري بصفة عامة سواء كان نقلًا بريا أو جوياُ أو بحريًا، ولأول مرة منذ عقود تحتل صعد مطارات وموانئ مصرية قوائم هذه المنشآت الأكثر تطورًا في المنطقة، معتبرًا أن هذه التطورات المصرية غيرت من شكل حركة النقل بصفة عامة في المنطقة.
وأوضحت الدراسة أنه بالنسبة لقطاع الموانئ والشحن في قارة أفريقيا بما فيها شمال إفريقيا، فإن 90% من التجارة الدولية في جميع أنحاء القارة تجري عن طريق البحر، و40% من البضائع المصدرة بحرًا في عام 2017 تتألف من النفط الخام، في حين جرى احتساب أكثر من ثلثي الواردات بواسطة الشحنات الجافة «البضائع الجافة والسلع المعبأة في حاويات»، وكان ما يقارب ال20% من الواردات مكونة من منتجات نفطية وغاز، تمثل موانئ أفريقيا 4 % من حجم التجارة في الحاويات على مستوى العالم، ومعظمها يشمل الواردات من السلع المصنعة، لكن لا تتطابق شحنات وموانئ أفريقيا دائمًا مع الاتجاهات والمعايير العالمية بحسب الدراسة، لذا فإن هناك 4 محطات للحاويات فقط في القارة في المغرب واحدة، وفي مصر اثنتين، وجنوب إفريقيا واحدة، هي التي دخلت في قائمة أفضل 100 ميناء عالمي للحاويات لعام 2016 لكن لم يندرج أي ميناء أفريقي آخر.
وإن الربط بين خدمات الشحن، والذي يؤثر بشكل كبير على مستويات تكاليف النقل، أقل من المتوسط العالمي في أفريقيا، يتأثر ربط خدمات الشحن البحري للبلدان الأفريقية بشدة بجغرافيتها، وإن أفضل البلدان المرتبطة هي تلك الموجودة في زوايا القارة، حيث ترتبط طرق الشحن الدولية بالموانئ الرئيسية، لا سيما في مصر والمغرب وجنوب إفريقيا، حيث تتعامل موانئ أفريقيا مع نحو 6 % من الحركة العالمية التي تنقلها المياه وحوالي 3 % من حركة الحاويات في العالم، تبقى الموانئ المصرية لاعبًا رئيسيًا في المنطقة مع وجود العديد من مشاريع التوسع المخطط لها، من المخطط الانتهاء من بناء محطة جديدة متعددة الأغراض بتكلفة «73.6 مليون دولار أمريكي» في ميناء دمياط في عام 2019: حيث ستقلل المحطة من فترة انتظار السفن عند الشحن الخارجي وتزيد من معدلات مناولة البضائع المتراكمة، سيتم إضافة محطة جديدة إلى ميناء السخنة من قبل موانئ دبي العالمية، فقد نمت أعمال الحاويات في ميناء السخنة بنسبة 10 % ونمت الأعمال التجارية بحوالي 30 إلى 40 في المائة بين عامي 2017 – 2018.
وأوضحت الدراسة أن العمل في بناء أول ميناء جاف في مصر بدأ في أواخر عام 2018: حيث سيتضمن اتصال مباشر عبر السكك الحديدية مع موانئ الحاويات في ميناء الإسكندرية «ميناء الإسكندرية وميناء الدخيلة»، وستعمل DP6 ك lمستودع للحاويات المستوردة عبر مختلف الموانئ في شمال مصر، كما سيخدم كل من مدينة السادس من أكتوبر ومنطقة القاهرة الكبرى. سيعمل الميناء الجاف على مدار 24 ساعة بقدرة استيعابية تبلغ 720 حاوية نمطية في اليوم، وسيتم فتح DP6 بسعة 360 حاوية نمطية يوميًا.
وفي مجال النقل البري والسكك الحديدية كشفت الدراسة أن سوق منتجات وخدمات السكك الحديدية في إفريقيا والشرق الأوسط يشهد تقدمًا، حيث بلغ متوسط معدل النمو السنوي المتوقّع 4% من الوقت الحاضر وحتى حلول عام 2022، فقد أعلنت مصر عن خططها لبناء خط للسكك الحديدية كبديل لقناة السويس، حيث يربط الخط ميناء الإسكندرية ودمياط على ساحل البحر المتوسط بميناء نويبع على البحر الأحمر، وسيكون أول جسر بري يربط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر، بالإضافة إلى خط سكة حديد جديد بين شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
وأدى التحول الاقتصادي السريع للمدن في جميع أنحاء شمال أفريقيا إلى زيادة في مشاريع السكك الحديدية في المناطق الحضرية، في الجزائر، والمغرب، وتونس، وكذلك في الأردن، والأمارات والسعودية.
