يعتبر الترميم الأثري من أهم وأخطر الخطوات التي تتم في مجال الآثار، ويستخدم فيه المرمم قطع وأدوات للمساعدة في تطوير الآثار وعلاج القطع المتهالكة. يلقي هذا التقرير الضوء على نموذج من مشروعات الترميم وخطوات وطرق علاج القطع الآثرية المتهالكة. مشروع ترميم كسوة الكعبة بمكة المشرفة: يرجع تاريخ هذه الكسوة إلى عهد محمد علي والملك فواد الأول وكانت ترسل من مصر على الجمال إهداء من ملك مصر إلى الكعبة المشرفة. أولا: وصف القطع ما قبل الترميم: عبارة عن 14 قطعة من الكسوة من ضمنها 6 قطع من كسوة الكعبة المشرفة و8 قطع من قبر الرسول والروضة الشريفة. وهي قطع من القماش مصنوع من نسيج الحرير مكتوب عليها الله أكبر، وبعض من الآيات القرآنية مكتوبة باللون الذهبي، عبارة عن سلوك فضة سويسري مطلى بالذهب، وكانت مخزنة بطريقة غير ملائمة لقيمتها الدينية والأثرية، وكانت موضوعة مطبقة فوق بعضها البعض مما أدى إلى تدهور حالتها الأثرية، وتم تجهيز معمل على مستوى مناسب للقيام بعملية الترميم ونقل القطع للبدء في العلاج والترميم. خطوات الترميم وطرق العلاج للقطع المتهالكة: أولا: تنظف المعادن من الأكسدة الموجودة عليه ورجوعه إلى حالته الأولية، ثم عمل أحواض تنظيف خشبية لتنظيف القطع المراد ترميمها، ثم بعد ذلك ملء الأحواض بالماء ووضع مواد منظفة للبدء في عملية الغسيل داخل هذه الأحواض، وبعد الانتهاء من مرحلة التنظيف يتم وضعها في الأماكن المخصصة وشفط المياه منها وتجفيفها. ثانيَا: يتم عمل شاسيهات من الأخشاب بأحجام القطع، وبعد تثبيت القطعة على الشاسيه بعمل تثبيتات للأجزاء المفقودة عن طريق تثبيت الطراف حتى تكون غير قادرة على التهالك مرة أخرى وأيضًا لمنع استمرارها على الفقدان، ويتم التثبيت حول جميع المعادن الموجودة على القطع حتى لا تصبح ثقلا مع الكتان المثبت على الشاسيه ثم عمل إطار «برواز» للقطعة لتحديدها بشريط لونه أسود. وهذه الخطوات تتم على مستوى القطع بأكملها مع الاختلاف البسيط بين القطع، وتم عمل خافية لجميع أنواع الشاسيهات من الخلف حتى لا تظهر الحبال لإبراز المظهر الجمالي للقطع. أخير، تصبح قطع الكسوة مؤهلة لمرحلة العرض ما بعد الترميم، وهذه المرحلة تسمى مرحلة العرض المتحفي أو عرض الفتارين على حسب وجود أماكن القطع.