أما قطاع الطيران المدني فقد كشفت الدراسة أن هذا القطاع يدعم حاليًا 2.4 مليون وظيفة بالإضافة إلى ضخه ل 130 مليار دولار في النشاط الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذا يمثل 3.3% من إجمالي العمالة و4.4% من إجمالي الناتج المحلي في المنطقة، وخلال ال20 سنة القادمة، يتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن ينمو عدد الركاب بنسبة 4.3 % سنويًا، ووفقا للاتحاد الدولي للنقل الجوي «IATA» أن شركات الطيران في جميع أنحاء المنطقة ستحقق أرباحًا بقيمة 800 مليون دولار في عام 2019، من المتوقع أن يشهد الشرق الأوسط وجود 290 مليون مسافر جوي إضافي من، إلى، وضمن المنطقة بحلول عام 2037، حصلت منطقة الشرق الأوسط على حصة نسبتها 5% من سوق الطيران العالمي في عام 2018، حيث حصدت 206 ملايين مسافر زيادة بنسبة تزيد عن 9% عن عام 2015.
وذكرت الدراسة أن شركات الطيران منخفضة التكلفة في هذا القطاع، بها أكثر من 35 مليون من المقاعد السنوية للشرق الأوسط مع استمرار تطور القطاع في جميع أنحاء المنطقة، حيث استحوذ سوق LCC على حصة نسبتها 14.6% من مقاعد المغادرة من الشرق الأوسط في عام 2018، وجاءت شركة العربية للطيران كأكبر شركة طيران منخفض التكلفة في المنطقة، حيث تغطي أكثر من 155 خطًا في مختلف المراكز عبر الإمارات والمغرب ومصر، بالإضافة إلى المزيد من خطط التوسع في 2019 وشركات الطيران منخفضة التكلفة الأخرى مثل سلام للطيران «سلطنة عمان، أعلنت عن شغفها لدعم لرغبة عمان المتنامية في تطوير النقل الجوي، والذي من المتوقع أن يزداد بنسبة 40% بحلول 2019. وقد تعاملت الشركة مع أكثر من 500، 000 مسافر في عامها الأول من العمليات بعد بدء رحلاتها في نهاية يناير 2017، بالإضافة إلى أنها تخطط لتوسيع شبكتها في عام 2019 بإضافة 5 وجهات في المنطقة «الكويت والرياض والقاهرة والخرطوم والعراق».
وبالنسبة لأهم هم الخطوط الجوية والمطارات ومشاريع المطارات الرئيسية في المنطقة وفقا للدراسة جاءت كالاتي، مطار الملك محمد الخامس الدولي «الدار البيضاء والذي يتكلف ب 1.6 مليار، لتصبح سعته 14 مليون مسافر سنويًا في عام 2018، استقبلت الدار البيضاء 9.7 مليون مسافر، وأيضًا مطار هواري بومدين بالجزائر أكبر مطار في البلاد وسيضم محطة جديدة، محطة قطار ذات سكتين، فندق أربع نجوم، مدرج تم تجديده، بالإضافة إلى برج ATC جديد ويستوعب 10 ملايين مسافر.
وقال أسامة عبدالباسط، رئيس لجنة الطيران المدني، بالمنطقة العربية في الاتحاد الدولي للنقل ITF أنه بالنسبة للطيران المنتظم فقد أتت مصر للطيران، في المرتبة الأولي استحواذًا على أكبر عدد من المقاعد المتوفرة إلى نقاط بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ب6 ملايين و258 ألف و285 مقعدًا، تليها الخطوط المغربية، فالخطوط السعودية والإماراتية، وأخيرًا الخطوط التونسية، وهذه الأرقام تم رصدها عام 2018، بناءًا على الأساطيل الحالية، غير أن مصر للطيران خلال الفترة المقبلة سوف تستقبل أكبر صفقة في تاريخها في عدد الطائرات المشتراة، وهذا يدلل على أن مصر للطيران ستصبح خلال الفترة المقبلة واحدة من الشركات العملاقة في المنطقة، وهذا بفضل التخطيط الجيد بالنسبة لمتخذي القرار في وزارة الطيران المدني والشركة، وكذلك بالنسبة للقيادة السياسية الحالية.
وأوضح عبدالباسط أنه بالنسبة لقطاع المطارات، جاء مطار القاهرة في المرتبة الأولي كأهم مطار في منطقة الشرق الأوسط، به عدد مسافرين إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بإجمالي 12 مليون و256 ألف 774 راكبًا.